بنغازي 06 مارس 2024 (الأنباء الليبية) -اعتاد الليبيون أن تكون اللحوم الحمراء بتعدد مصادرها بين الماشية والأغنام والماعز ضيفا رئيسيا على الموائد في شهر رمضان المبارك، إلا أن هذا العام لن يكون كسابقيه، إذ ستحرم آلاف الأسر من اللحوم الحمراء بسبب ما تعانيه السوق الليبية من اضطرابات تسبب في زيادة الأسعار بشكل جنوني، وكذلك انتشار الأمراض التي تسببت في إغلاق كثير من أسواق الحيوانات الشعبية، وكذلك محال بيع اللحوم.
-واقع سوق اللحوم قبل رمضان
مع قدوم شهر رمضان المبارك بدأ كثير في تصدير الشكوى من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لاسيما اللحوم الحمراء والتي وصل سعرها إلى 85 دينار في كثير من المناطق وبعض المناطق تخطى فيها السعر هذا الرقم، بينما مناطق أخرى يراوح بين الـ 75 و80، وهو مبلغ يراه كثير من الليبيون كبير للغاية، خصوصا وأن الفارق بينه وبين الأسعار التي حددتها الحكومة الليبية وكذلك حكومة الوحدة الوطنية كبير نسبيًا.
ويعد المستهلك الليبي واحدا من أكبر المستهلكين للحوم على المستوى العربي إذ يقدر استهلاك الفرد سنويا بحوالي 34 كيلوجرام، وهو المستوى السادس عربيا، وفي تقارير إحصائية، بينما تقدر أعداد الثروة الحيوانية في البلاد بنحو 6 ملايين رأس بمختلف أنواعها، فيما تستورد 800 ألف رأس من الخارج لسد احتياجات السوق المحلي من اللحوم الحمراء بالإضافة إلى لحوم الدجاج.
وفي وقت سابق أصدرت الحكومة الليبية القرار رقم (40) لسنة 2023، والخاص بتحديد أسعار بعض السلع والتي نصت على تسعير اللحوم كالتالي (لحم خروف وطني (كيلو): 55 دينارا، لحم خروف مستورد (كليو): 35 دينارا، لحم بقر وطني (كيلو): 45 دينارا، لحم بقر مستورد (كيلو) 20 دنانير، لحم دواجن وطني (كيلو): 10 دنانير، لحم دواجن مستوردة (كيلو): 8 دنانير) وهي أسعار أقل بكثير مما عليه السعر الفعلي في كثير من المدن الليبية.
-إغلاق الأسواق بسبب الأمراض
لم تقف التحديات أمام المستهلكين في السعر المرتفع، بل يتخطى ذلك إلى انتشار بعض الأمراض الفتاكة بكثير من المدن والتي تسبب في نفوق عشرات الحيوانات، وباتت تهدد مشروعات الثروة الحيوانية، حيث تسبب مرض الحمي القلاعية في إعلان عدد من البلديات إغلاق أسواق الماشية ومحال بيع اللحوم كما هو الحال في مدينة أجدابيا، وكذلك في سرت وترهونة، وجردس العبيد، وتاكنس، وغيرها من المدن.
واضطرت السلطات لاتخاذ هذا القرار خوفا من تفشي المرض بين الحيوانات في حال تجمعها في مكان واحد، وهو ما تسبب في تراجع استهلاك اللحوم، إما بسبب الخوف من أن تكون اللحوم المعروضة للبيع مصابة، في ظل تراجع الدور الرقابي، أو بسبب ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه وهو ما يحرم كثير من الليبيين من هذه الوجبة الرئيسية في شهر الصيام، لا سيما وأن الأمر يتزامن مع تصاعد معدلات الفقر في البلاد والتي وصلت إلى 40% وفق إحصائيات حكومية.
-الحمى القلاعية وصحة الإنسان
وبخصوص تأثير الحمى القلاعية على صحة الإنسان يقول الأستاذ الدكتور إبراهيم الدغيس، أستاذ علم الفيروسات، ورئيس قسم الأحياء الدقيقة والطفيليات بكلية الطب البيطري بجامعة طرابلس، إن مرض الحمى القلاعية، هو مرض فيروسي سريع الانتشار ويصيب الحيوانات مشقوقة الظلف كالأغنام والأبقار والماعز.
ويضيف في منشور له عبر فيسبوك، إنه بالرغم من وجود بعض التقارير التي تفيد بانتقال الفيروس للإنسان، إلا أنه عموما وباختصار فإن مرض الحمى القلاعية، يسبب خسائر اقتصادية للمربين، منها قلة الانتاجية، ونفوق الحيوانات الصغيرة، وبصفة عامة فالمرض لا يشكل خطرا على صحة البشر، ويمكن استهلاك لحوم الحيوانات والألبان عند انتشار المرض دون مخاطر على الصحة العامة، وهو مرض مختلف عن المرض الفيروسي المعروف باسم مرض اليد والقدم والفم الذي يصيب الأطفال. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.