إجدابيا 31 يوليو 2024 (الأنباء الليبية) – قال رئيس مجلس النواب، إنه “لا حياة لأمة اختلفت قلوبها وتنافرت أرواحها وتفرقت كلمتها، وأن تذكر الماضي والحزن لمآسيه حمق وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة”.
وأضاف خلال كلمته في افتتاح عدد من المشروعات التنموية بمدينة إجدابيا أن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ويودع في سجن الإهمال فلا يخرج أبداً ولا يرى النور لأنه مضى وانتهى لا الحزن يعيده ولا الهم يصلحه واتركوا التفاعل مع الماضي والقلق منه، وتلك أمة قد خلت، انتهى الأمر لا طائل منه لإعادة عجلة التاريخ”.
وتابع قائلاً: “العفو من مبادئ الإسلام ومن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم وهو خلق الإنسان النبيل فالعفو عند المقدرة دعوة للمحبة والوئام وبعد عن الفرقة والخصام، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا) علينا أن نطهر قلوبنا ونفتح صفحة جديدة ونملأها محبة ومودة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من قدر وعفا فقد احتمل من قومه ما أحتمل وذاق من المتاعب ما ذاق ومع ذلك كان كريما غافرا صافحا صلى الله عليك يا سيدي رسول الله”.
وأضاف: “أننا ننصح الجميع بالعمل على تولية الأكفياء، وإعطاء كل ذي حق حقه ووضع الأشياء في مواضعها وتفويض الأعمال للقادرين عليها، ولا تستمعوا للذين يدركون على وجه اليقين أنه إذا تبوأ كل موهوب مكانه الصحيح هؤلاء الذين داسوا على القيم والمبادئ ونهبوا المال العام وأنفقوا الملايين لا يريدون أي تغيير ويعطلون التداول السلمي على السلطة”.
وتابع: ” نواجه حربًا ضروسًا لا هوادة فيها من النقد الآثم المر ومن التحطيم المدروس والمقصود وأنتم الشهود على كل المراحل التي تلت 17 فبراير ونحن نعمل قدر استطاعتنا على لم الشمل ووحدة السلطة وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار، وللأسف تعمل بعض القنوات بالنقد الهدام والدعوة للفرقة والكراهية وتشويه البعض وتلميع البعض دون النظر لمصلحة الوطن وثوابته”.
ومضى قائلا:” لكننا في مجلس النواب صامدون لا نلتفت لكلام هؤلاء ونقدهم غير البناء ولا نرد عليهم حتى نحقق لهم أمنيتهم في تعكير مسيرتنا (ما يضير البحرَ أمسى زاخرًا أنْ يرمي فيه غلامٌ بحَجَرْ) احذروا الفرقة واختلاف الكلمة وشتات الآراء كونوا يدا واحدة فإن طريق الحق هو الوحْدة وطريق الشيطان هي منارات التفرقة والخصام، تشاوراً فما من جماعة بشرية تتم فيها أمانة الشورى وأمانة الإصلاح ثم يعروها انحلال أو يُخْشى عليها من فساد”.
وأضاف: “لا شك أن نشئنا في أمس الحاجة إلى التعرف على المواقف المشرفة لأسلافنا حتى يستقر في نفوسهم التمسك بالحق والدفاع عن الكرامة فإن المبادئ لا تنتشر ولا تسود إلا بالدفاع عنها والتضحية في سبيلها فالأيام تنبه الغافل وتوقظ النائم فقد شهد الزمان للآباء والأجداد بالأعمال النبيلة ونظافة اليد واللسان فعلى شبابنا الافتخار والاقتداء بهم الذين لم يستذلهم منصب ولم يغيرهم المال وتركوا لنا الصيت الطيب والثناء الحسن أنهم اسوةً حسنة جديرةٌ بأن تجعل من شبابنا رجالا بسلاء يتخذون من أسلافهم أنماطا تحتذى وكواكب تهدي، شبابنا هم عدة المستقبل وحامل مشعل الأمانة وهم ذخيرة الأمم وعرضها فلا حياة لأمة ضاع شبابها فلولا الشباب لما دار دولاب في بر ولا شيّد حجر على حجر فهم الشريان الحيوي الذي يجري فيه الدم الفوار لبعث الطاقات الدافعة في شتى الميادين.
