بنغازي 27 يونيو 2024 (الأنباء الليبية) – كشف تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أمس الأربعاء أن هناك نحو ثلاثمائة مليون شخص يتعاطون المخدرات على مستوى العالم، وأن هناك زيادة مستمرة في حجم الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية.
وأصدر المكتب تقرير المخدرات العالمي تزامنا مع اليوم الدولي لمكافحة المخدرات الذي يصادف 26 من شهر يونيو والذي يهدف إلى تكثيف الجهود الدولية المشتركة من أجل الحد من ظاهرة تفشي المخدرات.
وتعترف حملة اليوم الدولي للمخدرات لهذا العام بأن السياسات الفعالة للمخدرات يجب أن تكون مبنية على العلم والبحث والاحترام الكامل لحقوق الإنسان والتعاطف والفهم العميق للآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية لتعاطي المخدرات.
وقالت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي إن توفير العلاج والدعم القائم على الأدلة لجميع المتضررين من تعاطي المخدرات أمر ضروري، “مع استهداف سوق المخدرات غير المشروعة والاستثمار بشكل أكبر في الوقاية”.
تهديد جديد
وأظهر تقرير المخدرات العالمي لعام 2024 أن عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات غير المشروعة ارتفع إلى 292 مليونا في عام 2022، أي بزيادة قدرها 20 في المائة على مدار عشر سنوات.
وأوضح أن أغلب المتعاطين في جميع أنحاء العالم يستهلكون القنب (228 مليون شخص)، بينما يستهلك 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مادة الأفيون، ويتعاطى 30 مليون شخص مادة الأمفيتامينات، و23 مليونا يتعاطون الكوكايين، و20 مليونا يتعاطون الإكستاسي.
ونبه كذلك إلى أن هناك زيادة في الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة في أعقاب ظهور مادة النيتازينات – وهي مجموعة من المواد الأفيونية الاصطناعية التي قد تكون أكثر خطورة من الفنتانيل – في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع.
ضرر لا يوصف
وقال تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن المتاجرين في منطقة المثلث الذهبي، وهي منطقة في جنوب شرق آسيا، وجدوا طرقا لدمج أنفسهم في أسواق غير قانونية أخرى، مثل الاتجار بالحياة البرية والاحتيال المالي واستخراج الموارد غير القانوني.
وأضاف أن المجتمعات النازحة والفقيرة والمهاجرة تتحمل وطأة هذا النشاط الإجرامي، وفي بعض الأحيان تُجبر على الانخراط في زراعة الأفيون أو استخراج الموارد غير القانوني من أجل بقائها، وقد يؤدي هذا إلى تحول المدنيين إلى متعاطين للمخدرات أو الوقوع في الديون تحت رحمة جماعات الجريمة.
وقالت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة “إن إنتاج المخدرات والاتجار بها واستخدامها يستمر في مفاقمة عدم الاستقرار وعدم المساواة، في حين يتسبب في ضرر لا يوصف لصحة الناس وسلامتهم “.
التقنين والاستخدام الضار
وكشف التقرير عن أن إنتاج الكوكايين بلغ في عام 2022 أعلى مستوى قياسي له حيث تم إنتاج 2757 طنا، بزيادة 20 في المائة عن عام 2021.
وكان ارتفاع العرض والطلب على مخدر الكوكايين مصحوبا بارتفاع في العنف في الدول الواقعة على طول سلسلة التوريد، وخاصة في الإكوادور ودول الكاريبي، كما كان هناك ارتفاع حاد في المشاكل الصحية داخل بعض بلدان المقصد في أوروبا الغربية والوسطى، بحسب ما ورد في التقرير.
وقال المكتب في تقريره إن الاستخدام الضار للقنب ارتفع مع تقنين المنتج في جميع أنحاء كندا وأوروغواي و27 ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الكثير منه مخلوطا بنسبة عالية من رباعي هيدروكانابينول (دلتا 9-تتراهيدروكانابينول)، والذي يُعتقد أنه المكون الرئيسي وراء التأثير النفساني للمخدر.
خطط قائمة على الأدلة
وشدد التقرير على أن الحق في الصحة هو حق إنساني معترف به دوليا ينتمي إلى جميع البشر، بغض النظر عن حالة تعاطي الشخص للمخدرات أو ما إذا كان الشخص مسجونا أو محتجزا أو مسجونا.
ودعا مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الحكومات والمنظمات والمجتمعات المحلية إلى التعاون في وضع خطط قائمة على الأدلة لمكافحة الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة.
وأعرب عن أمله في أن تساعد المجتمعات المحلية في تعزيز القدرة على الصمود ضد تعاطي المخدرات وتعزيز الحلول التي تقودها المجتمعات المحلية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أصدرت تقرير سابق كشفت فيه أن نحو 600,000 حالة وفاة تحدث على مستوى العالم بسبب تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها.
وكشف التقرير أن مائة وخمسة وأربعين دولة حول العالم ليس لديها ميزانية محددة وبيانات واضحة حول نفقاتها لعلاج المدمنين على تعاطي المخدرات.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس غيبريسوس “إن تعاطي المخدرات يلحق ضررا بالغا بصحة الفرد، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وحالات الصحة العقلية، ويؤدي بشكل مأساوي إلى ملايين الوفيات التي يمكن الوقاية منها كل عام. كما يفرض عبئا ثقيلا على الأسر والمجتمعات، ويزيد من التعرض للحوادث والإصابات والعنف”. (الأنباء الليبية)