رفح 27 مايو 2024 (الأنباء الليبية) – تصاعد الغضب الدولي والعربي ضد الكيان الصهيوني بعد استشهاد نحو 35 فلسطينياً وإصابة العشرات في مجزرة جديدة لقوات الاحتلال إثر قصف مخيم للنازحين شمال غربي رفح، في جنوب قطاع غزة، بينما صمتت الولايات المتحدة الأمريكية ما يؤكد انحيازها السافر للكيان الإسرائيلي.
تحدٍ للقانون والنظام الدولي
قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن قصف قوات الاحتلال لمخيم نازحين برفح، تحدٍ صارخ للقانون والنظام الدوليين. وأشارت إلى اشتعال النيران في الخيام البلاستيكية وحرق الناس أحياء بشكل مأساوي.
وأضافت ألبانيز في منشور على منصة “أكس”، أن الإبادة الجماعية بغزة لن تنتهي دون ضغوط خارجية ويجب فرض عقوبات على الكيان الإسرائيلي وتعليق الاستثمارات والاتفاقيات والتجارة والشراكة معها.
حل الدولتين
وكشف وزير خارجية أيرلندا مايكل مارتن، اليوم الإثنين، أن بلاده ستتخذ خطوات ملموسة مع النرويج وإسبانيا لتنفيذ حل الدولتين وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مستنكرا في الوقت نفسه الهجوم على مخيم للنازحين شمال غرب رفح، والذي أسفر عن سقوط ضحايا من النساء والأطفال.
وقال مارتن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه النرويجي إسبن بارث إيدي، والإسباني مانويل خوسيه ألباريس، من بروكسل إن الهجوم الذي وقع أمس مستهدفا أحد مخيمات النازحين في رفح ينتهك القانون الدولي.
واستنكر البرلمان العربي، المجزرة البشعة بحق المدنيين الفلسطينيين في مخيمات النازحين برفح، مؤكداً أن كيان الاحتلال تجاوز كل القوانين والأعراف والقرارات الدولية والشرعية التي تدعو إلى وقف فوري للعدوان ووقف الهجوم العسكري على مدينة رفح، في تحد سافر وانتهاك صارخ لكل القرارات وآخرها تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية، التي دعت فيها لوقف الهجوم العسكري على مدينة رفح.
وأكد البرلمان العربي، في بيان اليوم أن عدم محاسبة كيان الاحتلال على جرائمه والمجازر التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وعدم اتخاذ أي إجراءات رادعة ضده، تجعله يمعن في القتل والتدمير، وأن مواقف الدول الداعمة لكيان الاحتلال وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية هي السبب الرئيسي لاستمراره في ارتكاب مزيد من الجرائم والمجازر بما فيها مجزرة رفح اليوم والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء.
تحرك دولي لوقف المجازر
وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية بالتحرك فوراً للضغط على كيان الاحتلال لوقف هذه المجازر، ووقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وإلزامه بتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية والقرارات الشرعية، والعودة إلى مفاوضات التهدئة، للوصول إلى حلول لإنهاء الحرب والإبادة الجماعية لوقف نزيف الدماء المستمر والمتصاعد يوماً بعد يوم.
وأدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الإثنين، قصف قوات الاحتلال المتعمد لخيام النازحين في مدينة رفح ، ووصفت الهجوم بأنه انتهاك جديد وسافر لأحكام القانون الدولي الإنساني، وبنود اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
واعتبرت مصر هذا الحدث المأساوي، إمعاناً في مواصلة استهداف المدنيين العُزّل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة، وطالبت مصر الكيان الإسرائيلي بالامتثال لالتزاماته القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية وأية إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية.
وقف فوري لإطلاق النار
وجددت مصر مطالبتها لمجلس الأمن، والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التدخل الفوري لضمان الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، مشددة على حتمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئوليته القانونية والإنسانية تجاه توفر الحماية للمدنيين الفلسطينيين، ومنع تعريضهم لمخاطر تهدد حياتهم.
بدورها أدانت وزارة الخارجية الأردنية “استمرار جرائم الحرب البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة، وآخرها قصف مخيم للنازحين غربي رفح”.
وأكد الناطق باسم الوزارة سفيان القضاة في بيان اليوم “إدانة المملكة واستنكارها المطلق لهذه الأفعال والجرائم التي تمثل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتتنافى مع كافة القيم الإنسانية والأخلاقية، وتمثل جرائم حرب وعلى المجتمع الدولي بأكمله التصدي لها ومحاسبة المسؤولين عنها”.
