غزة 01 مارس 2024 (الأنباء الليبية) -تصاعد الغضب العربي والدولي بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الكيان الصهيوني أمس الخميس، في دوار النابلسي جنوب غربي قطاع غزة والتي أسفرت عن 112 شهيد و760 جريحا كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات.
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن صدمته لسقوط عدد كبير من الضحايا، مؤكدا أن الحادث يتطلب تحقيقا مستقلا وعاجلا.
وندد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالمجزرة وقال: أشعر بالهلع من التقارير عن مذبحة أخرى بين المدنيين في غزة الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، مضيفا أن سقوط هذا العدد من الشهداء في المجزرة “غير مقبول على الإطلاق.
وتابع بوريل أن حرمان الناس من المساعدات الإنسانية يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي، مضيفا: يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.
-تحقيق مستقل
أكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أن بلاده ستدعم دعوة الأمم المتحدة لإجراء تحقيق مستقل، مشددا على أن ما حدث لا يمكن تبريره أو الدفاع عنه.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن غضبه، مطالبا “بالحقيقة والعدالة”، وقال في منشور على منصة (إكس) : هناك سخط شديد إزاء الصور القادمة من غزة، حيث استهدف جنود الاحتلال، المدنيين الفلسطينيين . مطالبا بضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وندد وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس بالحادث، وقال إنه من غير المقبول موت المدنيين الفلسطينيين في أثناء انتظارهم للحصول على الطعام.
وطالبت ألمانيا الاحتلال بتفسيرات لإطلاق النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات في شارع الرشيد غرب مدينة غزة.
بدورها، عبرت الخارجية الصينية عن شعورها بالصدمة جراء استهداف مدنيين ينتظرون المساعدات الإنسانية في غزة.
-تنديد عربي
أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية الاستهداف الصهيوني لتجمع من المدنيين الفلسطينيين العُزّل، الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية في دوار النابلسي شمال قطاع غزة، الأمر الذي أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين.
واعتبرت مصر أن استهداف مواطنين مسالمين يهرولون لالتقاط نصيبهم من المساعدات الإنسانية جريمة مشينة، وانتهاكا صارخا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهتارا بقيمة الإنسان وقدسية روحه.
وطالبت مصر، الأطراف الدولية الرئيسية، ومجلس الأمن، لاسيما الدول التي تعيق قدرة المجلس عن المطالبة بوقف إطلاق النار، بتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية عن وقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل للامتثال لأحكام القانون الدولي وتحمل مسئولياتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات.
وأعادت مصر التذكير والتأكيد على موقفها الراسخ المطالب بحتمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة إزالة كافة المعوقات التي تحول دون تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة كاملة ومستدامة إلى قطاع غزة، ورفض أية محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.
في السياق ذاته، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار السعودية الشديدين، استهداف المدنيين العزل شمال قطاع غزة، وأكدت الوزارة رفض السعودية القاطع لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف وتحت أي ذريعة، كما جددت السعودية مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقفٍ حازم بإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني، والفتح الفوري للممرات الإنسانية الآمنة، والسماح بإجلاء المصابين، وتمكين إيصال المساعدات الإغاثية والمعدات الطبية دون قيود، للتخفيف من الكارثة الإنسانية والحيلولة دون تفاقمها، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار يمنع سقوط المزيد من الضحايا المدنيين الأبرياء.
كما أعرب اليمن عن إدانته واستنكاره لاستهداف قوات الاحتلال الغاشم المدنيين العزل في دوار النابلسي بشمال قطاع غزة، والتي خلفت المئات من الشهداء والمصابين المدنيين، من أبناء الشعب الفلسطيني، وفق وكالة “سبأ”.
وأشارت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان لها، إلى أن الاستمرار في ارتكاب هذه المجازر وقصف مراكز النزوح وأماكن تقديم المساعدات جرائم حرب وعقاب جماعي للأبرياء تستهدف التهجير القسري بالقتل والقوة.
وأكدت أن الجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل تقتل السلام كل يوم وتصنع الإرهاب والتطرف في المنطقة، مجددة دعوتها المجتمع الدولي عموما ومجلس الأمن بشكل خاص، إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، وحماية الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في الحياة الكريمة وفي إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعربت وزارة الخارجية البحرينية، عن إدانة مملكة البحرين واستنكارها بشدة الاستهداف الإسرائيلي لتجمع مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية في دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بقطاع غزة، وأسفر عن استشهاد وإصابة المئات، أغلبهم أطفال ونساء، بما يمثل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولى والقانون الدولى الإنساني.
