بنغازي 09 سبتمبر 2024 (الأنباء الليبية) – تخشى نجية الفيتوري وهي إحدى مرضى الفشل الكُلوي في بنغازي على حياتها فيما لو عجزت عن إجراء الغسيل في موعده المحدد في حال نقص المواد المشغلة، بعدما أثارت “أزمة مصرف ليبيا المركزي” مخاوف بالخصوص لدى المرضى، فما حقيقة ذلك؟
وقالت نجية “53 عاما” لـ “صحيفة الأنباء الليبية”: “أخشى نفاد المشغلات والمواد الأساسية للغسيل من المخازن الخاصة بالمستشفى بسبب “أزمة مصرف ليبيا المركزي”.
هل فعلا هناك عجز في المشغلات؟
مخاوف هذه السيدة نقلتها “صحيفة الأنباء الليبية” إلى مدير عام مستشفى الكُلى في بنغازي، الدكتور حسن الفسي.
وقال الفسي: “الوضع العام في المنطقتين الشرقية والجنوبية مستقر ومواد الغسيل متوفرة”.
وأوضح الفسي، أنّه عادة ما يكون هناك نوع من النقص في شهر سبتمبر من كل عام بسبب طول “الدورة المستندية” لاستيراد الأدوية والمشغلات.
وقال: “إن عملية الاستيراد تمر بعدة مراحل بدءا من المركز إلى توقيع الاعتماد والاستيراد مرورا بسلسلة طويلة من المعاملات الإدارية داخل الإمداد الطبي ووزارة الصحة، ومن ثم الرقابة الإدارية وديوان المحاسبة”.
تطمينات
وأكّد الفسي، أن خوف المرضى “مبرر” بسبب “أزمة المصرف المركزي” الراهنة، كونه هو “المخول بتوقيع الاعتمادات ومنها تلك الخاصة باستيراد الأدوية والمستلزمات الخاصة بالكُلى”.
وطمأن الفسي مرضى الكُلى بأن الوضع مستقر. وقال: “لدينا ما يكفي لمدة شهرين تقريبا في المخازن”. كما كشف الفسي عن قرب وصول شحنة جديدة من المشغلات إلى بنغازي، إضافة إلى شحنة أخرى تصل يوم الثلاثاء المقبل تحوي 30 ألف جلسة غسيل.
وفي حديثة لـ “صحيفة الأنباء الليبية” قال مدير مستشفى الكُلى ببنغازي: إن “هناك خمس شركات مختصة بغسيل الكُلى تُساهم بشكل كبير في تخطي الأزمات، ما يمكننا من إجراء عمليات غسيل الكُلى في وقتها المحدد لجميع المرضى”.
وأضاف الفسي: “لم يعد هناك أي مريض حامل لفيروس الوباء الكبدي (سي)، ولكننا احتياطيا، في حال تسجيل إصابات جديدة، نحافظ على المواد الخاصة بهم وننقلهم إلى شركات أخرى ونوفر المواد الخاصة بالقسم (سي) في إطار خطة استباقية من أجل تخطي الأزمات”.
وتُعد الأدوية التي تؤخذ بعد زراعة الكُلى أساسا في نجاح تقبل الجسم للعضو الجديد، لكي يمنع نشاط الجهاز المناعي من رفض العضو المزروع.
ومن بينها دواء “سيليست” الذي يصل ثمنه إلى نحو 700 دينار.
وفي هذا الجانب قال مدير مستشفى الكُلى بنغازي: إن هذا الدواء لم يكن متوفرا منذ ثلاث سنوات، لكن الحكومة الليبية في بنغازي بالتعاون مع جهاز الإمداد الطبي قامت بتوفيره.
وأضاف: “سيتم توزيعه على المرضى في مدينتي بنغازي والمرج وسيغطي احتياجات المرضى لمدة أربعة أشهر”.
افتتاح مراكز كُلى جديدة
وكشف الفسي أنه سيتم قريبا افتتاح مركزين لعلاج الكُلى في مدينة براك الشاطئ يتبعان فنيا إلى مركز خدمات الكُلى ببنغازي.
وقال: “يتم حاليا تجهيزهما بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الصحة بالحكومة الليبية”.
وأفاد الفسي، بأن المركزين سيرفعان المعاناة عن 70 مريضا في منطقة براك الشاطئ يترددون على مستشفى براك العام في وحدة غير صالحة للاستخدام نهائيا.
وصول أجهزة متطورة
كما كشف مدير عام مستشفى الكلى في بنغازي وصول أجهزة تصوير متطورة. وقال: “إن هذه الأجهزة الخاصة بالتصوير تدخل لأول مرة إلى مستشفى الهواري للكُلى”.
وأوضح، أن الأجهزة عبارة عن أجهزة تصوير ثابت يصل ثمنها إلى مليون دينار ليبي و3 أجهزة تصوير متحركة تعمل كمعمل تصوير وتحميض في نفس الوقت.
وتقول الدكتورة مروة محمد الحمدي المتخصصة في تركيب “قسطرة غسيل الكُلى” إن مركز الهواري هو الوحيد في ليبيا الذي يقوم بتركيب “قسطرة مؤقتة ودائمة” للمرضى.
وقسطرة الغسيل الكلوي هي قسطرة تستخدم لنقل الدم من وإلى جهاز غسيل الكُلى والمريض.
وأضافت في حديث لـ “الأنباء الليبية”: “قمنا بتركيب سبع قساطر دائمة خلال الأسبوع الماضي ولدينا عدة أطباء تخدير يقومون بتركيبها”.
وتابعت: “كما أننا قمنا بتدريب جميع الأطباء حتى تكون هناك جاهزية لأي طارئ خاصة وأن المراكز الأخرى لا تتوفر على أطباء مختصين في تركيب القسطرة الوريدية”.
وتقدم مراكز غسيل الكُلى في بنغازي خدماتها إلى نحو 600 مريض. ويرجع الأطباء الأسباب الرئيسة في ازدياد الحالات إلى الأمراض الوراثية ومرض السكري والضغط، إضافة إلى تعاطي المخدرات. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
– متابعة: أحلام الجبالي- حنان الحوتي
– تصوير: عبدالسلام الفيتوري