البوانيس 27 مايو 2024 (الأنباء الليبية) -طالب عميد بلدية وادي البوانيس، علي فرج عكاشة، الحكومة الليبية الاهتمام بهذه البلدية وضخ الاستثمارات في المجال الزراعي وبعث المشاريع المتوسطة والصغرى لإيجاد فرص عمل للشباب خاصة وأن وادي البوانيس تتوفر على إمكانيات زراعية مهمة وتنتشر فيها واحات النخيل في حين تميزت منطقة سمنو التابعة لها بزراعة أشجار الزيتون، وشُيدت بها أول معصرة للزيتون في منطقة الجنوب الليبي.
وأضاف عكاشة أن وادي البوانيس التي كانت فرعا بلديا تابعا لسبها لم تتوفر على أية ميزانية إلا مؤخرا حيث توصلت بمبلغ لكنه لا يغطي مصاريفها ناهيك عن مديونيتها التي تبلغ 400 ألف دينار.
وقال في مقابلة مع صحيفة الأنباء الليبية الأحد الماضي، إن مطار تمنهت لعب دورا مهما لمنطقة الجنوب عندما توقف مطار سبها وبذل مجلس البلدية السابق جهودا كبيرة لتفعيله إلا أن الشركات المنفذة لا تزال إلى اليوم تطالب بديون تبلغ 11 مليون دينار منها سبعة ملايين مقابل أعمال تم تنفيذها لتشغيل المطار.
وأوضح أن مطار تمنهت شبه مهجور اليوم بعد إعادة افتتاح مطار سبها ودعا الحكومة وأجهزتها المسؤولة إلى ضرورة تفعيل هذا المطار ليكون مشروعا استثماريا وتفعيل مشروع المنطقة الحرة لتحريك عجلة الاقتصاد في الجنوب الليبي وإيجاد فرص عمل للشباب.
وأشار إلى أن البلدية قدمت رؤية للحكومة من خلال مذكرات توضيحية لتحويل بلدية وادي البوانيس إلى بلدية تستقطب مشاريع استثمارية زراعية وصناعية متكاملة ومن هنا تبرز، بحسب قوله، أهمية تفعيل مطار تمنهت واستكماله ليكون مطارا استثماريا ومطار عبور.
وقال عكاشة إن هذه البلدية عانت طويلا من قلة الإمكانيات ومن التهميش وواجهت مشاكل بيئية خطيرة بسبب مشاكل الصرف الصحي وغياب كامل لشركة المياه، وواجهت تحديات معقدة خلال أزمة كورونا عام 2020 ولم تتمكن من إقامة مركز صحي للعزل وعلاج المصابين والأجهزة التي أرسلتها الحكومة للمركز غير الموجود على الأرض لا تزال إلى اليوم مكدسة في مدرسة في إحدى محلات البلدية، وتشتمل على 12 سريرا متكاملا مع كل سرير ثلاثة أجهزة أوكسجين وجهاز تخدير، مستنكرا في هذا الصدد الدور السلبي الذي لعبه بعض المواطنين لتعطيل بناء المركز بعد أن واجه المقاول الذي رسا عليه العطاء تحديات كثيرة لعدم قدرته على تنفيذ مثل هذه المشاريع، وحُرمت المنطقة من هذا المركز.
وشدد العميد على أهمية أن توفر الحكومة ميزانيات للبلديات وجعل مفهوم الحكم المحلي واقعا على الأرض والتخلص من المركزية التي ثبت فشلها خلال العقود الماضية، وتحسيس المواطن بأهمية التعاون الكامل لبناء المشاريع التنموية وتوطينها بالبلديات النائية وإيجاد فرص العمل للشباب وزيادة الإنتاج من خلال بعث المشاريع الصغرى وتمويلها.
وفي رده على سؤال حول المشاريع الملموسة التي جرى تنفيذها حتى الآن ونسبة إنجازها، قال عكاشة إن بلدية وادي البوانيس تمكنت من خلال الموارد المتوفرة وبمساعدة من بعض المنظمات، من إنشاء قاعة مؤتمرات ومبنى للمصرف التجاري الذي واجه في البداية عدة عراقيل لكن تم تجاوزها وسيتم افتتاحه قريبا، وقامت الإدارة الجنوبية للمصرف التجاري بتكوين الموظفين الذين سيعملون بالمصرف.
وأضاف أن من بين المشاريع الأخرى المهمة التي عملت عليها البلدية، مشروع طريق مدخل سمنو وطريق سمنوا الزيغن أم الظلال، مبينا أن هذا المشروع الأخير كان خاضعا لعقد سابق إلا أنه تم سحبه من الشركة المنفذة ويتولى جهاز تنفيذ مشروعات المواصلات المشروع حاليا وتمت الترسية وبات طريق سمنو الزيغن أم الظلال واقعا على الأرض اليوم وتنفيذه مستمر على قدم وساق بالإضافة إلى تنفيذ طرق زراعية أخرى منها طريقان في محلة تمنهت وطريقان في محلة سمنو وطريقان في محلة الزيغن.