وطالب المجتمع الدولي بــ “ضرورة التحرك بشكل فوري وفاعل وإلزام الكيان الصهيوني بتحمل مسؤولية ممارساتها ومحاسبتها على أفعالها، ووقف انتهاكاتها المستمرة والمتواصلة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتأمين الحماية للمدنيين العزل في غزة ولمنظمات الإغاثة وموظفيها، وخاصة” الأونروا “.
إدانات عربية
كما أدانت قطر بأشد العبارات القصف واعتبرته” انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية من شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر “. وشددت الخارجية القطرية على” ضرورة التزام قوات الاحتلال بقرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح “.
ودعت المجتمع الدولي إلى” تحرك عاجل للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية، وتوفير الحماية التامة للمدنيين، ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من المدينة “.
وأعربت قطر عن قلقها من أن يعقد القصف جهود الوساطة الجارية، ويعيق الوصول إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، مما يفاقم من آثار هذه الحرب وانعكاساتها على الأمن الإقليمي والدولي”.
وأعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها للعدوان الصهيوني الجديد على خيام النازحين في مدينة رفح بقطاع غزة مما أودى بحياة عشرات الضحايا بينهم أطفال ونساء
وأكدت وزارة الخارجية الكويتية في بيان اليوم، أن ما تقوم به القوة القائمة بالاحتلال ضد العزل من الفلسطينيين يكشف وبشكل جلي ارتكابها وأمام العالم أجمع لإبادة جماعية -غير مسبوقة- وجرائم حرب صارخة.
وأضافت أن ذلك يستدعي تدخل فوري وحازم من المجتمع الدولي لإلزام تلك القوات بالانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
فتح معبر رفح
على صعيد متصل، طالبت حركة حماس بفتح معبر رفح وذلك للمساعدة في علاج الجرحى نظرا لانهيار المنظومة الصحية بغزة. وأضافت الحركة أن “قصفا مركزا ومقصودا طال مركز نزوح لوكالة” الأونروا “بأكثر من 7 صواريخ وقنابل عملاقة تزن الواحدة أكثر من 2000 رطل، الأمر الذي أدى لاستشهاد العشرات والعديد من الإصابات الخطيرة.
وحملت حماس الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن بشكل خاص المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن” المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني شمال غربي رفح جريمة حرب تضاف لجرائم حرب الإبادة “. وأضافت أن استهداف المدنيين في مخيمات النازحين في رفح يؤكد” عمق الفشل العسكري الذي مني به العدو.
وأكدت أن “العدو يستهدف المدنيين للتعويض عن الفشل الذي مني به في الميدان” وقالت الجهاد إن “مواصلة العدو جرائمه في قطاع غزة تأتي نتيجة الغطاء الذي توفره له واشنطن وحكومات أوروبية”.
وتواصل قوات الاحتلال غاراتها على رفح رغم إصدار محكمة العدل الدولية، الجمعة الماضي تدابير مؤقتة جديدة تطالبها بأن توقف فورا هجومها على رفح، وأن تحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات إلى غزة، وأن تقدم تقريرا للمحكمة -خلال شهر- عن الخطوات التي اتخذتها بهذا الصدد.
استمرار المجازر
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع المحاصر أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة جديدة في المخيم الواقع بمنطقة يفترض أنها آمنة ويوجد بها عشرات آلاف النازحين.
ويقع المخيم الذي تم قصفه في منطقة تل السلطان غربي مدينة رفح، وذكرت مصادر أن عددا كبيرا من جثث الشهداء، ومن الإصابات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وصلوا إلى عيادة تل السلطان.
وأشار شهود عيان إلى أن القصف أدى إلى تدمير وإحراق عدد كبير من الخيام في مخيم رفح الذي لا يقع ضمن المنطقة التي طالب جيش الاحتلال بإخلائها في مدينة رفح حيث يقيم به آلاف النازحين.
ومنذ 6 مايو الجاري، تشن قوات الكيان الإسرائيلي هجوما بريا على رفح، واستولت في اليوم التالي على معبر رفح الحدودي من الجانب الفلسطيني، مما أدى إلى إغلاقه أمام عبور الجرحى ومساعدات إنسانية شحيحة بالأساس.
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 116 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. (رفح – الأنباء الليبية) هــ ع