بنغازي 26 أغسطس 2024 (الأنباء الليبية) –تسجل ليبيا أعداداً كبيرة من الوفيات والإصابات نتيجة حوادث السير يومياً حيث تعتبر الحوادث من أبرز المشاكل التي تواجه المجتمع الليبي، وتجعلها من أكثر الدول تضررا إذ تؤدي إلى وفاة ما يعادل 6 أشخاص يوميًا.
المواطن إبراهيم صالح، يرى أن السبب الأكبر لازدياد حوادث السير هو اللامبالاة من قبل أولياء الأمور، ففي اعتقاده أن جل ضحايا حوادث السير سببها الأكبر هم الشباب دون السن القانونية ممن سمح لهم ذويهم القيادة والتحرك بالسيارة في الشوارع والطرقات دون أدنى مسؤولية.
ويؤكد صالح، في حديثه لصحيفة الأنباء الليبية، أن للجهات المختصة وشرطة المرور تحديدًا يدًا في ذلك، بسبب التسيب وعدم اتخاذ الإجراءات الرادعة ضد المخالفين، ومرتكبي حوادث السير والتساهل في التعامل معهم نتيجة لاعتبارات عدة من وساطة وقرابة وغيرها من الأمور التي تعييق تنفيذ القانون.
ويقول محمود الدرسي: “الطرقات والسيارات المتهالكة هي السبب الرئيس لحوادث السير في ليبيا، ففي بلادنا لا توجد على سبيل المثال الخطوط على الطرقات التي تبين للسائقين ليلًا الحارة التي لابد أن يتواجد بها أثناء القيادة، خصوصًا وقت سقوط الأمطار حيث تختفي ملامح الطريق تمامًا وتصبح القيادة أمرًا صعبًا وعسير”.
ويتابع الدرسي: “كما أن الحفر والمطبات التي كثرت في البلاد هي أيضًا من أسباب حوادث السير، إضافة إلى عدم وجود إشارات وعلامات التنبيه والإضاءة المناسبة ناهيك عن السيارات المتهالكة سبب آخر في حوادث السير”.
وواصل محمود حديثه: “وكثرت السنوات الأخيرة في ليبيا، ظاهرة استيراد السيارات وهي في بلدانها الأصلية، سيارات منتهية الصلاحية وبعضها يمنع تحركها وقيادتها في تلك البلدان، لكن للأسف يتم استيرادها وإجراء بعض التصليحات عليها ومن ثم بيعها وتظهر عيوبها لاحقًا وأهم تلك العيوب أنها منعدمة شروط الأمن والمتانة”.
ويعد التهور والاندفاع والتنافس بين السائقين، عدم الالتزام بقواعد المرور في القيادة بسرعة جنونية، وعدم ارتداء حزام الأمان، واستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وغيرها من المخالفات المرورية، إضافة إلى سوء حالة الطرق من انتشار الحفر والشقوق في الطرق، بالإضافة إلى عدم وجود إشارات مرورية كافية أو وجودها في حالة سيئة من أهم أسباب حوادث السير.
كما أن عوامل بشرية أخرى تتمثل في التعب والإرهاق، والتأثير النفسي، وتعاطي المخدرات والكحول، والسيارات القديمة غير الصالحة للاستخدام، والتي تفتقر إلى وسائل السلامة، فضلًا عن الظروف المناخية من العواصف الرملية والأمطار الغزيرة تأثيرها على الرؤية، جميعها عوامل تزيد من خطر الحوادث.
-آثار حوادث السير
تخلف حوادث السير آثاراً سلبية كبيرة على المجتمع الليبي، بشرية ومادة واقتصادية، إذ تتسبب في وفاة وإصابة أعداد كبيرة من الأشخاص، وتدمير الممتلكات، إضافة إلى الأعباء الاقتصادية من تكاليف علاج المصابين، وإصلاح السيارات، وتعويض المتضررين.
أيضًا لحوادث السير آثارًا نفسية تتمثل في المعاناة النفسية التي يتعرض لها المصابون وأسر الضحايا، والضغط على الخدمات الصحية في زيادة العبء على المستشفيات والمراكز الطبية.
-الحلول المقترحة
هناك مجموعة من الإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها لمواجهة هذه المشكلة الخطيرة، تحسين البنية التحتية للطرق، صيانة الطرق وإصلاحها، ووضع إشارات مرورية واضحة، وتطبيق قانون المرور وتشديد الرقابة على السائقين، وتطبيق العقوبات على المخالفين.
ولمواجهة هذه المشكلة لابد كذلك من توعية المجتمع بأهمية الالتزام بقواعد المرور، وتنظيم حملات توعية واسعة النطاق، وتطوير أسطول السيارات، وتشجيع استخدام السيارات الحديثة والمجهزة بوسائل السلامة، وتدريب السائقين بتنظيم دورات تدريبية على قيادة السيارات بشكل آمن، وتوفير الإسعافات الأولية، وتجهيز الطرق بوحدات إسعاف مجهزة.
-إحصائية قسم مرور بنغازي
قسم مرور بنغازي نشر الأيام القليلة الماضية إحصائية خلال النصف الأول من عام 2024، لحوادث السير والمخالفات المرورية، حيث كان إجمالي حوادث السير عن هذه المدة قد بلغت 942 حادث سير.
