طرابلس 10 مارس 2024 (الأنباء الليبية) -أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا ” نيكولا أورلاندو”، دعم الاتحاد لليبيا في ضبط الحدود الجنوبية للحد من الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة التي ألقت بظلالها على منطقة البحر المتوسط . واتفق “أورلاندو” خلال لقائه اليوم الأحد النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني على أهمية إنعاش مبادرة “صحراء واحدة” لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب.
وشدد أورلاندو على رغبة الاتحاد الأوروبي في مساعدة ليبيا لمعالجة ملف الهجرة غير الشرعية باعتبارها بلد عبور يواجه ضغوطات هذه الظاهرة والتي تدفع أعدادا متزايدة من البشر لترك أوطانهم، الأمر الذي لا يجب أن تتحمله ليبيا بمفردها.
كما شدد سفير الاتحاد الأوربي لدى ليبيا على أهمية تناول هذا الملف في بعده الإقليمي والدولي، وفق ما ذهب إليه النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني في مبادرة “صحراء واحدة”. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي قد تبنى هذا المفهوم الجيوسياسي الجديد، والمهم وعميق الدلالة ، لافتا إلى أن الأحداث أثبتت أهمية هذه الرؤية الاستشرافية التي تجعل من الصحراء وحدة سياسية متكاملة لا يمكن التعامل مع أي جزء من أجزائها دون الأخذ في الاعتبار بكامل الخريطة الجغرافية والسياسية.
من جانبه ، أكد رئيس بعثة اليوبام “يان فيتشيشيال” ، مساعدة ليبيا في إدارة حدودها البحرية منها والجنوبية وفقا للتوجه الليبي الذي يبحث على السيادة الكاملة لليبيا على حدودها ودورها الرائد في سياق المعالجات الإقليمية لمختلف التهديدات التي تواجه المنطقة. واعتبر أن توقيع مذكرة التفاهم مع وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية ستسهل عمل البعثة في هذا السياق ودون تأخير.
بدوره ، أكد النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني، أن بدء العمل بشكل فعلي من شأنه أن يحول الاتفاقيات النظرية إلى واقع ملموس ينتظره المراقب الليبي، وقال خلال استقباله سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا ” نيكولا أورلاندو”، وبحضور رئيس بعثة اليوبام “يان فيتشيشيال” لبحث أوجه التعاون المشترك والمباشر بين ليبيا والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات، بالتأكيد على أولوية معالجة ملف تأمين الحدود، ومكافحة الجريمة المنظمة، والإرهاب، والحد من الهجرة غير الشرعية.
وشدد الكوني على أن ملف الهجرة غير الشرعية من الملفات الشائكة التي لا تستطيع ليبيا حلحلتها دون تعاون مثمر ومباشر مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن ضبط الحدود الجنوبية يؤسس لخطوة أساسية لمكافحة الجريمة المنظمة، وتهريب البشر التي ارتفعت بسبب الظروف التي تعيشها دول الجوار.
وأوضح الكوني أن ما تذهب إليه مبادرة “صحراء واحدة” هو أن نعيد إلى هذا الفضاء الجيوسياسي الجامع روحه الحقيقية كفضاء جامع للشعوب والأعراق التي تعمر أرجائه . مضيفا: كانت صحراء جامعة وما جعل منها اليوم مصدر قلق هو تدخل بعض الأطراف الأجنبية أو العصابات الإرهابية أو الإجرامية التي تحاول ان تجعل من هذا الفضاء نقط تغريق وخصام، وهذا يعطي لليبيا دورها القيادي باتجاه حلحلة الإشكاليات التي قد تعرقل من حيوية هذا الفضاء الجامع والموحد، في القبائل والشعوب التي تقطن هذه المنطقة تشكل هذه الوحدة الطبيعية والاستراتيجية المتجددة والدائمة.
يذكر أن “صحراء واحدة” هي مشروع إقليمي أطلقه الاتحاد الأوروبي عبر بعثته للمساعدة في إدارة الحدود في ليبيا “يوبام”، والخلية الاستشارية التنسيقية الإقليمية لمنطقة الساحل، وذلك لتنسيق جهود التعاون عبر الحدود في منطقة الساحل الأفريقي التي تضم 5 دول بجانب ليبيا هي “بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر”. (الأنباء الليبية طرابلس) س خ.