طرابلس 06 مايو 2024 (الأنباء الليبية) _ تتطلع المرأة الليبية إلى تحقيق مكتسبات جديدة من خلال المؤتمر الوطني للمرأة الذي تعتزم وحدة دعم المرأة بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات إطلاقه قريبا خصوصا مع الطموحات العريضة لشريحة كبيرة من السيدات الليبيات الفاعلات في المشهد السياسي بالفوز في الانتخابات البلدية وانتخابات مجلس النواب، إضافة إلى المشاركة بفعالية في الحياة السياسية مع تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد إلى مرحلة الاستقرار.
وعقدت عضو مجلس المفوضية رباب حلب، الاجتماع التحضيري الأول للتجهيز لانعقاد المؤتمر الوطني للمرأة، الذي تعتزم وحدة دعم المرأة بالمفوضية إطلاقه قريبا، ويستهدف ممثلات عن مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالمرأة في الانتخابات، وحضر الاجتماع فريق العمل بالمفوضية وممثلين عن بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتخابات، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وذلك بمقر المفوضية.
واستعرضت حلب في مستهل الاجتماع أهداف هذا المؤتمر في رفع مشاركة المرأة في الحياة السياسية عموما، وفي العملية الانتخابية على وجه الخصوص من خلال تحليل القوانين والتشريعات الانتخابية والعمل على إصلاح ما هو نافذ منها، وخلق تكتلات ضاغطة من الشبكات المعنية بالمرأة للمساهمة في زيادة ترشح النساء في العمليات الانتخابية.
وناقش الاجتماع المحاور الأساسية للمؤتمر من بينها التشريعات الانتخابية وتحديات ترشح المرأة للانتخابات العامة والمجالس البلدية، وأفضل الممارسات الدولية التي تضمن زيادة عدد المترشحات للانتخابات، كما نافش الاجتماع أجندة برنامج المؤتمر، وآليات التنفيذ، والتسهيلات الفنية والإدارية في سبيل إنجاح فعالياته.
إشادة أممية
يذكر أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ، كانت قد ثمنت في وقت سابق ، شجاعة نساء ليبيا واستبسالهن في مواجهة التحديات، وقالت بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الليبية، أنها قادت العديد من المبادرات الرامية إلى تمكين المرأة في المجال السياسي، بدءاً من تنظيم دورات تدريبية مؤثرة مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إلى تيسير الحوار حول قضايا حاسمة مثل العنف ضد المرأة في الانتخابات، فكان لعملها دور فعال في تعزيز العمليات السياسية الشاملة.
كما أطلقت بعثة الأمم المتحدة، نداء لجميع النساء الليبيات، قائلة: نريد أن نسمع كيف يمكن للأمم المتحدة أن تدعمك حتى تكون حقوق المرأة في ليبيا على أفضل وجه، وخصصت لذلك رابطاً للمشاركات بآرائهن.
وأبدت البعثة الأممية تضامنها مع النساء في ليبيا؛ تقديراً لصمودهن ومساهمتهن الثابتين في المجتمع، ورأت أنه رغم الانخراط الإيجابي للمرأة ومساهمتها المتكافئة في صنع القرار، ومشاركتها في العمليتين السياسية والاقتصادية، فإنها لا تزال تواجه تحديات جمّة.
ودعا المبعوث الأممي السابق عبد الله باتيلي في إحدى المناسبات ، جميع الأطراف الليبية المعنية إلى الاستثمار في المرأة، وتسريع عجلة التقدم، كما حثهم على دعمها وتمكينها كي تؤدي دورها الأصيل بوصفها محركاً للتغيير الشامل للأوضاع في ليبيا.
ويرى باتيلي أن الاستثمار في المرأة اليوم هو استثمار في مستقبل ليبيا وازدهارها ورفعتها ، مؤكدا أن توفير فرص متكافئة للنساء يطلق العنان لإمكاناتهن الكامنة، ويساهم في بناء مجتمع أكثر شمولاً وازدهاراً للجميع.
كما ذكرت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا أن المرأة الليبية تشكل عنصراً أساسياً وحيوياً في المجتمع الليبي النابض بالحياة، ودعت إلى الاستثمار معاً في دعم مشاركة المرأة من أجل تسريع وتيرة التقدم، وضمان مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً.
الدور الوطني
وأشارت دراسة إلى الدور الوطني والريادي للمرأة الليبية خلال النصف الأول من القرن العشرين للدكتورة مريم الصادق جمعة أستاذ التاريخ بجامعة عمر المختار (البيضاء)، وقالت إن ليبيا شهدت خلال النصف الأول من القرن العشرين أحداثا سياسية وعسكرية كان لها أثرا كبيرا على حياة المجتمع وعلى وضع المرأت ودورها فيه.
وأضافت: أصبحت البلاد خلال هذه الفترة ساحة لصراعات القوى الأجنبية، مما أثر على حياة المجتمع من كافة الجوانب السياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وانعكس ذلك بدوره على وضع المرأة ودورها في المجتمع، وتميزت هذه المرحلة التاريخية ببروز الدور الوطني والريادي للمرأة الليبية، وتمثل الدور الوطني للمرأة في مشاركتها في حركة المقاومة الوطنية ضد الغزو الإيطالي منذ البداية.
وتابعت الدراسة: أسهمت النسوة الليبيات في حركة الجهاد عبر قيامهن بأدوار مختلفة، ولعبت النساء في المجموعات القبلية دورا محوريا بالانضمام لحركة المقاومة مع أفراد أسرهن وقبائلهن في معسكرات الجهاد، مما أدى إلى تعرضهن لعمليات الاعتقال والأسر والتعذيب والنفي والحكم بالإعدام، كما قمن بالحفاظ على استمرار الحياة الطبيعية في القبيلة ورعاية أسرهن أثناء الحرب وتوفير الدعم اللوجستي للمقاومة.
وذكرت دراسة الدكتورة مريم الصادق جمعة أن دور المرأة في حركة الجهاد كان مكملا لدور الرجل ودافع مهم لاستمراريتها، وشهدت هذه الفترة التاريخية كذلك بروز الدور الريادي للمرأة الليبية الذي تمثل في مبادرات قامت بها رائدات ليبيات كان لهن دور بارز في تطوير المجتمع من خلال العمل في مجالات التعليم والثقافة والإعلام، وكان لهذه النخبة من السيدات دورا بارزا في النهوض بالمجتمع والرفع من مستوى المرأة وفتح المجال أمامها للخروج للعمل والتعليم.
وقالت الدكتورة مريم إن الدراسة رصدت التطورات التي طرأت على أوضاع المرأة في ليبيا خلال القرن العشرين، والتعرف على الدور الوطني الذي قامت به بمساهمتها في حركة الجهاد ضد الغزو الإيطالي، كما أبرزت الدور الريادي للمرأة الليبية في المجالات المختلفة. (طرابلس- الأنباء الليبية) هــ ع