وقال إن شبابنا هم الثروة التي أين منها الذهب الأسود والأصفر وما تنتجه الأرض من ثمار وحبوب هذه للبوار وتلك للبقاء والازدهار فإنني أدعوهم للتحصيل العلمي والمساندة في فرض القانون والنظام وندعو الحكومة للقيام بما هو مطلوب لتحقيق طموحات الشباب وتحصينهم من أفات مدنية حديثة وضد الانحراف والتحلل الأخلاقي”.
وأكمل: “الإنسان هو صانع التنمية ويجب الاهتمام به والمحافظة على كرامته ومشاركته في العملية التنموية فلا يكون الاعتماد على الحكومة فقط وإنما بإسهام الأفراد اسهاما إيجابيا في دفع عجلة التقدم عن الطريق الجهود الذاتية واستخدام رؤوس الأموال الخاصة وإقناع المواطنين بجدوى الإعمار والشركات المنفذة ومن ثم احتضانهم لها ودفاعهم عنها وحرصهم على انجاحها وقد تم إصدار التشريعات المشجعة واختيار خيرة العناصر من المهندسين والفنين القادة الذين تتوفر فيهم القيم الأخلاقية والوطنية القادرون على الدفع بعجلة التقدم وتحريك طاقات الناس وإثارة حماسهم من أجل التنمية والإعمار بقيادة المهندس الشاب بالقاسم خليفة حفتر الذي يعمل ليلا نهاراً من أجل إعادة الإعمار والاستقرار”.
وشدد على انه يقدر ويثمن دور مدير صندوق التنمية في متابعة عمله وحرصه على تنفيذ الأعمال المكلف بها في وقتها وبأعلى المواصفات وبأصول الصنعة ويقود صندوق التنمية والإعمار بكل إقدار مستمتعا بنور البساطة والتواضع محترما مرؤوسيه وكل العاملين والمتعاقدين والمتعاملين مع الصندوق”.
وأضاف قائلاً: “إن الإنسان هو موجه التنمية ومحركها والمستفيد منها فإنني أدعوا كل المواطنين للوقوف ودعم عملية إعادة الإعمار والاستقرار حتى يعلم العالم أن الشعب الليبي قادر على مقارعة المصائب والأزمات والعقبات وطرحها أرضا من أجل البناء والاستقرار وسيادة ليبيا وصيانة ترابها”.
وزاد أن هناك جهود تُبذل تذكر وتشكر تقوم بها حكومة د. أسامة حماد من توفير متطلبات المواطنين والحرص على حقوق المتقاعدين مدنيين وعسكريين ودعم صندوق الضمان المعني برعايتهم ودعم الشباب والمرأة ومحاربة الفاسد والمخدرات بدعم الأجهزة الأمنية والقضائية والرعاية الصحية ودراسة أسباب انتشار أمراض الأورام وتشكيل لجنة لمعرفة أسباب انتشارها وتأمين العمال من العجز والشيخوخة والاهتمام بالتعليم بكل مراحله ومستوياته فإنني أثمن دور الحكومة الليبية ونشجعها على المزيد من العمل لمصلحة الوطن والمواطن”.
