بنغازي 01 أبريل 2024 (الأنباء الليبية) -ما أن يدخل شهر رمضان المبارك، حتى تبدأ المراسم السنوية في استقبال الضيف المبارك، إذ تتحول شوارع البلاد شرقا وغربا وجنوبا، إلى مائدة طعام عامرة، لاستقبال ضيوف الرحمن الصائمين، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار وصعوبة الأوضاع المعيشية إلا أن الليبيون لم يتخلوا عن عاداتهم وطقوسهم الرمضانية التي توارثوها على مدار السنوات الماضية، فمن طرابلس إلى بنغازي، مرورا بمدن الوسط، ومنا إلى الجنوب الليبي لم تغب موائد الرحمن عن الشوارع الليبية في الشهر المبارك، لتعلن عن معدن الشعب الليبي المرتبط بتقاليده الإسلامية.
-سبب التسمية
أما عن سبب تسمية موائد الرحمن، بهذا الاسم فتشير المصادر التاريخية والمعرفية، إلى أن المصطلح تعارف عليه المسلمون منذ عقود طويلة، وأن هذه العادة الطيبة تعود إلى العهد النبوي، حيث كان يقوم عليه الصلاة والسلام بإرسال وجبات السحور والفطور في رمضان مع الصحابي بلال بن رباح إلى وفود قدمت من الطائف واستقرت في المدينة بعدما أعلنت إسلامها.
وتسجل كتب التاريخ أن الخلفاء الراشدين قد سنوا هذه السُنّة أيضا من بعد رسول الله، حيث كان الخليفة عمر بن الخطاب يقيم الدور لضيافة وإفطار الصائمين، وتطورت الفكرة لتصبح تدريجياً على ما هي عليه الآن في الدول العربية المختلفة، حيث يحرص أهل المدينة المنورة اليوم على إقامة الموائد لإفطار زوار مسجد رسول الله، فيما يوزع الإفطار مجانا في مكة على المعتمرين والزوار، وكذلك في كل العواصم الإسلامية والعربية.
–عادات الشهر الكريم
في رمضان لا يتوقف الخير على الموائد الرمضانية في الشوارع، بل حتى في البيوت، إذ تنشط عادة تبادل الأطباق بين الجيران حتى تكاد تكون الموائد في متشابهة من تكرار تبادل الطعام بين الأقارب والجيران، فقبل أن يصعد المؤذن لرفع آذان المغرب تجد الأطفال يركضون يطرقون الأبواب بابتسامة، يوزعونها مع أطباق الطعام الطازج والجميع يقول “تسلم عليكم أمي وقاللتكم صحتين فطوركم”.
وعلى بعد خطوات من هذه العادة التي تنبئ عن معدن الشعب الليبي، ومدى ارتباطه بتقاليده الإسلامية، تنتشر موائد الرحمن العامرة بأصناف الطعام، استعداد لاستقبال ضيوف الرحمن، من أبناء السبيل والمسافرين، والعالقين في الطرقات وقت الإفطار لتقدم لها ما لذ وطاب من الأطعمة.
-مائدة الرحمن “أرض ازواوة “
بابتسامة خفيفة، تقول مسؤولة مائدة الرحمن، هدى المنفي، التي تشرف عليها منظمة تنوير للتنمية الشاملة: “نقوم بتجهيز الوجبات وتوزيعها على الصائمين لتناولها في بيوتهم في محاولة لتوفير الوجبات للصائمين من المتعففين”.
وأضافت: “في الأيام الأولى تكفل أعضاء المنظمة بتوفير الدعم الغذائي بمجهوداتهم الذاتية، وسرعان ما انضم إلينا الخيرين من أبناء مدينة بنغازي بالإضافة إلى يد العون الممتدة من النساء داخل بيوتهن اللواتي يقمن بإعداد أصناف مختلفة من الطعام لمائدة الصائمين”.
وتشير إلى أنهم كحد أدنى يجهزون خمسين وجبة يوميا، وتتجاوز أكياس الإفطار 150، والتي تحوي حليب وتمر وقارورة من مياه الشرب، ويتناوب على خدمة الصائمين خمسة أعضاء يوميا يتولون مهام التجهيزات الأخيرة، وتسليم الوجبات التي يتناولها الصائمون في بيوتهم.
