بنغازي 06 أغسطس 2024 (الأنباء الليبية) -نظم بمدينة بنغازي، اليوم الثلاثاء، ندوة في رثاء الأديبة والاكاديمية الدكتورة هنية علي الكاديكي، التي رحلت عن عمر ناهز الواحد والثمانين عاما، في أبريل 2023 بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء في المجالات الأدبية والأكاديمية والثقافية.
ونظمت جمعية أصدقاء اللغة العربية الندوة، بالتعاون مع وكالة الأنباء الليبية ببنغازي، بقاعة الشهيد مفتاح بوزيد للتدريب والتطوير.
وشهدت حضورا لافتا من أسرة الراحلة، وأعضاء هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بكلية الأداب جامعة بنغازي، إلى جانب نخبة من الأدباء والمثقفين.
و جاءت الندوة بتقديم الأستاذ علي الشوماني، وتضمن برنامجها إلقاء كلمات تأبين من الدكتورة منى الساحلي والدكتور محمد اسحيم، والأستاذ علي أحمد سالم، والدكتور عوض قويري، وشقيقة الفقيدة الدكتورة نعيمة الكاديكي تناولت سيرتها الذاتية وإنجازاتها العلمية والأدبية، حيث استعرض المتحدثون مسيرتها الحافلة بدءا من دراستها الأولى في بنغازي وانتهاء بحصولها على الدكتوراه، وتوليها مناصب قيادية في الجامعة.
ولدت الدكتورة هنية الكاديكي في مدينة بنغازي القديمة عام 1942، حيث تفتحت عيناها على نور المعرفة وبدأت رحلتها مع اللغة العربية على يد المعلمة خديجة الجهمي، وأكملت دراستها الثانوية بمدرسة الأميرة، ثم انتقلت إلى مصر لمتابعة دراساتها الجامعية في جامعة عين شمس، حيث تخرجت بتفوق في قسم اللغة العربية عام 1969.
عادت الدكتورة الكاديكي إلى وطنها لتكون أول معيدة في قسم اللغة العربية بجامعة بنغازي، مساهمة في بناء جيل جديد من المتخصصين في هذا المجال، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل واصلت تحصيلها العلمي وحصلت على درجة الماجستير من جامعة عين شمس عام 1974، ثم توجت مسيرتها العلمية بحصولها على درجة الدكتوراه من جامعة بنغازي عام 2001، لتصبح بذلك أول امرأة ليبية تحصل على درجة الدكتوراه في اللغة العربية.
لم تقتصر مساهمة الدكتورة الكاديكي على الجانب الأكاديمي فحسب، بل امتدت إلى المجالات الثقافية والأدبية، كما شغلت منصب رئيسة قسم اللغة العربية بجامعة بنغازي خلال الفترة من 1993 إلى 1997، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب.
كما كانت عضوا فعالا في العديد من المؤسسات الثقافية، مثل مركز تنمية الإبداع الثقافي، وساهمت في إثراء الحياة الثقافية في ليبيا.
إلى جانب عملها الأكاديمي، كانت الدكتورة الكاديكي شاعرة مبدعة، وصدر لها ديوان شعر يحمل عنوان “دفقات حب”، يعكس شغفها باللغة العربية وقدرتها على التعبير عن مشاعرها وأفكارها الشعرية.
كما صدر لها كتاب (محمد صدقي – سيرة ومسيرة)، عن تجربة الفنان الراحل محمد صدقي الفنية، يقع في 360 صفحة.
تميزت الدكتورة الكاديكي بمسيرة حافلة بالإنجازات، ولها مساهمتها في تطوير التعليم العالي في ليبيا، لا سيما في مجال اللغة العربية وآدابها.
وفي ختام الندوة، قدم درع تكريمي لأسرة الراحلة، تقديرا لمسيرتها الحافلة بالعطاء والإنجاز.(الأنباء الليبية بنغازي) .
-متابعة: سليمة الخفيفي
-تصوير: عبدالسلام الفيتوري