وتابع: “أننا نقف اليوم فخورين بما تقدمه الحكومة وصندوق التنمية والاعمار من إنجازات غير مسبوقة وفي مدة قصيرة في مدينتنا إجدابيا التاريخ التي سطرت ملاحم بطولية دفاعا عن الوطن في الماضي والحاضر وصيانة لترابه ودحرت الغزاة والإرهابيين، فلا أخفي اليوم سعادتي ونحن ندشن هذه الانجازات في خطوة أراها نقطة تحول نحو التقدم والازدهار ونحن كسلطة تشريعية نقوم بمراجعة الحكومة التي منحناها الثقة نفتخر اليوم بما انجز خدمة لشعبنا وبلدنا”.
وأضاف: “عمل مجلس النواب رئاسة ولجانا وأعضاء منذ الوهلة الأولى على ثوابت لا يمكن التنازل عنها – وحدة البلاد وسيادتها وصيانة ترابها وتوحيد مؤسساتها ودغم قوتها العسكرية التي دخرت الإرهاب ووقف التدخل الخارجي في شؤننا والتوزيع العادل لثروتنا نحن نسير للخروج من الأزمة وندنو من تنفيذ قوانين الانتخابات وتكوين سلطة موحدة وليختار الشعب حجامه بإرادته الحرة”.
وتابع فخامته قائلاً: “ومن هذا المنبر اسمحوا لي أن أهنئكم بهذه الإنجازات التي تحققت بعمل رجال بذلوا الغالي والرخيص لتطهير الوطن من التطرف والإرهاب وركزوا جهودهم نحو تحقيق الأمن وفرض القانون والنظام وبصفتي رئيسا لمجلس النواب ونيابة عن زملائي أعضاء المجلس لا أنسى وما أنسى أن أوجه التحية والتقدير لجيشنا الباسل وقائده المشير أركان حرب خليفة بالقاسم حفتر وضباطه وجنوده الذين ضحوا ويضحون ويعملون من أجل الأمن والأمان والاستقرار فلولاهم لما قامت التنمية والاستقرار شكرا لحماة الأرض والعرض والشكر موصول للقوة العسكرية التي تؤمن المنطقة المتمثلة في اللواء 166 مشاة، وكما أحي أجهزة الأمن التي هي جزء لا ينفصل عن الشعب لحرصهم على راحة المواطنين وحماية أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم وحرياتهم وحقوق الإنسان وكرامته”.
وشارك في الافتتاح أعضاء مجلس النواب، ورئيس مجلس وزراء الحكومة الليبية د. أسامة حماد، ومدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا م. بالقاسم حفتر ومدير عام جهاز الإمداد الطبي والخدمات العلاجية السيد حاتم العريبي، ورئيس أركان الوحدات الأمنية اللواء خالد حفتر وآمر اللواء 166 مشاة العميد أيوب بوسيف، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الفريق أسامة الدرسي ووكيل وزارة الداخلية السيد فرج اقعيم، ولفيف من السادة مسؤولي القطاعات الخدمية والصحية، مجمع العيادات المجمعة إجدابيا.
وخلال الافتتاح اطلع رئيس مجلس النواب، على كافة المستجدات وعلى الصيانات والتحوير والتجهيز المتكامل لزيادة السعة السريرية في المجمع، وذلك وفقاً للخطة الموضوعة من الحكومة الليبية بشأن تطوير القطاع الصحي وتوطين العلاج بالداخل.
في ذات السياق، أيضاً تم افتتاح المقرات الإدارية الخاصة بأكاديمية الدراسات العليا فرع إجدابيا ووضع حجر الأساس للمبنى رقم 3 الخاص بالأكاديمية الذي سيتم إنشاؤه وتجهيزه على أحدث مستوى وافتتاح مبنى مصلحة الأملاك العامة ومجمع العيادات اجدابيا والمبنى الخاص بالهيئة العامة للأوقاف ومبنى شؤون الزكاة إجدابيا وعدد كبير من الطرق الرئيسية، والفرعية داخل الأحياء السكنية وتجهيز وصيانة مستشفى الشهيد امحمد المقريف والعيادات الخارجية.(الأنباء الليبية إجدابيا) أ د