بنغازي 17 يونيو 2024 (الأنباء اللييبة) _ على الرغم من استمرار الجهود الأممية الرامية للتوصل إلى حلول ناجزة للأزمة الليبية إلا أنها مازالت تصطدم بعراقيل عدة، أبرزها عدم اتفاق الأطراف السياسية الليبية على تشكيل حكومة موحدة ومن ثم الانطلاق نحو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ نهاية عام 2021.
يأتي ذلك وسط طموحات عريضة لأبناء الشعب الليبي بتخطي كافة العقبات في الاجتماع المزمع عقده في جامعة الدول العربية نهاية يونيو الجاري بمشاركة مسؤولون ليبيون لحسم الكثير من الخلافات العالقة.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التزامها بالعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الأزمة الراهنة في البلاد.
وقالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام والقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري في بيان بمناسبة عيد الأضحى :”يحل العيد هذا العام وسط ظروف معيشية صعبة يعاني منها الليبيون”.
وأضافت أن استمرار حالة الانسداد السياسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية باتا اليوم وأكثر من أي وقت مضى يؤثران بشكل مباشر في حياة الليبيين الذين تراجعت قدرتهم الشرائية وبات عدد كبير منهم يعاني شظف العيش رغم الموارد الهائلة لبلادهم.
وأضافت أن الليبيين قد عانوا بما فيه الكفاية، وأن الوقت قد حان لأن يكون إنهاء هذه المعاناة أولوية قصوى للسلطات الليبية.
ودعت المسؤولة الأممية كافة الأطراف الليبية إلى استلهام قيم التضحية والتقارب التي يرمز إليها العيد من أجل اتخاذ المواقف والقرارات الضرورية لحفظ المصلحة العليا لليبيا.
وجددت ستيفاني التأكيد على أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ملتزمة، في إطار مساعيها الحميدة وتماشيا مع ولايتها، بالعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الأوضاع الراهنة والحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا.
عملية سياسية
وفي إطار هذه الجهود، التقت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري في بنغازي في وقت سابق، بالقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وقالت خوري على حسابها في منصة “إكس” إنها ناقشت مع المشير حفتر آفاق عملية سياسية شاملة تفضي إلى إجراء إلى انتخابات عامة. إضافة إلى سبل تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار والحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها.
وجددت خوري التأكيد على التزام بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالعمل مع جميع الليبيين من أجل الوصول إلى استقرار مستدام في ليبيا، وتوحيد مؤسساتها الوطنية، كما أكدت على الأهمية البالغة للملكية الوطنية لعملية سياسية ترعاها الأمم المتحدة ويدعمها المجتمع الدولي بشكل منسق.
الانسداد الراهن
والتقت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أيضا في مدينة القبة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح. وأوضحت أنها ناقشت مع عقيلة سبل الخروج من الانسداد الراهن والدفع بالعملية السياسية إلى الأمام، بما في ذلك من خلال تهيئة الظروف المواتية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تكون نتائجها مقبولة للجميع.
وقالت خوري أنها شددت على أهمية بناء التوافق بين جميع الأطراف المعنية للمضي قدما نحو إجراء انتخابات سلمية تلبي تطلعات الليبيين في اختيار قيادتهم وتجديد شرعية مؤسساتهم.
في السياق ذاته، التقت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية ستيفاني خوري، مع مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف.
وقالت إنها ناقشت مع بوشناف سبلَ بناء الثقة بين كافة الأطراف الليبية وإعادة إحياء العملية السياسية. وأضافت أن الاجتماع استعرض كذلك التحديات التي تواجه توحيد المؤسسات الأمنية في ظل استمرار الانقسامات السياسية في ليبيا وتنامي المخاطر الناجمة عن الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وكانت خوري قد التقت أيضا في بنغازي مدير عام صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا بالقاسم حفتر.
وقالت أن حفتر قدم لها خلال الاجتماع صورة عن تقدم جهود إعادة الإعمار الجارية في بنغازي ودرنة ومدن أخرى.