-الغلاء المعيشي أصاب الكثيرين بالعجز
وتتابع “المنفي” أن عدد المترددين على الموائد الرمضانية زاد خلال هذا العام في مختلف أحياء بنغازي نتيجة تفاقم الظروف المعيشية، وارتفاع الأسعار، مشيرة إلى أنه يوجد كثير من الحكايات الموجعة تخفيها وجوه القادمين للموائد يوميا.
وتشير إلى أن من بين هذه الحكايات رب أسرة نازحة تقيم لدى أقاربها، يعتذر بسبب حضوره اليومي للمائدة، إلا أنه يقول إنه لا يريد أن يحمل العائلة التي منحته باب يغلق عليه وأسرته عناء إفطاره وأسرته.
الأرامل أيضا اللائي يعلن أطفالهن ويسكن بالإيجار، ضيوف دائمين على الموائد، بسبب ما يعانينه من أوضاع قاسية.
وعن اختيار موقع مائدة الرحمن والتي اختير لها في موسمها الأول لهذا العام شعار (تجود خيمتنا بالخيرين) تفيد رئيس منظمة تنوير للتنمية الشاملة، بأن منطقتي “سيدي يونس، وأرض ازواوة” تكتظ بالعاملة الوافدة، و لم يسبق أن اقيمت أي موائد خيرية لإفطار الصائمين فيها، لذلك اخترنا إنشاءها بالقرب من جزيرة العمال الذين عبروا عن رغبتهم في تناول الأطباق الليبية و كانوا سعداء بها.
وعن تجاربها السابقة طيلة الأعوام الماضية في موائد الرحمن توضح “المنفي” أنها كانت طيلة أربعة أعوام مضت، ضمن فريق مائدة الرحمن لمنظمة الرفقة الطيبة، بمنطقة البركة، إلا أنهم قرروا هذا العام الاستقلال والبحث عن المنطقة الأكثر اكتظاظا بالعمالة الوافدة، مؤكدة أنهم يشعرون بالمسؤولية اتجاههم بعد إقبالهم للحصول على حصصهم الغذائية من وجبات افطار صائم.
-أحياء بنغازي عامرة بالموائد
وتؤكد “المنفى” أن معظم أحياء بنغازي تزدان هذا العام بموائد الرحمن في ازدياد ملحوظ في عددها وتضافر الخيريين لإنجاح هدفها المقتصر على افطار الصائمين من ابناء المدينة والمغتربين.
-ثمان سنوات من العمل الخيري
ومن جهته يكشف نور الدين مرواس، مؤسس حملة “وقل اعملوا” والذي يشرف على مائدتين، الأولى بمنطقة “الليثي” والثانية بــ”قاريونس” عن رحلته اليومية لتأمين إفطار الصائمين.
ويقول: “هذا عامي الثامن في العمل الخيري، اتوجه يوميا في ساعات الصباح الأولى إلى الفندق البلدي لشراء الخضروات، وغيرها من مستلزمات الطبخ لتوفير وجبات الصائمين، وأتوجه بها إلى المطبخ الخيري بمدرسة قرطبة باشراف مديرها “اسامة المشيطي”
ويضيف: “كحد أدني نقدم في كل مائدة 70 وجبة، وهناك تعاون مع مطبخ شركة “القمة” اللذين يزودونا بعشرين وجبة، وخمسون أخرى مجانية أيضا من مطبخ “منارة بنغازي”، ونستعين بأبناء تلك الأحياء السكنية كمتطوعين داخل الموائد لتنظيمها والاشراف عليها والقيام بأعمال التنظيف بالتعاون مع فرقة “الانسانية” بشبيبة الهلال الاحمر الليبي ونسأل الله أن يجزي الجميع ألف خير”.
-نصفهم من الليبيين
يقول مرواس: أن أول الأيام في رمضان كانت صادمة بمعنى الكلمة، فالعدد الذي استقبلوه فرض عليهم زيادة يومية في عدد الواجبات، لمائدتي “قاريونس” و”الليثي “، فهناك من يتناول الإفطار داخل المائدة وآخرون يرغبون في استلامها وتناولها مع اسرهم خارج المائدة.
