بنغازي 07 سبتمبر 2024 (الأنباء الليبية)- وسط اهتمام دولي كبير بتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد بين ليبيا ودول العالم، وخاصة الدول الأوروبية، تستضيف العاصمة الايطالية “روما” في 23 سبتمبر 2024، النسخة الثانية من قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد، بمشاركة مسؤولون من المؤسسة الوطنية للنفط، وكبرى الشركات العالمية العامة في قطاع الطاقة، من بينها إيني الإيطالية و توتال إنرجيز الفرنسية.
وتهدف هذه القمة – حسب منظميها – لجذب الاستثمارات الدولية، ليس فقط في قطاعي النفط والغاز، بل في مشاريع الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وستكون بمثابة منصة لبحث سبل تطوير الشراكات الجديدة وتحسين البنية التحتية للطاقة في ليبيا، وهو أمر حيوي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
وتأتي هذه القمة في ظل التحديات التي لا تزال تواجه ليبيا رغم امتلاكها إمكانات هائلة في مجالات النفط والغاز، والطاقات المتجددة، وسط أمال بأن تكون هذه القمة فرصة استثنائية لدفع عجلة النمو الاقتصادي.
ليبيا وإيطاليا: شراكة في الطاقة
تلعب ليبيا دورًا حيويًا كمورد رئيسي للطاقة في العالم، لا سيما لإيطاليا، التي تعد المستورد الأكبر للنفط الليبي طيلة سنوات، حيت استوردت ايطاليا خلال في عام 2024، وفقًا لتقرير وكالة نوفا الإيطالية، حوالي 14.5 مليون طن من النفط الليبي في الربع الأول من هذا العام، ما يؤكد أهمية ليبيا كشريك استراتيجي في قطاع الطاقة. وتأتي هذه الشراكة بعد عقد كامل من تراجع العلاقات الاقتصادية، لتعيد ليبيا إلى الساحة الدولية كلاعب رئيسي في تأمين احتياجات أوروبا من الطاقة.
مشاريع طموحة للنمو
وحسب القائمين على القمة فأن من بين المشاريع الكبرى التي سيتم مناقشتها، مشروع المصفاة الجنوبية في فزان، الذي يسعى إلى معالجة أزمة الوقود المحلية وتحقيق استقرار في إنتاج النفط. كما يشمل النقاش مشاريع الطاقات المتجددة، مثل مشروع الطاقة الشمسية بقدرة 500 ميغاوات بالتعاون مع مالطا لتصدير الطاقة النظيفة إلى أوروبا. وتأتي هذه المشاريع ضمن خطة طموحة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحقيق تحول في الطاقة المستدامة.
وحول الشراكة الليبية – الايطالية أكد الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية “كلوديو ديسكالزي” والتي تعد من أكبر الشركات الأجنبية المستثمرة في قطاع الطاقة الليبي، التزام شركته بدعم البنية التحتية للطاقة في ليبيا، مبينا أن إيطاليا وليبيا تربطهما علاقات طويلة في مجال الطاقة، وأنهم في شركة أيني ملتزمون بتعزيز هذه العلاقة من خلال استثماراتنا المستمرة في حقول النفط الليبية مثل حقل الشرارة ومشروع الغاز في مليته”.
وأكد ديسكالزي أن شركة إيني ستواصل دعم مشاريع البنية التحتية التي تساهم في استقرار الإنتاج وتطوير القدرات المحلية.
ويرى القائمون على تنظيم القمة أنها ستركز على استكشاف حلول عملية للتغلب على هذه العقبات، بهدف زيادة الاستثمارات الخاصة وتطوير الشراكات بين الشركات الليبية والدولية، مما انها تمثل فرصة حقيقية لتعزيز الدور الإقليمي والدولي لليبيا في مجال الطاقة، من خلال استغلال مواردها الطبيعية وتطوير الطاقات المتجددة، لتصبح ليبيا مركزًا رئيسيًا للطاقة في المنطقة، إذا تمكنت من تجاوز التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها.
ويذكر أن النسخة الأولى من قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد أقيمت في العاصمة طرابلس 2021 وكانت أول مبادرة من نوعها منذ سنوات طويلة، هدفت إلى توطيد العلاقات الاقتصادية بين ليبيا والمستثمرين الدوليين، وإعادة الثقة في الاقتصاد الليبي الذي تضرر جراء الاضطرابات السياسية. وقد تمخضت هذه القمة عن توقيع العديد من الاتفاقيات المهمة في مجالات الطاقة والغاز والنفط. (الأنباء الليبية) ص و
-تقرير: هدى الشيخي