بنغازي 24 يوليو 2024 (الأنباء الليبية) – أئمة المساجد، حفظة كتاب الله، أهل الفضل والعلم والصلاح، رجال يقتاد بهم المصلون في رحلة العبادة والتضرع، منارات تضيء دروب الإيمان ونبراس يرشد إلى طريق الحق والصلاح، يعلمون الناس أحكام دينهم ويفسرون لهم آيات القرآن الكريم، يحضون على الأخلاق الفاضلة ويقفون في وجه البدع والأضاليل، ويساهمون في تربية الأجيال، وتنشئتهم على القيم والمبادئ السمحاء للإسلام.
ويقف بين أروقة المساجد، رجال صادقون، يملؤون أرجاءها بعطر الإيمان، هم القائمون على بيوت الله، يحافظون على طهارتها ونظافتها، ويهيئون أجواء مناسبة للعبادة والتضرع.
لقي قرار الحكومة الليبية برفع مكافأة أئمة المساجد والقائمين على خدمتها على مستوى البلاد إلى (1000) ألف دينار ليبي، استحسانًا كبيرًا من قبل هذه الفئة.
وأعرب العديد من الأئمة والقيمين عن ارتياحهم لهذا القرار، مؤكدين على أنه خطوة إيجابية، وأشار آخرون إلى أن هذه الزيادة ستُساهم في تحفيز الأئمة والقيمين على أداء مهامهم على أكمل وجه، وتُساعدهم على تلبية احتياجاتهم المعيشية، في حين وصف آخرون القرار بأنه “لفتة كريمة” من الحكومة تجاه هذه الشريحة التي تُقدم خدماتها لبيوت الله.
رافق فريق وكالة الأنباء الليبية قيم مسجد الأنصار بمدينة بنغازي منذ عشرة أعوام، رافع العقوري (36 عاما) أثناء تأدية عمله، وتحدث عن قرار الزيادة قائلا” إن الزيادة خطوة إيجابية تصب في مصلحة الإمام والقيم خاصة في ظل انشغالهم الدائم بإقامة الصلوات وإدارة شؤون المساجد “.
وأضاف: “أن هذا الإجراء سيساهم في تشجيعهم على تقديم المزيد من العمل وبذل الجهد للعناية بالمساجد”.
وأثنى العقوري على القرار مضيفا أنه من فترة طويلة لم يلتفت أي مسؤول الى شريحة القيمين والأئمة.
وناشد العقوري رئيس الحكومة ورئيس الهيئة الاهتمام أكثر بشريحة الائمة والقيمين، وألا تتوقف مثل هذه القرارات التي تصب مباشرة في خدمة بيوت الله والاهتمام بها، معابرا أن هذه الشريحة “تقدم خدمات جليلة للمجتمع وأنه لابد من دعمها وتقديرها.
-تقديم مقترح الزيادة
كان رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية عاطف العَبِيدي، تقدّم في مطلع شهر مايو الماضي بمقترحٍ إلى رئيس الحكومة الليبية، أسامة حماد، لزيادة مكافآت الأئمة والقائمين على المساجد، تقديرًا لجهودهم في خدمة بيوت الله، وصون القيم الدينية والاجتماعية النبيلة في المجتمع، ولتحسين الأوضاع المالية للعاملين في هذا المجال.
-زيادة مكافأة الائمة والقيمين
أصدرت الحكومة الليبية برئاسة الدكتور أسامة حماد قرارا في مايو الماضي يقضي بزيادة مكافأة الائمة والقيمين على المساجد.
ووفقا للقرار رُفع سقف المكافئة من (415) دينارا لتصبح (1000) دينار شهريا تشمل كافة الأئمة والقيمين في ربوع البلاد دون استثناء.
وأكدت الحكومة الليبية بعد إصدارها القرار أهمية دور الائمة والقيمين على المساجد في نشر الوعي وتعزيز القيم والمبادئ الإسلامية السمحاء، وهو علامة ودليل من الحكومة بأنها حريصة على تحسين الظروف المعيشية، والرفع من أوضاع جميع فئات المجتمع، وجعل الائمة والقيمين أكثر التزاما بتأدية واجبهم.
-دور الأوقاف الحيوي في خدمة المجتمع
أكد رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بالحكومة الليبية، عاطف العبيدي، أهمية دور الهيئة في خدمة المجتمع الليبي، مشيرًا إلى أن عملها من أشرف الأعمال، حيث تُعنى بالحفاظ على بيوت الله، وتحفيظ كتابه، وتعليم الناس دينهم، من خلال دروس الوعظ والإرشاد، ومتابعة ما يهمهم في أمور دينهم ودنياهم.
وأوضح العبيدي في تصريح لصحيفة “الأنباء الليبية” أن الهيئة تُشرف على عدد كبير من المساجد وصناديق الزكاة ومكاتب الأوقاف والمعاهد الدينية، ما يُمكنها من الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع وتقديم خدماتها بشكل فعال.
-أسباب الزيادة
أفاد رئيس الهيئة أن من أسباب زيادة مكافأة الائمة والقيمين، طبيعة عملهم، وهي المكوث بالمساجد لفترات طويلة، ما تترتب عليه تعطيل أعمالهم خارج المساجد، فرأت الهيئة أن تتقدم بمقترح إلى رئاسة الوزراء بزيادة مكافأة هاتين الشريحتين تحفيزا لهم ورفعا من كفاءاتهم اثناء أداء مهامهم، وتشجيعهم في البقاء داخل المساجد.
-أعمال الائمة والقيمين
بيَن العبيدي أنه من الأعمال الموكلة إلى الائمة، الالتزام بإمامة المصلين في الصلوات الخمس في المساجد المكلفين بها، وامتثال القيمين بفتح المساجد وتنظيفها، والقيام بكل الأعمال التي تعنى بالحفاظ عليها، منها متابعة الصيانة والإصلاح عند الحاجة، وهي أعمال تحتاج للتفرغ التام لها من قبل الأئمة والقيمين، وبالتالي رأت الهيئة منذ فترة طويلة أهمية زيادة المكافأة لتشجيعهم على تنفيذ واجباتهم.
-زيادة مكافأة العاملين بمراكز تحفيظ القرآن والوعاظ.
كشف العبيدي عن سعى الهيئة (المسؤولة عن أكثر من 7000 مسجد في عموم البلاد) لزيادة مكافأة الخطباء والوعاظ والمتابعين للمساجد، والمشرفين على مراكز تحفيظ القرآن الكريم، ضمن خطط الهيئة الرامية إلى تحسين ظروف عمل جميع العاملين والتابعين لها، مشيرا إلى أنه سيتمّ تحديد قيمة الزيادة بعد إتمام الدراسات اللازمة من قبل الهيئة، وسيُقدّم مقترح زيادة المكافآت إلى رئاسة الوزراء.
-الأوقاف ودورات التأهيل
قال رئيس الهيئة في ختام تصريحه “نعمل على معالجة ضعف اللغة العربية عند بعض الخطباء، وعدم قدرة البعض الآخر على إيصال المعلومة للمصلين، من خلال برامج تدريبية وتأهيلية، لما لذلك من دور حيوي ومهم في نشر الوعي وتعزيز القيم والمبادئ الإسلامية السمحاء. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.
-متابعة : مراد بوكر
-تصوير: علي الصنعاني