بنغازي 19 يوليو 2024 (الأنباء الليبية)- سادت حالة من التفاؤل الحذر بين الأوساط السياسية الليبية بعد صدور البيان الختامي لاجتماع أعضاء مجلسي النواب، و الأعلى للدولة في العاصمة المصرية القاهرة، حيث عبر عدد من الأطراف السياسية عن ارتياحهم لما أسفر عنه الاجتماع، واصفين الخطوة بأنها إيجابية.
واجتمع عدد من أعضاء المجلسين، في القاهرة واتفقوا على التمسك بضرورة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق القوانين المتفق عليها، والصادرة عن مجلس النواب، والحرص على توسيع دائرة التوافق.
ووفقا لبيان مشترك لهم، أكد المجتمعون أنه لابد من تقديم مقترح بخارطة الطريق من أعضاء المجلسين، باعتباره المسار الأساسي لاستكمال باقي الاستحقاقات الضرورية للوصول إلى الانتخابات.
وشدد الأعضاء بالمجلسين على توافقهم على تشكيل حكومة جديدة واحدة، من خلال دعوة مجلس النواب، لفتح باب الترشح، والشروع في تلقي التزكيات من كافة المترشحين، ودراسة ملفات المترشحين لرئاسة حكومة كفاءات بقيادة وطنية، تشرف على تسيير شؤون البلاد.
وأكد المجتمعون أنه يجب تكثيف الجهود لإنهاء حالة الانقسام السياسي والمؤسساتي الذي يزيد من استشراء الفساد والتدهور غير المسبوق للأوضاع المعيشية للمواطن.
وطالب المجتمعون بضرورة دعوة المجتمع الدولي لدعم التوافق الوطني واحترام إرادة وسيادة القرار الوطني، ووحدة وسلامة التراب الليبي، مؤكدين أهمية المصالحة الوطنية ودعم السلم المجتمعي للوصول إلى الاستقرار وبناء الدولة المدنية الحديثة.
وقالوا إنه من الضروري استمرار الحوار الوطني الليبي المباشر، ونرفض مبدأ الاستيلاء على السلطة بفرض الأمر الواقع، وندعو كل القوى الوطنية والأحزاب السياسية والشعب الليبي لدعم هذه الجهود، لاستعادة أمن ووحدة البلاد واستقرارها.
رئيس النواب يرحب
بدوره علق رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، على ما جاء في بيان اجتماع مجلسي النواب والدولة، واصفا ما جاء في البيان الختامي بالخطوةٍ الإيجابية على الاتجاه الصحيح.
وأكد صالح في بيان لها على تنفيذ ما جاء في هذا البيان والبدء في إجراءات تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة وفقا للإعلان الدستوري وتعديلاته.
إشادة برعاية مصر للقاء
وفي سياق متصل أشاد الائتلاف الوطني لأبناء ليبيا، بالجهود المصرية برعايتها لقاء أعضاء مجلسي الدولة والنواب الموسع الثاني، مؤكدا أنه خطوة لتقريب وجهات النظر ودعم التوافق الليبي – الليبي، مرحبا بالبيان الختامي لمخرجات اللقاء، بما يمكن الليبيين من إتمام العملية الانتخابية.
وأكد الائتلاف في بيان له اليوم الجمعة، أنه رحب بالبيان الختامي لاجتماع القاهرة ونؤكد رفضنا أي تدخلات خارجية سلبية في العملية السياسية الليبية.
وقال البيان أننا “نشدد على ضرورة تشكيل حكومة موحدة مهمتها الإشراف على العملية الانتخابية وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن.
وطالب الائتلاف بتوحيد المؤسسات السيادية والرقابية وممارسة دورها في مكافحة الفساد، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفق مخرجات لجنة “6+6”.
الانتخابات لن تجرى بدون حكومة موحدة
وعطفا على ذلك قالت عضو مجلس النواب أسماء الخوجة، إنه لا يمكن أن تتحقق الانتخابات في البلاد، إلا بوجود حكومة موحدة، واتفقنا على تشكيل سلطة تنفيذية تشرف على المرحلة التي توصلنا إلى الانتخابات.
وقالت الخواجة في تصريحات لها اليوم، إن البيان الختامي لاجتماع أعضاء مجلسي النواب والدولة بالقاهرة أكد على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، احترامًا لرغبة الشعب الليبي.
وأكدت اعتماد خارطة الطريق للمجلسين التي سبق تشكيلها، واعتبارها تحقق المسار الدستوري للوصول للانتخابات.
لا بديل عن الحوار المباشر
وفي سياق متصل أكد المحلل السياسي إدريس أحميد، بأن حل الأزمة الليبية لا يمكن إلا من خلال الحوار المباشر، لافتا إلى أن لقائهم بالعاصمة المصرية القاهرة اشتمل على جملة من النقاط أبرزها استمرار الجهود لبناء التوافق عبر الحوار المباشر بين الليبيين والهادفة لإنهاء الأزمة السياسية وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد.
وقال أحميد، في تصريحات صحفية له إن أي لقاء يجمع الأطراف الليبية مع بعضها هو أمر مهم جداً، خاصة وأن هناك إشكال بين مجلسي النواب والدولة.
وأوضح أن هناك رغبة حقيقة بين أعضاء المجلسين لإنهاء حالة الانقسام، إلا أنه أكد أن تنفيذ مثل هذه الاتفاقيات تحتاج لإرادة سياسية حقيقية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد. (الأنباء الليبية) ص و.