بنغازي 19 فبراير 2024 (الأنباء الليبية) _تستعد مفوضية كشاف بنغازي حلقة المتقدم لإطلاق حملة تشجير وادي درنة يوم الجمعة القادم 23 فبراير الجاري، والتي تهدف لزراعة 500 شجرة من أشجار العرعار.
تكثيف زراعة الأشجار
وتستهدف الحملة توعية الناس وتعريفهم بمدى أهمية الحفاظ على البيئة والعمل على تكثيف زراعة الأشجار في المنطقة.
وفي السياق، قال أستاذ البيئة النباتية المشارك بقسم علم النبات بجامعة بنغازي والقائد الكشفي للحملة طارق عوض المقصبي: إن الحملة جاءت من منطلق أهمية الحفاظ على العلاقة التي تجمع الإنسان بعناصر الطبيعة من تربة وبيئة وهواء، في ظل التطور الصناعي الكبير الذي عم البشرية في منتصف القرن العشرين وتشكلت على إثره العديد من النشاطات البشرية التي شوهت محيط الإنسان، وكان مردودها سلبيا على صحة الإنسان وطريقة حياته، وأثرت نفسيا وسلوكيا في مختلف العالم وليبيا ليست استثناء.
استعدادات الحملة
وتابع أستاذ البيئة لصحيفة الأنباء الليبية: التجهيزات للحملة بدأت منذ شهر، وتم تجهيز الشتلات من قبل المتطوعين ورجال الأعمال وأصحاب المشاتل، ومفوضية كشاف بنغازي دفعت جزءا ماليا آخر لتغطية التكاليف الكاملة لهذه الشتلات، كما تعاونت معنا منظمة شتلة البيئية في الجبل الأخضر بقيادة المهندس ابريك العبيدي من الأبرق ودكتور محمود التواتي من جامعة عمر المختار بصفة شخصية غير رسمية.
وأشار إلى أن الاختيار وقع على شجرة العرعار لزراعتها في وادي درنة، وذلك لتجذرها منذ آلاف السنين في الجبل الأخضر وبذرتها لا تنبت إلا عندما تتعرض لتأثير حامضي في معدة الحيوانات سواء كان ذئبا أو ثعلبا أو حتى سلحفاة، وإذ ما تم القضاء على هذه الحيوانات في تلك المنطقة سيتسبب في انقراض مجموعة كبيرة من النباتات والأشجار.
ونوه القائد الكشفي للحملة إلى أن العرعار من أكثر الأشجار أهمية في الغطاء النباتي للجبل الأخضر، إضافة إلى أن العمل البيئي يحتاج إلى عمل مؤسساتي ودعم من الدولة حتى يجني ثماره.
سبب اختيار المنطقة
وبين: إن الاختيار وقع على وادي درنة من قبل حلقة المتقدم في الكشاف، بعد إعدادهم لتقارير علمية، جاءت بناء على ما حدث خلال إعصار دانيال الذي ضرب مدن ومناطق الشرق الليبي في سبتمبر الماضي.
وحول الطبيعة الجغرافية لمنطقة الجبل الأخضر ذكر المقصبي: الجبل منطقة طبيعية والأراضي الطبيعية في الجبل لا يشجع فيها استيراد أشجار من خارج موطنها وزراعتها لأنها بكل تأكيد لن تتأقلم في المنطقة، وحتى إن تأقلمت تحتاج إلى رعاية كبيرة جدا ولن تكون قادرة على تطوير نفسها. لذلك يفضل زرع أنواع وطنية من البيئة الليبية من بيئة الجبل خصيصا التي تمنو بشكل عشوائي، لأنها لا تحتاج إلى اهتمام كبير لتواجدها في موطنها الأساسي، فلكل شجرة خصوصية وفائدة خصها بها الله -سبحانه وتعالى-.
الغطاء النباتي
وأوضح الدكتور طارق المقصبي، إنه لو توفر غطاء نباتي كثيف في منطقة الجبل الأخضر، كان قد خفف من حدة كارثة الفيضانات، وهذا حسب مادعت إليه الأوراق العلمية التي قدمها المتخصصون في الجغرافيا والنبات بجامعة عمر المختار في السنوات الأخيرة.
الجدير بالذكر، أن مساحة الوادي تقدر ب 570 كلم مربع يبدأ من القيقيب مرورا بلملودة والقبة والأبرق وصولا إلى مدينة درنة، ويبلغ طوله 70 كيلو متر وعرضه أكثر من عشرة كيلو متر (الأنباء الليبية _ بنغازي) هــ ع
متابعة: بشرى العقيلي