ويشير إلى أن 50% من المترددين على موائد الرحمن هم من الليبيين، معتبرا أن ذلك نسبة مخيفة وغير مطمئنة، لافتا إلى أن مائدة الرحمن هي رزق من الله لعباده وهم سوى أمناء عليه لوصوله لمستحقيه بالجودة المرضية والمعاملة الطيبة.
وأكد أن هذه الموائد تصنع ترابط والفة بين الصائمين، وتخلق جو اسري خاصة بين العمالة الوافدة والمغتربين، وأنهم مستمرين بإذن الله في عملهم طيلة أيام الشهر الفضيل.
-حملات تستهدف بيوت الله
وألمح إلى أن مائدة “قاريونس” تدخل عامها الأول، وحملة “قل اعملوا” المستلهمة من ذات الآية الكريمة في سورة الرحمن هذا عامها السادس، فهي تتضمن دعم بيوت الله القديمة ببعض الصيانات، وحفر آبار المياه وإنشاء وتنظيف المساجد وموائد لإفطار الصائمين طيلة شهر رمضان المبارك، ونسعى لتحويل هذه الحملة التطوعية الى مؤسسة خيرية كضمان لاستمرارها لأجيال لاحقة تؤمن بأعمال الخير، وتنشر مبدأ التعاون والتعاضد المجتمعي لكي نتمكن من مد يد العون لأكبر عدد ممكن من أصحاب الدخل المحدود والمحتاجين.
ولفت إلى أنهم استهدفوا العام الماضي (12) مسجدا ببنغازي، والعشرة الأواخر من رمضان 2024، يستهدفون (30) مسجدا.
الكثير من القصص عايشها “مرواس” ورفاقه المتطوعين تعكس الحالة الإنسانية لعدد ممن يصافحونهم يوميا، الأمر الذي يجعل فكرة تصويرها كوثائقي يسرد وجع ما آل اليه حال البعض جراء ضائقة العيش؛ هدف مرتقب إذا ما توفرت الامكانيات والدعم الفني اللازمين
-مائدة الرحمن “البركة”
وفي سياق متصل يقيم بنك الطعام الليبي، مائدته التي تقدم إفطار الصائمين بمنطقة البركة للعام الرابع على التوالي، وبخصوصها يقول “فايز ساطي” إن بنك الطعام الليبي هو منظمة أهلية غير ربحية، وأنهم يعملون على توفير الوجبات.
ويضيف: “نسعى لرفع المعاناة عن المحتاجين ومحدودي الدخل، ونتعاون مع مفوضية كشاف والمرشدات بنغازي منذ أربع سنوات في مائدة الرحمن، ونقدم من خلالها الواجبات التي تجهزها مطاعم متخصصة للصائمين سواء اللذين يتناولونها داخل أو خارج المائدة.
ويشير إلى أنهم يعتمدون على التبرعات والخيريين في إعداد الوجبات، لافتا غلى أن الحد الادنى 500 وجبة يوميا، وأن العدد في العشر الأواخر يتجاوز 900 وجبة، خاصة يوم 26 رمضان الذي يزداد فيه دعم الخيرين بتوفير الوجبات بالإضافة للتي يقوم بتأمينها بنك الطعام الليبي.
ويؤكد أن المتطوعين القائمين على تقديم الخدمة للصائمين داخل الموائد من مفوضية الكشاف بنغازي، ومنظمة “من الأرض إلى البحر”، وأن هدفهم الرئيسي هو إفطار الصائم بغض النظر عن جنسيته أو مكانته الاجتماعية.
