بنغازي 22 مارس 2024 (الأنباء الليبية) -رغم امتلاك ليبيا لخزان مياه جوفي يعد هو الأكبر في أفريقيا وفقا لكثير من الخبراء والباحثين الجولوجيين، إلا أن البلاد تصنف في الوقت ذاته إلى أنه معرضة للفقر المائي، وأنها ضمن 12 دولة عربية و26 دولة على مستوى العالم تجاوزت خط الفقر المائي الحاد، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
في اليوم العالمي للمياه والذي يوافق 22 مارس من كل عام، جددت منظمات دولية دعمها للسلطات الليبية للتغلب على أزمة شح المياه في كثير من المناطق، وهو ما فتح تساؤلات جديدة حول أسباب ندرة المياه في ليبيا، على الرغم من امتلاكها أكثر من مصدر للمياه، بداية من الخزان الجوفي والينابيع المائية المنتشرة في أكثر من منطقة، وكذلك مياه البحر المتوسط القابلة للتحلية.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن ليبيا تستهلك أكثر من 80% من مواردها المائية القابلة للتجدد، على الرغم من أنها من بين أكثر بلدان العالم المهددة بالإجهاد المائي، كما أن كميات المياه المستهلكة تقدر بـ3 أضعاف معدل استهلاك الفرد في الوطن العربي وفق التقرير الصادر عن المنظمة الدولية.
وعدت الأمم المتحدة هدر المياه في البلاد أحد المظاهر التي تثير القلق للاستهلاك غير المستدام، داعية إلى تبني أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة لتوفير المياه.
-خزان جوفي كبير غير مستغل
على الرغم من وجود تقارير تشير إلى وجود ندرة في المياه، واحتمالية تعرض مناطق من البلاد للشح المائي، إلا أن تقارير أخرى تشير إلى أن خزان الكفرة المائي يمكن أن يكفي ليبيا للاستخدام ما يقرب من 4000 آلاف سنة، إلا أن سوء الإدارة وسوء الاستخدام يمثلان أكبر العقبات أمام الاستخدام المستدام للمياه في البلاد، وفق كثير من الخبراء.
-النهر الصناعي بين الإشادة والانتقاد
ويرى كثير من الخبراء من بينهم، الدكتور مفتاح النفار رئيس المنظمة الليبية للدفاع عن المدن المهمشة، أن مشروع النهر الصناعي على الرغم من أهميته للبلاد، إلا أنه لا يمثل الاستغلال الأمثل للمياه في ليبيا، كونه ينقل المياه الجوفية من قلب الصحراء لمسافة قد تصل إلى ألفي كليو متر وهو ما يمثل تكلفة باهظة على الدولة.
ويضيف النفار في تصريحات صحفية سابقة، أنه كان يمكن استغلال هذه المياه في تنمية الصحراء، وإنشاء محطات تحلية على البحر المتوسط لتغذية المدن الساحلية كثيفة السكان، مشيرا إلى أن ذلك كان سيقلل من التكلفة الإجمالية للمشروع.
ويشير كثير من الخبراء إلى أن الاستخدام الجائر للمياه الجوفية قد يتسبب في ظواهر جيولوجية خطيرة، كما حدث مؤخرا في عدد من المدن أبرزها زليتن، التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في المياه الجوفية، وكذلك ظهور هبوط أرضي وأخاديد في بعض مناطق المنطقة الغربية.
-سوء الإدارة
ويرجع كثير من الخبراء مشاكل المياه في البلاد إلى سوء الإدارة من ناحية والانقسام المؤسسى من جهة أخرى والذي تسبب في انقسام الجهات الإدارية للمشروع أيضا الأول قسم إدارة المنطقة الغربية في جبل الحساونة والثاني في المنطقة الشرقية وخط الإمداد من تازربو حتى أجدابيا، وهو ما أثر على أعمال الصيانة والتأمين وغيرها من المشكلات.
ويعاني النهر الصناعي من تهالك وقدم الشبكة التي لم تجرى لها أعمال صيانة شاملة منذ الثمانينات، فضلا عن الأزمات الأمنية التي أعقبت العام 2011، والتي تسببت في الاعتداء على جسم النهر في أكثر من موقع، وهو ما سبب في تفاقم وضع المشروع.
ويستخدم النهر الصناعي جل مياهه من حوضي “السرير”، “تازربو”، وحتى اللحظة لم يتم الاستهلاك من حوض “الكفرة”.
وتشير التقارير الأممية إلى أن 97 في المائة، من إجمالي الموارد المستخدمة في ليبيا من المياه الجوفية غير المتجددة، وسط تحذيرات دولية من موجات جفاف كل خمس سنوات (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.