وحول نسبة الإنجاز في هذه الطرق قال عكاشة إن المشاريع تتقدم خاصة فيما يخص الطرق الرئيسية غير أنه ألمح إلى أن الطرق الزراعية في تمنهت وسمنو توقفت عند عملية رش القطران على طبقة (الميستو) بسبب التأخر في سداد قيمة مستخلص على ما يبدو، مؤكدا أن الطريق الزراعية سمنو الزيغن، ستكون جاهزة بعد عيد الأضحى وهي بطول 10 كلم وطريق الزيغن أم الظلال ستكون جاهزة بعدها.
ودعا عكاشة الحكومة الليبية إلى الاهتمام ببلدية وادي البوانيس باعتبارها منطقة زراعية وترقية مجالات الاستثمار الزراعي فيها وفق دراسات علمية وإقحام الشباب ومؤسسات المجتمع المدني في هذه المشاريع مشيرا إلى أن البلدية بصدد إعداد دراسة متكاملة باللغتين العربية والإنجليزية عن طبيعة التربة والمياه الجوفية المتوفرة والنشاط الزراعي الذي يتماشى مع طبيعة الأرض والمناخ في هذه المنطقة.
وقال عميد بلدية البوانيس في هذا الصدد إن شجرة (الباولونيا) التي تعطي إنتاجا كبيرا من الخشب بعد خمس(5) سنوات، وهي ملائمة جدا لبيئة وادي البوانيس وللجنوب الليبي عموما داعيا الأجهزة المسؤولة إلى توطين هذه الشجرة، وأصلها من اليابان، بعد أن نجحت عمليات غرسها في دول الجوار، مصر وتونس والجزائر، وفي السعودية ودول حوض المتوسط، منها فرنسا وإسبانيا.
وأوضح أن (الباولونيا) شجرة بيئية تمتص الكربون، وأعدت بلدية وادي البوانيس دراسة لغرس مليون شجرة منها على مساحة 2500 هكتار، وهي مساحة بسيطة بالنسبة للجنوب الليبي، داعيا في هذا الصدد وزارة الزراعة إلى إنشاء مشتل لهذه الشجرة وتوزيعها مجانا على الفلاحين لزراعتها والاستفادة من أوراقها كعلف للحيوانات ومن أزهارها كمرعى للنحل ومن الخشب الذي توفره هذه الشجرة التي يتم قطعها كل خمس أو ست سنوات وتنبت من جديد، وإلى تدوير مياه الصرف الصحي لري غابة (الباولونيا) المقترحة.
وقال في سياق متصل إن السعر العالمي للمتر المكعب من الخشب الذي تنتجه (الباولونيا) يبلغ 700 أورو، وبعملية بسيطة نستطيع أن نصل إلى القيمة التي سيوفرها إنتاج مليون شجرة منها والمقدر بحوالي 1.5 مليون متر مكعب من الخشب إذا نجح المشروع، مشيرا إلى بلدية وادي البوانيس ستتوجه إلى اقطاع الخاص لتمويل ها المشروع بعد تجهيز الدراسة اللازمة خاصة وأن الأراضي الصالحة لغراسة هذا النوع من الأشجار التي تلائم بيئة الجنوب الليبي حيث درجة الحرارة مرتفعة، متوفرة وجاهزة.
وأضاف عكاشة أن شجرة (الباولونيا) ملائمة كذلك لشمال ليبيا على المتوسط وبالتالي يُمكن غرس الكثير من الغابات في المدن الساحلية واستغلال مياه الصرف الصحي التي ينتهي بها المطاف إلى البحر وتُسبب أضرارا بيئية كثيرة، بعد إقامة محطات لتنقيتها وإعادة تدويرها.
وحول إنتاج التمور في المنطقة أشار عكاشة إلى أنه إذا كانت منطقة الجفرة تشتهر بالدقلة فإن منطقة فزان تشتهر بالتمور داعيا في هذا الصدد السلطات المختصة إلى الاهتمام بإنتاج التمور في الجنوب الليبي، خاصة فيما يتعلق بعمليات التغليف والتسويق والتجهيز للتصدير والدعاية.
وعلى صعيد آخر شدد عميد بلدية البوانيس على أهمية محاربة ظاهرة التسيب الإداري والالتزام بالحضور إلى العمل في مواعيده مؤكدا أن ظاهرة العزوف عن العمل أضحت عادة منتشرة ليس في منطقة الجنوب فحسب بل في عموم المناطق الليبية.
وأكد عكاشة أن بلدية وادي البوانيس استطاعت حتى الآن القيام ببعض الإنجازات في مجالات الطرق وتوفير الخدمات للمواطنين منها مبنى المصرف التجاري وفضاء للشباب وصيانة مستشفى سمنو الذي بات يتوفر على غرفة للعمليات لكنه لا يزال في حاجة إلى عناصر طبية وطبية مساعدة، ونتطلع إلى توفير المستلزمات والكوادر البشرية ليتمكن هذا المستشفى من خدمة العمليات الكبرى، ومركز تمكين المرأة الذي يتوفر على معمل للخياطة في الزيغن
وتمنى عميد بلدية وادي البوانيس في ختام المقابلة على مجلس النواب عند اعتماد الميزانية العامة للدولة أن تكون من شقيين، شق وزاري وشق للحكم المحلي يُوزع على البلديات لتحقيق العدالة الاجتماعية بعيدا عن المركزية.(الأنباء الليبية البوانيس) س خ.
-متابعة: نعيمة المصراتي