بنغازي 25 يونيو 2024 (الأنباء الليبية) -تحتفل كلية طب وجراحة الفم والأسنان بجامعة بنغازي بالذكرى الخمسين لتأسيسها، وذلك في ظل ظروف صعبة ومعوقات تواجه العملية التعليمية منها: ازدياد عدد الطلاب بشكل كبير يفوق القدرة الاستيعابية للكلية، ونقص في عدد وحدات التدريب العملية، مع صعوبة حصول الطلاب على التدريب العملي الكافي.
-تصريحات عميد الكلية
قالت عميد كلية طب وجراحة الفم والأسنان بجامعة بنغازي نجاة عصام بوبطينة لصحيفة الأنباء الليبية: أن عدد الطلاب المسجلين في الكلية يفوق قدرتها الاستيعابية بعشرات المرات، موضحة أنه لا تتوفر وحدات تدريبية كافية لتدريب جميع الطلاب على النحو المطلوب، مما يعيق سير العملية التعليمية على الوجه المطلوب.
وأوضحت أن القدرة الاستيعابية لا تتجاوز الستون طالبا كحد أقصى، حيث يصل عدد الوحدات داخل كل قسم عن ثمانية كراسي، وعدد طلاب السنة الثانية في الكلية وصل إلى 780 طالبا، في المقابل لا تتوفر سوى 10 وحدات تدريبية (كراسي أسنان) في كل قسم.
وهذا يعني أن كل مجموعة تدريبية تضم 100 طالب، بينما لا تتسع سوى لـ 10 طلاب فقط، مما يؤدي إلى صعوبة حصول الطلاب على التدريب العملي اللازم لإتقان مهاراتهم، وبالتالي فالأمر صعب أمام هذه الأعداد المهولة التي باتت تتزايد خلال العشر سنوات الأخيرة.
-شروط صارمة للقبول:
أوضحت عميد كلية طب وجراحة الفم والأسنان، في حديثها مع “الأنباء الليبية، أن هناك مشكلات عدة تؤثر سلبا على جودة التعليم والخدمات المقدمة للطلاب، ونطالب بضرورة إيجاد حلول جذرية لها، منها أن الكلية تشترط حصول الطالب على نسبة 84 في المائة على الأقل في شهادة الثانوية العامة للقبول، ورفعت هذه النسبة إلى 90 في المائة، لكنها لم تستمر طويلا وعادت إلى النسبة الأولى.
-انعكاسات على سوق العمل
أشارت عميد كلية الأسنان أن ازدحام الكلية إلى نقصٍ في عدد أطباء الأسنان المتاحين في سوق العمل، مما يدفع بعضهم إلى تغيير مسارهم المهني والبحث عن فرص عمل أخرى.
-نقص في المعدات وصعوبة صيانتها
بينت بوبطينة أن من الصعوبات التي تواجه الكلية أيضا هو النقص الحاد في المعدات، حيث كان آخر توريد لها عام 2012، كذلك صعوبة الحصول على قطع الغيار، ما يجبرها على اللجوء إلى حلول بديلة لضمان استمرار عمل المعدات.
وقالت أيضا: حظي مبنى الكلية بصيانة جزئية نظرا لوجوده وسط عمارات سكنية في قلب المدينة، وهذه الصيانة قامت بها لجنة إعادة الإعمار.
-صعوبة تلبية الاحتياجات
وأضافت “بوبطينة”، نواجه تحديات في تلبية احتياجات الكلية، سواء من حيث المواد الاستهلاكية وغيرها أو البنية التحتية، في الوقت الذي يبذل فيه عميد الجامعة جهودا كبيرة لتوفير ما أمكن من احتياجات تعليمية، ولكن لا توجد ميزانية محددة ومخصصة لتلبية هذه الاحتياجات.
وأوضحت كما يصعب الانتقال إلى مبنى جديد كان قد شيد منذ أربعين عاما داخل مجمع الكليات الطبية، والذي يفترض الانتقال إليه منذ ثلاثة عقود، لكن العمل فيه توقف من قبل الشركة التركية المنفذة، ليعود بعد سنوات طويلة ويستكمل بجميع مرافقه، مطابقا للمواصفات العالمية، حيث يضم المبنى عيادات بسعة 300 طالب و25 كرسيا لكل قسم، ما يجعله حلا مثاليا من حيث المساحة والمرافق.
-حلول عاجلة
قالت عميد كلية الأسنان: قدمنا العديد المراسلات إلى عدد من الجهات المعنية، وتوجهنا للقائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة بالقاسم حفتر، وقد أبدى اهتماما ملحوظا خلال لقائنا معه، وطرحت مشكلة نقص الاحتياجات، ووعد بحلها قريبا والتجهيز بالمعدات اللازمة مع نهاية العام الحالي 2024.
-اليوبيل الذهبي
عن الاحتفال بمرور 50 عاما على تأسيس الكلية، والتي كانت في 19 يونيو 1974، ذكرت أن هذه المناسبة تحمل مشاعر ممزوجة بالفرح والحزن، حيث يرافق الاحتفال بمرور نصف قرن “اليوبيل الذهبي”، على تأسيس الكلية، مشاعر الحزن برحيل عدد من القامات العلمية الذين تركوا بصمة واضحة في مسيرة الكلية، كما تحمل آمالا عريضة للمستقبل، أهمها الانتقال إلى المبنى الجديد للكلية، وهو حلم يراود جميع طلابها وفنيها وأعضاء هيئة التدريس.
واستطردت قائلة: المقر الحالي للكلية عبارة عن عمارة سكنية مكونة من سبعة طوابق، استخدم سطحها كطابق ثامن لتجهيز قاعة دراسية لا تتوفر فيها المواصفات المطلوبة.
والتي تزيد معاناة الطلاب مع زيادة أعدادهم، حيث لا يتسع المبنى الحالي لاحتياجاتهم، خاصة في فصلي الصيف والشتاء، مما يخلق بيئة تعليمية غير صحية.
وتأمل بوبطينة أن يكون الانتقال إلى المبنى الجديد بمثابة بداية جديدة لمرحلة مزدهرة، تتوفر فيها كافة الإمكانيات لتوفير تعليم أفضل للطلاب وتطوير مهاراتهم العلمية والعملية.
-مناشدة بتخصيص قاعات دراسية
تطمح عميد كلية طب وجراحة الفم والأسنان بجامعة بنغازي نجاة بوبطينة، إلى تخصيص مدرج أو اثنين داخل مقر جامعة بنغازي لطلابها، وذلك بشكل مؤقت إلى حين انتقالهم إلى مبنى الكلية الجديد داخل مجمع الكليات الطبية ببنغازي، كحل مؤقت للتخفيف من معاناة الطلاب من نقص قاعات الدراسة، خاصة في ظل ازدياد أعدادهم وعدم توفر المساحة الكافية في المبنى الحالي للكلية.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.
-حوار: هدى الشيخي