بنغازي 07 مارس 2024 (الأنباء الليبية) -تحتفل النساء حول العالم في الثامن من مارس كل عام بيومهن العالمي، وهو اليوم الذي اعترفت به الأمم المتحدة كيوما دوليا للدفاع عن حقوق النساء، إلا أن بنات حواء في ليبيا يأتي عليهم اليوم بينما هن يعانين بشكل كبير في ظل أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية صعبة للغاية، تكون فيها النساء الأكثر عرضة للمخاطر وفق تقارير دولية.
-تاريخ مشرف للمرأة الليبية
رغم من أن النساء الليبية يعانين من أوضاع ليست هي الأفضل بسبب الاضطرابات السياسية التي تعيشها البلاد، إلا أن التاريخ لا زال يذكر عشرات السيدات الليبيات اللاتي كن مثالا للنضال والمقاومة وضربن أروع الأمثلة في الدفاع عن حقوقهم وأوطانهن، حيث ترصد دراسة بعنوان “تغيّر دور المرأة في المجتمع الليبي، للباحثة سعاد غميض، مراحل تطور أوضاع المرأة في ليبيا خلال مراحل مختلفة من التاريخ مؤكدة أن النساء الليبيات شاركن في صناعة تاريخ بلدهن منذ فترة مبكرة من التاريخ.
وتشير الدراسة إلى أول نشاط بارز للحركة النسائية الليبية، كان في العام 1908 حينما أسس مجموعة من النساء جمعية “نجمة الهلال” والتي تُصنف كأول منظمة مجتمع مدني معنية بشؤون المرأة في البلاد، حيث أُسِّست الجمعية بغرض تعليم النساء قواعد الآداب والسلوك والتعاليم الإسلامية المختلفة.
وتشير المراجع التاريخية إلى أن هذه الجمعية رفعت شعار “الفضيلة، الوطن، الشفقة” وكانت تهدف إلى مساعدة الشابات على تعلم مجموعة من القواعد التي تساعدهن في تكوين الأسر وتربية الأطفال، حيث كان دور الجمعية محصورا على الأنشطة الاجتماعية والأخلاقية.وفي إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا كان للنساء حضورا أيضا حيث شاركن في الجمعيات الدينية التي كانت موجودة في هذه الحقبة لتعلم التطريز وأشغال الإبرة وما يلزم في إدارة البيت، كما افتُتحت في ذلك الوقت عدّد من المدارس للّيبيات المسلمات، وفقا لدراسة الباحثة سعاد غميض.
-ليبيات يشاركن في مقاومة الاحتلال
تشير الدراسة إلى أن المرأة كان لها دور حيوي وبارز في مواجهة الاحتلال الإيطالي، لافتا إلى أن هذا الدور تلاشي عقب جلاء المحتل الإيطالي.
وترصد الدراسة عددا من أسماء الليبيات التي شاركن في حركة المقاومة منهن “مبروكة العلاقية” والتي كانت ترتدي ملابس الرجال بغية التنكر والمشاركة في القتال ضد الطليان، وكذلك “سليمة بنت المقوس” التي شاركت في معركة قرقارش، وغيرهما نساء ليبيات كثيرات شاركن في مقاومة الاحتلال الإيطالي.
وعقب جلاء المحتل الإيطالي شاركت النساء في الفترة ما بين عامي 1943 و1951، والتي خضعت فيها البلاد لحكم الإدارتين البريطانية والفرنسية في الحركة التعليمية حتى أن ثلاث مدارس تولى إدارتهن سيدات.
-وقائع المعاناة
وعلى الرغم من بروز أسماء كثير من النساء الليبيات في الوقت الحاضر في كثير من المجالات ووصول المرأة الليبية إلى أرفع المناصب بين وزيرة وبرلمانية وعالمة، إلا أن كثير من التقارير الحقوقية الدولية تتحدث عن تعرض النساء لكثير من الانتهاكات أبرزها العنف الأسري، حيث تشير مؤسسة بلادى لحقوق الإنسان في تقرير لها نشر في نوفمبر الماضي إلى أن وقائع العنف المنزلي تسبب في موت 78 سيدة في مختلف أنحاء البلاد.
وأكدت المنظمة أن غالبية هذه الحالات قتلن على يد الأزواج، أو الأشقاء، أو الآباء، مشيرة إلى أن في الغالب ما يفلت الجاني من العقاب بسبب غياب تطبيق القانون أو التقاعس عن تطبيقه.
وتشر المنظمة إلى أن إحصائية صادرة عن الأمم المتحدة أكدت أن “امرأة واحدة من كل ثلاث نساء يتعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي مرة واحدة على الأقل خلال حياتها. ويُقتل خمس نساء أو فتيات كل ساعة على يد أحد أفراد أسرهن على مستوى العالم، وفي ليبيا فإن 86% من النساء والفتيات لا يوجد لديهن نظام قانوني يحميهن من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وفقا للمنظمة.
-البعثة الأممية ترصد واقع المرأة الليبية
وفقا لبيان صارد عن البعثة الأممية للدعم في ليبيا نوفمبر 2023 فإن كثير من النساء الليبيات العاملات في المجال العام بما فيهن عضوات المجالس التشريعية تعرضن لتهديدات من قبل بعض الجماعات المسلحة، أو من قبل أعضاء المجالس المنتخبة الذكور وأفراد المجتمع المحلي، والتي شملت التلويح بالاختطاف والاختفاء القسري، والمضايقات عبر الإنترنت، والعنف اللفظي والنفسي.
وطالبت البعثة الأممية السلطات المعينة في ليبيا بالعمل من أجل وضع إطار قانوني فعال يتصدى للعنف ضد النساء والفتيات، في المجالين الخاص والعام، حتى يتمكنَّ من المشاركة في العملية الانتخابية كناخبات ومرشحات، وحتى يجري تمثيلهن بشكل حقيقي في جميع مستويات اتخاذ القرار. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.