وأوضح القسم أن عدد الوفيات عن هذه المدة بلغ 120 حالة وفاة منها 89 حالة في 75 حادث داخل المدينة، وعدد 31 حالة وفاة في 28 حادث خارج المدينة، ولفت إلى أن الإصابات البليغة بلغت 324 حالة في 228 حادث، بينما جاءت الإصابات البسيطة 368 حالة في 193 حادث.
وأشار قسم مرور بنغازي إلى أن حوادث إتلاف السيارات بلغت 418 حادث بإجمالي مركبات تالفة 1642 بقيمة إجمالية بلغت 1.642.000 دينار ليبي، موضحًا أن مخالفات حوادث تعاطي الكحول بلغت 21 حادث، ومخالفات ضبط الكحول 07 حوادث، ومخالفات ضبط مواطنين وأجانب بدون مستندات 26 مخالفة، والمخالفات المضبوطة في وحدة حركة السير 10102 مستند.
وذكر أن المخالفات الفورية في وحدة البوابات والمنافذ بلغت 1,163 مخالفة، والجنح 5,353 جنحة، والمركبات المحجوزة 5,471، والمخالفات 6,177 مخالفة.
-الإبل وحوادث السير بطريق إجدابيا
لايزال التحرك العشوائي للإبل السائبة يشكل خطرا مميتا لعابري طريق إجدابيا السريع على الرغم من المناشدات المستمرة لوضع الحلول لها.
وتكمن الخطورة في تحرك تلك الإبل خاصة في أثناء الليل، ما يؤدي إلى وقوع حوادث سير بشكل متزايد تسببت في إزهاق أرواح العشرات من المسافرين عبر الطريق سواء شرقا أو غربا.
في حديث لصحيفة الأنباء الليبية، قال صالح خرفاش مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام ببلدية إجدابيا، إن أغلب الحوادث المرورية، المؤدية إلى الموت، كانت مقتصرة في الماضي على طريق إجدابيا –البريقة المعروف بـ “طريق الموت”، لكن خلال السنوات القليلة الماضية أصبح هناك ارتفاعا كبيرا في عددها.
وأرجع خرشاف، هذا الارتفاع، لأسباب متعددة من بينها، القيادة المتهورة لصغار السن وعدم احترام القوانين والجهل بها، إضافة إلى ضيق الطريق في اتجاه واحد وكثرة وجود “الإبل الهميلة”.
-لا حلول في الأفق
وذكر مدير الإدارة، أن سبب انتشار تلك الإبل يعود لقيام بعض المعتدين على الأملاك العامة بسرقة الأسلاك الشائكة، التي كانت تمنع عبور الإبل من جهة إلى أخرى على طول الطريق.
وأضاف خرفاش، أنّه على الرغم من وجود مواثيق واتفاقيات، مع أصحاب هذه الإبل، بوضع العاكسات المضيئة عليها وحصرها في مناطق معينة بعيدة عن الطريق العام، إلا أنّه لا يوجد أي التزام بذلك من قبلهم.
وقال مدير الإدارة: “الغريب أن أصحاب الإبل في حال نفوقها يلزمون من يصدمها بدفع ثمنها، إلا في حال وفاة السائق”.
وحول الحلول للحد من خطر “الإبل السائبة”، قال خرفاش: “إن جهاز التنمية والإعمار باشر في صيانة وتطوير طريق إجدابيا-البريقة، وإن العمل جارٍ على توسيعه وجعله طريقا مزدوجا، لكن تظل معضلة “الإبل السائبة” في حاجة لحل جذري وحاسم من قبل الجهات المختصة.
-احصائيات إقليمية وعالمية
أعلن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أن البلاد تحتل المرتبة الأولى عالميا في نسبة وفيات حوادث المرور، بناء على التصنيف الدولي للسلامة المرورية.
وتشير الإحصائيات إلى أن معدل الوفيات في ليبيا وصل إلى 73 وفاة لكل 100 ألف نسمة، مقارنة بالمعيار العالمي الذي يبلغ 20 وفاة لكل 100 ألف نسمة فقط.
ويسلط هذا الرقم الصادم الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها ليبيا في مجال السلامة المرورية، ويعزى هذا الارتفاع المقلق في معدل الوفيات.
وعالميا احتلت الصين الترتيب الأول حيث يبلغ عدد الوفيات سنويا 275983، وجاءت الهند ثانيا بعدد 231027، أما نيجيريا 53399 فحلت ثالثا، والبرازيل رابعا بعدد بلغ 43869، وخامس إندونيسيا 42434، بينما جاءت بالترتيب السادس الولايات المتحدة بعدد 35490، وباكستان سادسا حيث بلغ عدد الوفيات من الحوادث 30131، وجاءت روسيا سابعا بعدد 26567، وتاسعا تايلاند 26312، وعاشرا إيران وبلغ عدد الوفيات من الحوادث 25224.(الأنباء الليبية بنغازي) أ د.
-متابعة: أسامة الدرسي / أحلام الجبالي