بنغازي 04 مايو 2024 (الأنباء الليبية) – يحتفل العالم في الرابع من مايو من كل عام باليوم العالمي للمرور، إلا أن هذه المناسبة تأتي لتذكر المجتمع الليبي بواحدة من أخطر الظواهر التي يعاني منها خلال السنوات الأخيرة، والتي تتمثل في حوادث الطرق، لتثير التساؤل من جديد حول كيفية مواجهة هذه القضية التي تؤرق المجتمع الليبي، إذ لا يكاد يمر يوم واحد من دون وقوع حوادث أليمة تسفر عن مقتل أشخاص أو تعرضهم لإصابات بليغة وتشوهات جسدية مستديمة.
خسائر في الأرواح وإتلاف للممتلكات
وتأتى هذه الذكرى في ظل تسجيل معدلات مرتفعة من حوادث الطرق في مختلف البلديات الليبية، حيث أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية العام الماضي، أن حوادث الطرق تسببت في مقتل 1279 شخصًا في النصف الأول فقط من عام 2023، مشيرة إلى أن هذه الحصيلة كانت نتاج 4184 حادثًا مروريًا خلال تلك الفترة، وأصيب على إثرها أيضا 1828 إصابة بليغة، و1686 إصابة بسيطة.
وتشير هذه الأرقام إلى ارتفاع ملحوظ في المعدلات خصوصا وأنها تغطي نصف عام فقط، ولا تغطى الأراضي الليبية بشكل كامل بسبب الانقسام الإداري في البلاد، وهو ما يعني أن هذا الرقم لا يعبر عن المعدلات الحقيقة، وأن الواقع أكبر بكثير من ذلك.
وفي السياق ذاته قالت إحصائيات صادرة عن حكومة الوحدة أيضا إن الفترة ما بين عامي 2018 إلى 2022، شهدت وقوع عدد كبير من الحوادث في البلاد أدت إلى سقوط 9245 قتيلا، بينما وصل عدد المصابين بإصابات بليغة 11532 شخصا كما بلغ عدد المركبات المتضررة 39.618 سيارة بخسائر مادية فادحة بلغت حوالي مائتان وثمانية عشر مليون دينار.
معدلات السيارات في ليبيا
وتحتل ليبيا مكانة متقدمة بين الدول العربية من حيث امتلاك الأفراد للسيارات، حيث تشير الأرقام الدولية إلى أن من بين كل 1000 مواطن يوجد 439 يمتلكون سيارات وفقا لإحصائيات أجريت في عام 2015، بينما تشير إحصائيات استيراد السيارات إلى تراجع خلال العام 2022، حيث كشفت بيانات الشركة الليبية للموانئ، وفق إحصائيات أجريت نهاية عام 2022، أن عدد السيارات والآليات المستوردة انخفض إلى 43.2 ألفا العام الماضي مقارنة بـ 51.18 ألفاً في 2021.
أسباب ارتفاع معدلات الحوادث
ويعود السبب في ارتفاع الحوادث في ليبيا، إلى عدم التزام كثير من السائقين بتعليمات المرور، والقيادة المنفلتة والمتسرعة، بالإضافة إلى تهالك البنية التحتية للطرق في كثير من المناطق لاسيما المناطق الحدودية والنائية، وهو ما يجعل معدلات الحوادث مرتفع ونتائجها كارثية.
وفي هذا الصدد حثت السلطات الصحية في البلاد على ضرورة التزام المواطنين بالقوانين والقواعد المرورية، والتعاون مع شرطة المرور، لتفادي وقوع الحوادث.
ويطالب المهتمين بقضايا المرور بضرورة إعادة النظر في اشتراطات منح رخص القيادة، والقوانين التي تحدد الغرامات وعقوبة المخالفات المرورية، مؤكدين أن القوانين الحالية، وشيوع ثقافة عدم الالتزام بالقواعد المرورية وعدم وجود قوانين رادعة تسببت في هذه الكوارث اليومية. (الأنباء الليبية)