غدامس 17 مايو 2024 (الأنباء الليبية) – أطلقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من مدينة غدامس استراتيجية جديدة لإشراك الشباب الليبي في الحياة السياسية وصنع القرارات المرتبطة بحاضرهم ومستقبلهم.
وأشرفت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسقة المقيمة، جورجيت غانيون، على إطلاق استراتيجية البعثة الجديدة في اجتماع عقدته مع شبان وشابات في مدينة غدامس تحت شعار “شباب يشارك”.
وتهدف استراتيجية “الشباب يشارك” إلى تغيير كيفية تفاعل البعثة مع الشباب من خلال حضورهم لورش العمل وعبر تقنيات التناظر المرئي، والتدريب على مهارات التواصل والقيادة، وإيصال توصيات وأفكار الشباب لصناع القرار من خلال قنوات اتصال الأمم المتحدة ومساعيها الحميدة.
ودعت غانيون إلى إشراك الشباب في جميع اجتماعات وقرارات البلدية لأن وجهات نظرهم وأفكارهم مهمة، ولأنهم يشكلون الجزء الأكبر من السكان في ليبيا، مضيفة أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستعمل على إيصال توصياتهم وبواعث قلقهم قدر الإمكان.
وناقش نحو 35 شابًا وشابة من غدامس ودرج وأوال، التحديات التي تعيق طموحاتهم سواء في التوظيف والسكن ونقص المرافق للشباب وخاصة النساء، وقلة فرص التدريب لتأسيس الأعمال التجارية، وغياب الدعم النفسي والاجتماعي.
وأشار أحد المشاركين في الاجتماع إلى أن مدينة غدامس تتمتع بمؤهلات لإطلاق مؤسسات صغيرة ومتوسطة في مجال الحرف اليدوية التقليدية ومنتجات النخيل وغيرها من الموارد المحلية، مؤكدا أن الشباب في حاجة إلى الدعم المالي لتأسيس الأعمال ومن ثم المساعدة التسويقية للترويج لها.
وسلط مشاركون آخرون الضوء على التحديات التي تواجه الشابات القادمات من خلفيات فقيرة والراغبات في الالتحاق بالجامعة، قائلين إن القضايا الأمنية كانت عائقًا كبيرًا أمامهن، فضلا عن كونهن غير قادرات على تحمل تكاليف السكن الآمن في المدن. ما يعني أن نسبة كبيرة منهن لم يتلقين التعليم بعد المدرسة الثانوية.
وخلال المناقشات قدمت المجموعة جملة من التوصيات من بينها ، التدريب على المهارات المهنية لدعم طموحات الشباب في إنشاء الأعمال، وتحديد حصة لوظائف الشباب في القطاع العام، وتوفير الإقامة والدعم للنساء للدراسة في الجامعات بعيدا عن مسقط رؤوسهن، وتطوير برامج حكومية لدعم حصول رواد الأعمال الشباب على التمويل، والتدريب على مهارات التسويق والتواصل والمهارات القيادية، وإنشاء مرافق للشباب كالنوادي والمنشآت الرياضية، وتخصيص فضاءات للنساء كي تتمكن من العمل والتواصل الاجتماعي، وتقديم المزيد من الدعم النفسي والاجتماعي للشباب وتدريب العاملين في المجال الصحي في هذا الباب، بالإضافة إلى دعم ذوي الإعاقة، وتخصيص المزيد من الموارد والدعم للأنشطة التعليمية للجميع، وخاصة في البلديات المنشأة حديثًا مثل أوال.
وقال مشارك آخر إن الشباب يحتاجون إلى العمل وعليهم تعلم المهارات التي تمكنهم من العثور على وظائف في القطاع الخاص. محذرا من أن عدم توظيفهم بالشكل الصحيح قد يفضي إلى انخراطهم في أنشطة غير مشروعة مثل الاتجار بالبشر والتهريب.
يذكر أنه سيتم توثيق هذه التوصيات وإثارتها مع صناع القرار في الاجتماعات التي تقودها البعثة كجزء من مبادرات “الشباب يشارك”، كما سيواصل الشباب المشاركون في هذه الاجتماعات العمل مع البعثة لمشاركة أفكارهم، والإجراءات التي يتخذونها لتحسين مجتمعاتهم المحلية، والمشاركة في الورش التدريبية. (الأنباء الليبية)