وجددت وزارة الخارجية دعوة مملكة البحرين للمجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته في الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، بما يضمن حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لأهالي القطاع بشكل كامل وآمن ومستدام، ورفض أي محاولة للتهجير القسري للسكان، مشددة على ضرورة إحياء عملية السلام العادل والشامل بحصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وفق حل الدولتين.
وأدانت الخارجية العراقية المجزرة التي ارتكبها الاحتلال، بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات عند دوار النابلسى قرب شارع الرشيد بمدينة غزة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين.
وطالبت، المجتمع الدولي بحماية الشعب الفلسطيني، معتبرة أنه يعانى من أزمة إنسانية خطيرة، وأكدت أن لجوء الاحتلال الصهيوني إلى سياسة الإبادة الجماعية وإصرارها على مواصلة عمليات القتل والتهجير، مؤشر على تجاهل القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة مما يتطلب وقفة جادة لحماية الشعب الفلسطيني.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد أدانت المجزرة البشعة وقالت: إن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش يعتبر جزءا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وتتحمل سلطات الاحتلال المسؤولية كاملة والمحاسبة عليها أمام المحاكم الدولية”.
وأكدت أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني منذ بداية العدوان الأخير، والذي خلّف الآلاف من الشهداء والجرحى أغلبيتهم من الأطفال والنساء، مشددة على أن الصمت الدولي هو الذي شجع الاحتلال على التمادي في سفك الدم الفلسطيني والقيام بجرائم إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
-حماس والتوثيق
من جانبها، طالبت حركة “حماس” محكمتي العدل والجنائية الدوليتين والمؤسسات الحقوقية للتحرك و”توثيق الجريمة البشعة”، بعد استهداف الجيش مواطنين فلسطينيين أثناء استلامهم مساعدات إنسانية.
وقالت الحركة في بيان: “في محاولة منه للتنصل من مسؤوليته عما اقترفه جيشه المجرم بحق مواطنين ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية عند منطقة دوار النابلسي في مدينة غزة، وهو ما تسبب بارتقاء أكثر من 110 شهداء ومئات الجرحى، يمارس الجيش الصهيوني التضليل والكذب حول ما ارتكبه من مجزرة مروعة”.
وأوضحت الحركة، أن جيش الكيان الصهيوني يحاول التضليل “عبر تمريره لرواية تافهة ليبرر هذا القتل الممنهج لأبناء شعبنا، والمعهود عنه منذ إطلاقه لحرب الإبادة على شعبنا”.
وأكدت، أن ما قدمته وزارة الصحة في قطاع غزة من “دلائل وقرائن حول هول المجزرة التي ارتكبها الجيش النازي، ليس أقلها إطلاق النار مباشرة على المواطنين، وعلى أطرافهم العلوية بغرض القتل الفوري، إضافة لروايات جميع الشهود التي أكدت تعرضهم للنار مباشرة دون وجود أي خطر على جيش الاحتلال، ليؤكد فقط حقيقة تعطش الجنود الإرهابيين للقتل وارتكاب أبشع الانتهاكات، بسبب الحماية والغطاء المقدم من إدارة الرئيس الأمريكي بايدن من أية محاسبة دولية”.
ودعت”حماس” محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية وكافة المؤسسات الحقوقية إلى توثيق هذه الجريمة البشعة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمحاسبة هذا الكيان الاحتلالي المارق على جرائمه وانتهاكاته، والتي تُعرض المنطقة والعالم للخطر والتهديد بفعل جرائمه، وأن مطالبتنا بمحاسبته ومعاقبته ستبقى تطارده مهما طال الزمن.
-مأساة كبرى
من جانبه، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، أن الاحتلال مُستمر فى استهداف الأحياء السكنية، وطواقمه تحاول تقديم الإسعافات الطبية قدر ما هو متاح لها من إمكانيات.
ووجه الهلال، في بيان اليوم الجمعة، الدعوة إلى المجتمع الدولي بضرورة إقامة مستشفيات ميدانية وإيفاد وفود طبية للقطاع الذي يتعرض لحرب إبادة منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن أكثر من 100 ألف شهيد وجريح ومفقود.
وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني إن الاحتلال يمعن في سياسة العقاب الجماعي وتجويع الشعب الفلسطيني ولا يبالي بالنداءات الدولية التي تطالبه بوقف إطلاق النار. ( الأنباء الليبية غزة) س خ.