طرابلس 08 أغسطس 2024(الأنباء الليبية) – أوصت ورشة العمل الليبية التداخلية الأولى لأمراض الكلى بضرورة تكوين أطباء متخصصين ومدربين في إدخال القساطر الخاصة بمرضى الكلى وتطوير مهاراتهم ليتمكنوا من مواجهة الحالات الصعبة والتعامل معها.
ودعت الورشة التي نظمتها الجمعية الليبية لأمراض وزراعة الكلى تحت شعار (قسطرة غسيل الكلى من الألف إلى الياء) في ختام أعمالها اليوم الخميس بطرابلس، وزارة الصحة أن تعتني بهذه الشريحة من المرضى وضمان حقهم في توفير مستلزمات الغسيل التي تختفي في بعض الأحيان لدرجة أن تعاني المستشفيات عجزا في توفيرها ما يشكل خطرا على المرضى الذين تعتمد حياتهم على الغسيل.
كما دعت المسؤولين وأصحاب القرار إلى الاهتمام بمستلزمات الغسيل وتوفيرها باستمرار وبشكل دائم للمرضى الذين لا يستطيعون زراعة الكلى.
وأكدت التوصيات على أهمية التعليم الطبي المستمر لتمكين الأطباء من مواكبة التطورات العلمية في هذا المجال نظرا للتقدم المستمر الذي يشهده مجال الطب وحتى لا يبقى الطبيب الليبي في آخر القوائم.
وطالبت بضرورة فتح ملفات إلكترونية لكل مرضى الكلى في ليبيا وإعداد بنك معلومات وإحصائيات بأعدادهم ومعرفة أماكن تواجدهم إلى جانب تحديد المدن التي تحتاج إلى توفير المعدات والأدوية وفقا للإحصائيات الدقيقة بأعداد المرضى وتركيز جهود الوقاية.
وقال استشاري أمراض الكلى والباطنة، رئيس الجمعية الليبية لطب وزراعة الكلى الدكتور عبد الحفيظ الشيباني، إن الجمعية لديها برنامج علمي شهري لتعليم الأطباء ومتابعة كل جديد في الطب وما يتعلق بأمراض الكلى.
وكشف الشيباني في تصريح لصحيفة (الأنباء الليبية) وجود مشكلة كبيرة في المرضى الذين يدخلون الغسيل وتُجرى لهم عملية قسطرة أو توسيع الأوعية الدموية لخروج الدم بسهولة ومنع حدوث التجلط مشيرا إلى أنه لتدارك هذا النقص في الخبرات استضافت الجمعية الدكتور الزائر من مصر المعروف على المستوى المصري والعربي والعالمي، د. زغلول جودة، الذي رحب بالفكرة ونظمنا هذا البرنامج تحت مسمى ورشة عمل نظرا لإجراء عمليات على بعض الحالات لاكتساب الخبرة وعدم اقتصار البرنامج على المحاضرات النظرية.
وقال الشيباني:” جمعنا الحالات الصعبة وأخطرنا كل مراكز الغسيل التي بها مرضى يعانون من مشاكل في الغسيل خاصة عندما يوضع المريض على الغسيل فيقوم الجهاز بإصدار صوت إنذار باعتبار أن الأوعية الدموية ضعيفة أو مغلقة وقام الطبيب الزائر بإجراء 10 عمليات حتى الآن بواقع ثلاث حالات يوميا وكانت من الحالات الصعبة جدا التي لم نستطع القيام بها في ليبيا، وكان المريض يسافر إلى الخارج لإجرائها”.
وأكد أن العمليات كانت جيدة جدا وتابعها العديد من الأطباء الليبيين الذين جاءوا من مدن كثيرة، من طبرق وبنغازي وغريان والزاوية ومصراته، واستفادوا جميعا من متابعة العمليات التي أجراها الخبير المصري وهو الهدف الأساسي من الورشة التي نظمتها الجمعية على مدى ثلاثة أيام.
وقال استشاري أمراض الكلى، رئيس جناح طب الكلى التداخلي بمعهد الطب القومي في دمنهور(مصر)، الدكتور زغلول الصافي جودة، إنه تم خلال الأيام الثلاثة من هذه الورشة تركيب قساطر الغسيل الكلوي لحالات مستعصية وتم حل مشاكل المرضى إلى جانب تدريب الزملاء الشباب من أطباء الكلى من مختلف انحاء ليبيا وتم عرض محاضرات ودروس كلينيكية على المرضى لتقييم الحالات”.
ودعا الخبير المصري إلى الاهتمام بالتوصيات الصادرة عن الورشة حتى تستمر المجهودات التي تبذلها الجمعية الليبية لطب وزراعة الكلى وأهمها الاعتناء والاهتمام بتدريب شباب الأطباء الذين هم بحاجة إلى التدريب في مجال التدخلات الكلوية كي يتم تقديم خدمة سريعة للمرضى وعدم الاضطرار لتسفيرهم خارج البلاد أو تصل الحالات لدرجة مستعصية من الانسداد في الأوردة الرئيسية وغيرها من التعقيدات الطبية ما يهدد حالات المرضى ويؤثر على كفاءة الغسيل”.
وأشار في هذا الصدد إلى أنه مهما امتلكنا من تقدم في تقنية الغسيل وآلات الغسيل والمرشحات غير أنه لو كانت لدى المريض مشاكل في الوصلة الشريانية الوريدية فإننا سنواجه مشكلة كبيرة. ومن هنا، شدد الخبير المصري، على ضرورة دعم دور طبيب جراحة الأوعية الدموية ليعمل على ربط الشريان بالوريد أول ما يكتشف المريض أن لديه فشلا كلويا.
كما شدد الدكتور جودة على أهمية إجراء كشف دائم ومستمر لمرضى الفشل الكلوي على الغسيل خاصة على الوصلة الشريانية الوريدية حتى لا نصل إلى مراحل متأخرة يكون علاجها صعبا.
وقال الخبير المصري في أمراض الكلى في ختام تصريحه لصحيفة (الأنباء الليبية):”كان لي شرف المشاركة وأن أكون مدرب ورشة العمل الأولى في ليبيا عن التدخلات الكلوية التي تختص بتركيب قساطر الغسيل من الألف إلى الياء”.
وقالت الطبيبة سحر الخراز في مركز خدمات الكلى ببنغازي، نائبة رئيس الجمعية الليبية لطب وزراعة الكلى، إن الورشة عن تركيب القساطر وحالات المرضى الذين لديهم مضاعفات وصعوبة في إيجاد الأوردة ومشاكل في الفشل الكلوي، كانت فريدة من نوعها وحققت فائدة كبرى للمرضى وللأطباء الجدد وأعطت بصمة للمكان وحماسا وأملا للمستقبل وأعطت دفعا كبيرا لرفع التحديات.
وأشارت بالمناسبة إلى أن المؤتمر الخامس لطب وجراحة الكلى سيُعقد في نوفمبر القادم في بنغازي وسيكون مصحوبا بالعديد من ورش العمل المماثلة. (الأنباء الليبية طرابلس) س خ.
-متابعة وتصوير: أميرة التومي