حاورته هدى الشيخي
بنغازي 11 مارس 2024 (الأنباء الليبية) – قال عبد الناصر صالح ديهوم، الخبير في علم الوبائيات، وعضو لجنة المستشارين العلميين في المركز الوطني لمكافحة الأمراض، إن هناك طرقتين لتقليل تأثير مرض الحمى القلاعية المائية على الثروة الحيوانية، وهما جلب التحصينات من الخارج، أو الاعتماد على العترات المحلية.
وأكد ديهوم وهو الخبير لدى منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، خلال مقابلة مع صحيفة الأنباء الليبية، أن نقص الإمكانيات، وعدم توفر البنية التحتية اللازمة في قطاع الخدمات البيطرية يمكن أن يؤدي إلى عدم كفاية التحصينات، وهو ما يعني زيادة خطر انتقال الأمراض بين الماشية.
وحذر من تراجع معدلات ثقة المربين في القطاعات الرسمية، مؤكدا أنه من الضروري بناء ثقة المواطنين والمربين في الحكومة، لتجنب التهريب، وضمان الاستقرار الصحي للحيوانات.
إضافة عترات دول الجوار
وأوضح أنه يجب على القطاع البيطري والمربين أن يتعاونوا مع السلطات، لمواجهة صعوبة السيطرة على المنافذ، خاصة مع التوتر الأمني في دولة السودان، والذي أدى إلى تدفق كبير للحيوانات إلى البلاد ومنها إلى مصر وتونس، حيث يقوم المهربين بهذه العملية بحثا عن الأسعار المرتفعة للحوم في هذه الدول.
وأشار إلى أنه بسبب هذه المخاطر يجب توفير اللقاحات اللازمة في السودان، بجانب التحصين الليبي لحماية المربين، وتقليل الخسائر الاقتصادية، منوها إلى أن هذا يمكن تحقيقه من خلال تقديم الإذن من قبل الحكومة الليبية لاستخدام هذا التحصين، بالإضافة إلى الحماية من الأمراض الأخرى لحماية الثروة الحيوانية.
أسباب انتشار الأمراض
وأرجع خبير الوبائيات، أسباب انتشار الأمراض بين قطاعات واسعة من الحيوانات، منها توقف عمليات التحصين الدورية، والتي كان آخرها بالنسبة لمرض مثل الحمى القلاعية، عام 2015، وهو ما ساهم في استمرار انتشار المرض.
ونوه إلى أن تراجع التحصينات تسببت في انخفاض نسبة المناعة الجماعية، مع العلم أنه كانت جيدة في عام 2015، لكنها تراجعت لأن الحيوانات الموجودة حاليًا في البلاد لم تُحصَّن بعد العام 2015، مما يجعلها عرضة للإصابة.
أسباب نفوق الحيوانات
وفي سياق متصل أكد ديهوم أنه توجد أسباب متعددة لنفوق الحيوانات، من بينها، عدم التحكم في المنافذ وعدم وجود مناعة سلبية.
وأكد أن السبب الرئيسي لانتشار المرض بين الحيوانات، هو عدم توفر الامكانيات الصحية اللازمة لرعاية الثروة الحيوانية، لافتا إلى أن ذلك تسبب في تأخير نتائج الاختبارات، وفقدان ثقة المزارعين في الجهات الرسمية.
ووفقا لخبير علم الوبائيات، فإن الصحة الحيوانية تواجه تحديات كبيرة في توفير التحصينات، وهناك احتمالات لعدم القدرة على التعامل مع أي طوارئ قد تحدث في القطاع الحيواني، لذلك، يجب اتخاذ الإجراءات الصحيحة، وعدم الاقتصار على الأنماط المصلية المحلية فقط، على حد قوله.
وأردف أنه يجب جلب تحصينات تشمل العترات المحتمل دخولها إلى ليبيا، مشيرا إلى أن النجاح في تحصينات الحيوانات يعتمد على قرار سيادي يعود لدولة ليبيا وليس فقط لصحة الحيوانية.
الاستراتيجيات المأمولة
واقترح عضو اللجنة العلمية في المركز الوطني لمكافحة الأمراض، استراتيجية تتضمن، توفير معامل مجهزة لضمان سرعة ظهور نتائج الفحوصات، والتي ستساهم في إعادة الثقة بين المزارعين والمربين والحكومة.
وقال إن هذه الاستراتيجية تساعد في سرعة اتخاذ الإجراءات الوقائية، دون الحاجة لانتظار نتائج الفحوصات لفترة طويلة، كما أنها تضمن تجنب انتشار المرض، وتقليل الخسائر الصحية والاقتصادية.
وأكد أنه يجب بذل جهود لإنشاء خدمات صحة حيوانية جيدة، تشمل معامل وخدمات بيطرية ومحاجر حيوانية. (الأنباء الليبية)