بنغازي 15 يوليو 2024 (الأنباء الليبية) – بينما تستعد العاصمة طرابلس لاستضافة منتدى الهجرة عبر المتوسط المزمع إقامته في 17 من الشهر الجاري، جاءت تصريحات وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي، صادمة بشأن عدد المهاجرين غير الشرعيين في البلاد، إذ أكد أنهم قد يتجاوزون 2.5 مليون مهاجر، وهو ما يعني أنهم اقتربوا من محاذاة نصف عدد سكان البلاد، وهو ما عده خبراء يمثل خطورة كبيرة على الاستقرار، ويهدد بتغيير ديمغرافي كبير للتركيبة السكانية في البلاد، كما أنه يمثل ضغطا كبيرا على الاقتصاد الوطني.
80% غير نظاميين
وخلال تصريحات صحفية، قال الطرابلسي قبل أيام :”إن ما بين 70 إلى 80% من الأجانب في الأراضي الليبية هم «غير نظاميين»، مؤكدا رفض توطين المهاجرين في ليبيا.
وأضاف وزير الداخلية :”الهجرة غير الشرعية تمثل ملف أمن قومي، وحان الوقت لحل هذه المشكلة لأن ليبيا لا يمكنها الاستمرار في دفع الثمن”.
وأوضح أن المهاجرين لا يدفعون فواتير الكهرباء أو الضرائب، مما جعل ليبيا تتحول من بلد عبور إلى بلد توطين.
أزمة تغيير ديمغرافي
ويرى خبراء ومراقبون أن هذه الأرقام تمثل تهديد كبير للاستقرار في البلاد، إذ أن وجود مثل هذه الأعداد تمثل ضغطا كبيرا على الموارد والخدمات، خصوصا وأن البلاد تعاني من أزمات متلاحقة على مستوى الكهرباء والوقود والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الاستراتيجية.
أعباء مضافة للاقتصاد المأزموم
وبجانب الضغط على الخدمات تفرض مشكلة المهاجرين غير النظاميين أعباء إضافية على الميزانية العامة، إذ أن وجود هذه الأعداد يكلف المؤسسات الأمنية الليبية أموالا طائلة حيث بات لزاما على هذه المؤسسات فرض رقابة صارمة على السواحل الليبية، بالإضافة إلى الحدود الجنوبية شاسعة الاتساع، وهو ما يمثل تحديا أمنيا واقتصاديا، يتزامن مع أزمات اقتصادية يواجهها الاقتصاد الوطني، من بينها أزمة الإنفاق العام، وارتفاع الأسعار، وتراجع القوة الشرائية للعملة الوطنية، وغيرها من الأزمات التي أثقلت كاهل المواطنين.
ارتفاع معدلات الجريمة
وبسبب هذه الأعداد المتفاقمة تزداد معدلات الجريمة في البلاد، التي تعاني في الأصل من أزمة أمنية بسبب انتشار السلاح، وتراجع المستويات الأمنية وانتشار الجماعات المسلحة في عدد من المناطق، حيث تضبط السلطات ما بين الحين والآخر عصابات من المتخصصين في تجارة البشر، لا سيما في المنطقة الجنوبية، بالإضافة إلى زيادة في حالات النصف والجرائم الاجتماعية، أو حتى المشكلات الأخرى والتي كان آخرها الاشتباكات التي اندلعت بين مصريين وأفارقة في مدينة الزاوية غرب البلاد.(الأنباء الليبية بنغازي) أ د