وأضافت أنه تم خلال الاجتماع استعراض الجهود التي تبذلها الوكالات التابعة للأمم المتحدة من أجل دعم ومساندة المجتمعات المحلية التي تضررت جراء الفيضانات.
وأضافت نائبة الممثل الخاص أن الاجتماع تناول أيضا تأثير الانقسامات السياسية المستمرة على الموارد الوطنية واحتياجات التنمية وعلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي للشعب الليبي بشكل عام.
ممثلو الأحزاب
وفي إطار المشاورات التي أجرتها نائبة الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري، مع كافة المكونات الليبية، التقت في بنغازي، قادة وممثلي عدد من الأحزاب الليبية لمناقشة رؤاهم بشأن إنهاء الانسداد السياسي الراهن، وضمان المشاركة الشاملة والهادفة في العملية السياسية.
وقالت نائبة الممثل الخاص على حسابها على منصة “إكس” أن المناقشات تناولت سبل إعادة بناء الثقة بين أطراف الأزمة الليبية، والإعداد لتنظيم انتخابات تكون نتائجها مقبولة من الجميع، كما تطرقت للقضايا المتعلقة بالتقاسم العادل للموارد، ومعالجة التحديات الأمنية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ما شاركت خوري، في حلقة نقاشية نظمها مركز السلام للدراسات وإدارة الأزمات، ودعا خلالها المشاركون إلى استكشاف آفاق جديدة لابتكار حلول مستدامة تشكل قطيعة من إخفاقات الماضي.
وقالت نائبة الممثل الخاص إنها جددت للحاضرين التعبير عن استعداد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للعمل مع الأوساط الأكاديمية الليبية وجميع الليبيين، ليس فقط لمعالجة الوضع الراهن، وإنما أيضًا للمساعدة في إنشاء نظام مؤسسي للحكم يضمن سيادة القانون وحقوق الإنسان والتنمية العادلة للجميع.
الأزمة المستعصية
وعقدت نائبة الممثل الخاص للأمين العام، اجتماعا مع أعضاء الجمعية الليبية للعلوم السياسية، الذين تناولوا بالتحليل الأسباب العميقة للأزمة الليبية المستعصية، والحاجة إلى إقامة مؤسسات موحدة، تُعلي مبادئ سيادة القانون والشفافية والحكم الرشيد وتعمل لتلبية احتياجات المواطنين الملحة.
والتقت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في مقر البعثة بطرابلس، مع أعضاء المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا.
وقالت إنها استمعت إلى انشغالاتهم بشأن التمثيل العادل والمشاركة الهادفة في العملية السياسية وفي دوائر صنع القرار، فضلا عن تلبية الاحتياجات التنموية الملحة للسكان. مضيفة أنها والحاضرين عن المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا تطرقوا كذلك للوضع في معبر رأس أجدير الحدودي ، وشددوا على ضرورة توخي حل سلمي للتوتر القائم.
وجددت خوري خلال الاجتماع التأكيد على عزم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على مساعدة الليبيين في إطلاق عملية شاملة لإنهاء الجمود السياسي وتحقيق سلام واستقرار مستدامين.
نزع السلاح
يذكر أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عقدت الثلاثاء الماضي، آخر اجتماعاتها الفصلية لفريق العمل المعني بنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج مع ممثلين عن السلطات الليبية والشركاء الدوليين والناشطين المدنيين من جميع أنحاء البلاد. وركز الاجتماع على منع نشوب الصراعات، والجهود الليبية لمعالجة انتشار الأسلحة، والحد من العنف المجتمعي، والمصالحة الوطنية، وإعادة تأهيل منتسبي التشكيلات المسلحة وإعادة إدماجها في المجتمع.
وناقش المشاركون ضرورة قيام عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج بالعمل على توفير بدائل للتجنيد في التشكيلات المسلحة وبناء التماسك المجتمعي.
واقترحوا إجراء مناقشات اجتماعية بين الشباب وإقامة لقاءات ملائمة للنساء بما يتناسب وثقافة وأعراف المجتمع الليبي لتعزيز ثقتهم في السلام والقضاء على الدوافع الرئيسية للعنف. (بنغازي – الأنباء الليبية) هــ ع