بنغازي 02 يونيو 2024 (الأنباء الليبية) -تعد التجارة الإلكترونية في ليبيا قطاعا ناميا له تأثير كبير على الاقتصاد المحلي أسهم انتشار الإنترنت وتزايد استخدام الهواتف الذكية في تعزيز هذا القطاع، حيث يسعى العديد من رواد الأعمال الشباب إلى إنشاء متاجر إلكترونية خاصة بهم على منصات مثل فيسبوك وإنستغرام لتسويق وبيع منتجاتهم.
وفقا لتقرير من “ليبيا هاردل”، فإن العديد من النساء في ليبيا، -خصوصا- في ظل مجتمع يهيمن عليه الذكور، يستفدن من التجارة الإلكترونية من خلال إنشاء صفحات على فيسبوك لبيع المنتجات اليدوية مثل الملابس والحلويات، مما يمكنهن من كسب دخل دون الحاجة إلى التفاعل المباشر مع المجتمع الذكوري أو الحصول على ترخيص تجاري.
تم الكشف في ورشة عمل “تنظيم عمل المتاجر الإلكترونية” التي أطلقتها منصة الحكومة للتجارة الإلكترونية- أن أكثر من 25.000 متجر إلكتروني بإيرادات تتجاوز المئات من الملايين تعمل في ليبيا دون ترخيص، وذلك في ورشة العمل التي أقيمت بطرابلس نوفمبر 2023، حيث قامت شبكة التجارة الليبية بوزارة الاقتصاد والتجارة بإطلاق منصة “موت”(موثوق) لتسجيل المتاجر الإلكترونية، بمشاركة وزارة الاقتصاد والتجارة وليبيا للبريد وعدة شركات محلية للدفع الإلكتروني وأصحاب المتاجر المحلية.
نظمت الورشة تحت شعار “تنظيم عمل المتاجر الإلكترونية” حيث قدمت شركة ليبيا للبريد عرضا في الحدث حول تقديم خدمات التوصيل والدعم اللوجستي للمتاجر الإلكترونية في ليبيا. تهدف منصة التجارة الإلكترونية التي تم إطلاقها إلى توثيق وتسجيل المتاجر الإلكترونية في السوق الليبية لتسهيل تنظيم عملها، وإصدار التراخيص للممارسة من شبكة التجارة الليبية وفقا لنص القرار الصادر عن مجلس الوزراء، وتعزيز الثقة بين المستهلك والمتاجر الإلكترونية، مما سينعكس إيجاب على الاقتصاد الإلكتروني المحلي.
كما طرح السؤال الفلسفي في ورشة العمل: “هل يحتاج القطاع الناشئ للتجارة الإلكترونية إلى تنظيم من قبل الدولة؟” ورأت بعض الآراء المختلفة أن تدخل الدولة في المرحلة الأولى للشركات الصغيرة والمتوسطة قد يكون أكثر قمع منه إلى التطويري.
من جهة أخرى، ذكرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “أو كد”، أن التحول الرقمي في الاقتصاد يسهم في تسهيل التجارة وتقديم الخدمات عبر الإنترنت، مما يزيد من كفاءة السوق ويعزز النمو الاقتصادي. التحول إلى الدفع الإلكتروني والتجارة الإلكترونية يمكن أن يعزز الشفافية ويقلل من التكاليف التشغيلية.
كما أشارت دراسة من ” يونكاتد”، مؤتمر الأمم المتحدة لتجارة والتنمية – يونيو 2020 إلى أن التجارة الإلكترونية تسهم في ربط الشركات المحلية بالأسواق الدولية، مما يعزز الفرص التصديرية للشركات الصغيرة ويتيح لها الوصول إلى شرائح سوقية جديدة لكن لا يزال هناك تحديات تتعلق بالبنية التحتية الرقمية والجاهزية التقنية التي يجب معالجتها لضمان الاستفادة الكاملة من هذا النمو.
في الختام، تتطور التجارة الإلكترونية في ليبيا بسرعة، وتلعب دورا محوريا في دعم الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النشاط التجاري، مع أهمية معالجة التحديات المتعلقة بالبنية التحتية الرقمية لضمان استمرار هذا النمو.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.
-إعداد: هدى الشيخي