-حملة إفطار صائم
وعطفا على ما سبق يستعد مكتب دعم وتمكين المرأة بجامعة بنغازي هذه الأيام لإطلاق حملة إفطار صائم في موسمها الثاني، والتي تهدف لتقديم الدعم لعدد من موائد الرحمن بالاتفاق معها ليوم واحد، وهو ما تقول عنه “ميرفت دومة” مدير مكتب دعم وتمكين المرأة جامعة بنغازي إنه هذه الفكرة كانت وليدة اللحظة، بعدما أخبرتها صديقتها بأنها تقوم بالطهي لأحد الموائد داخل منزلها، وهو ما دفعها للتفكير حينها لإطلاق مبادرة مع الموظفات اللواتي رحبن بالأمر، وبدأنا في تنفيذ حملة افطار صائم ليوم واحد.
وتضيف أنه خلال أربعة أيام تحصلن على الدعم الكافي، بجميع مستلزماته الذي كان يفوق العدد الذي توقعوه، حيث ساهمت الموظفات في إنجاحه بالجامعة، بمساعدة عدد من الخيرين.
وتشير إلى أنهم استعانوا بمطبخ مركز البحوث والدراسات، وقاموا بالتجهيز والطهو، بمساعدة الزملاء بالجامعة، حيث تم التنسيق مع مفوضية الكشافة والمرشدات بنغازي، وتم تغطية احتياج مائدة البركة بـ200 وجبة.
وتابعت: “هذا العام نتمنى أن يتجاوزا هذا الرقم إلى 500 وأن تستمر حملة افطار صائم يومين أو ثلاثة ليتمكن من دعم أكثر من مائدة”.
وتقول إنها تتمنى زيادة عدد الخيم الرمضانية والذي تعتبره مؤشرا على ارتفاع عدد المحتاجين، وأن تتحول هذه المبادرات الى مبالغ مالية توزع على العائلات تكفيها قوت يومها لمدة شهر كامل حتى نرفع الحرج والخجل عن تلك العائلات الليبية التي ضاق بها الحال.
-المطبخ الخيري
الإطعام الخيري لم يتوقف عن مدرسة قرطبة ببنغازي، طيلة اثني عشر عاما، حيث تجتمع النساء اللواتي امتهن الطهو، والذي يعتبر مصدر رزقهن الوحيد، لتجهيز وطبخ إفطار الصائمين دون مقابل.
وفي هذا الصدد يقول مدير مدرسة قرطبة، “أسامة المشيطي” للأنباء الليبية إن البداية كانت إبان فترة نزوح أهالي منطقة تاورغاء عام 2011، وتحديدا خلال شهر رمضان حيث كان مخيمهم بحاجة إلى بعض معدات وأدوات الطهي، وكان يوجد نقص في السلع الأساسية، وهو ما دفعهم لتجهيز وجبات الإفطار لهم بالإضافة إلى سبع موائد يوميا لهم ومن هنا كانت لبنة البداية لمطبخهم، في العمل الخيري عام 2012 .
-تراجع الدعم المقدم للمطبخ
ويشير إلى أن جميع الطباخات متطوعات للعمل طيلة شهر رمضان، إلا أن هذا العام يسجل للمرة الأولى نقص كبير في الدعم، مقارنة بما سبق، حيث كان الصليب الأحمر يتولى مهمة توفير السلع الأساسية وكان الهلال الأحمر يوفر هو الآخر جزءا من الدعم، إلا أن هذا العام تواجههم مشكلات، حيث توجهوا إلى عدد من الجهات والشركات ولكن لم يحالفهم الحظ.
و يؤكد المشيطي وهو مسؤول مائدة “بنغازي الخير فيها” و التي تقع بمنطقة بوقعيقيص مقابل جامع عبد الله عابد، أن هذه الخيمة تدخل عامها السابع، وتقدم يوميا كحد أدني 180 وجبة إفطار للعمالة الوافدة التي تتناول إفطارها داخل المائدة.
أما العائلات فتأتي قبل الاذان لتستلم حصصها، مؤكدا أنه من الملاحظ ارتفاع عدد الليبيين المترددين على موائد الرحمن هذا العام.
-متطوعات في حب الله
التطوع لم يقف على حد المؤسسات والشخصيات العامة، إذ تعد العمة “نورية الرعيض” أحد ركائز تأسيس المطبخ الخيري، حيث تقول للأنباء الليبية، إنهن يبدأن العمل في الصباح الباكر، وينتهين عند أذان المغرب.
وتضيف: “هذا العام نطبخ لأربعة موائد هي الثابتة بشكل يومي نقوم بتجهيز كحد أدني 250 وجبة بالإضافة إلى عدد من الوجبات يتجاوز هذا الرقم أحيانا كثيرة، ويقومن بتسلميها للصائمين مباشرة من المطبخ والتي يتولى الخيرين توفير متطلباتها”.
العمة ” نورية ” تعتبر هذا العمل الخيري واجب إنساني، وتؤكد أنهن يقدمنه بوابل من الحب كل عام.
وتصف السيدة جانبا آخر من القصص المأساوية والصادمة، التي تحدث على أبواب مطبخهم، بسبب نقص الإمكانيات، مؤكدة أنهن يجهزن للموائد ما يتوفر.
أما السيدة “خويرة الأوجلي” التي منعتها هذا العام ظروفها من التواجد الدائم مع زميلاتها في المطبخ تقول للأنباء الليبية: “نقضي النهار في المطبخ وساعات الليل فقط تفصلنا عن لقاءنا اليومي ولا ندري ما الذي سيطبخ في اليوم التالي، بل يقومن بإعداد ما يوفره مشرفو الموائد والخيرين، وهو الذي يحدد قائمة الطعام التي تكون وفقا للمتاح والمتوفر بعض الداعمين هم دائمين في كل عام، هذا العام ربما لاحظ الجميع ارتفاع عدد العائلات الليبية التي تقوم موائد الرحمن بتأمين افطارها اليومي خاصة النازحين و كبار السن ولائك الذين هجرهم أبنائهم وذويهم”.
-كيف ينظر الشارع الليبي لانتشار موائد الرحمن هذا العام؟
وعن انتشار الموائد الرمضانية في مناطق كثيرة هذا العام، يقول ناصف الزروق، إن “موائد الرحمن مؤشر للخير والتكافل بين المسلمين، طالما أنها خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى وبعيدة عن الدعاية الإعلامية للقائمين عليها أو لداعميها، فهي تهدف لإفطار صائم سواء كان للفقير والغني على حد سواء.
ويضيف للأنباء الليبية أن هذه الظاهرة الطيبة مطلوبة شرعا، فإطعام الطعام من أفضل الأعمال، فظاهرة انتشار موائد الرحمن في الشوارع وحرص القائمين عليها على توفير وجبات كاملة للإفطار، مما لذ وطاب بالمجان وتستضيف كل صائم محتاج أو فقير أو حتى عابر السبيل الذي تعذر وصوله إلى منزله قبل أذان المغرب.
بينما تصفها زينب بوسن الموائد بأنها أبرز ما يميز شهر رمضان، كونها تعكس التكافل الاجتماعي، خاصة عندما نرى أصحاب هذه الموائد يتناولون افطارهم مع ضيوفهم كل يوم في جو من الحميمية ربما يعوض جزء من الشعور بالغربة للعاملة الوافدة الذين قذفتهم لقمة العيش بعيدا عن بلدانهم.
-ظواهر سلبية في الموائد
على الضفة الأخرى من هذا العمل الخيري، تظهر بعض المظاهر السلبية، والتي من بينها ما تصفع إحدى المتطوعات في تجهيز موائد الرحمن، والتي أكدت أنهم رصدوا أحد الأشخاص الذي اعتاد على التردد علة مائدتهم يوميا، ويتحصل على إفطاره وسحوره، ليكتشفوا فيما بعد أنه له زوجتان ووضعه المالي ميسور، وبسؤاله عن السبب لم يكن لديه إدني إجابة سوى أنه يحب تناول الطعام من هذه الموائد.
وتقول أخرى إنه للأسف هناك من يقوم بطلب أعمال من الصائمين الذين اعتادوا ارتياد مائدته، ويخبرهم صراحة أن إفطارهم سيكون مكافأة لهم نظير جهودهم في خدمة التجهيز، مستغلا حاجة الصائمين للطعام.
-متابعة: هدى الشيخي
#ليبيا #بنغازي #تقارير #محلية #صحيفة_الأنباء_الليبية