بنغازي 11 سبتمبر 2024 (الأنباء الليبية) -أثبت المجتمع المدني في ليبيا، قدرته على مواجهة الكوارث، حيث سارع إلى تقديم المساعدات الإنسانية لضحايا كارثة درنة، ورغم من قلة الاستعدادات، تمكنت المنظمات الإنسانية من تنسيق جهودها وتقديم الإغاثة اللازمة للمتضررين، مما يعكس دورها المحوري في المجتمع.
-آلية العمل الإغاثي
بعد مرور عام على هذه الكارثة المروعة، كان للأنباء الليبية هذا الحديث مع رئيسة المجلس التنفيذي لمنظمة المراقب الليبي لحقوق الإنسان فاطمة بوخضرة، التي أوضحت: العمل الإغاثي في أعقاب كارثة درنة بدأ بشكل عشوائي وغير منظم، وتواصلنا مع المنظمات في طرابلس والمدن الغربية،، مشيرة إلى أن بعض الجهات استغلت حالة الفوضى لسرقة مساعدات إغاثية، ولحل هذه المشكلة، شكلت غرفة عمليات مشتركة لتنسيق الجهود الإغاثية وتنظيمها.
وأضافت بوخضرة أن مدينة شحات كانت مركزا رئيسيا لتنظيم عمليات الإغاثة في درنة، حيث أسست غرفة عمليات مشتركة برئاسة الاستشاري هيثم الحاسي، وساهم هذا التنظيم في ضمان وصول المساعدات القادمة من الغرب الليبي إلى المتضررين بشكل سلس ومنظم.
-غرفة عمليات مشتركة
بينت أيضا أن غرفة العمليات المشتركة ضمت مجموعة متنوعة من الخبرات، بما في ذلك الأطباء والمتخصصين في الصحة النفسية، وشباب الهلال الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، حيث ساهمت هذه الخبرات في تحديد الاحتياجات الإغاثية بدقة، وتحديد النواقص في المناطق المتضررة من الأدوية والمعدات والمواد الغذائية، ثم أسلت هذه الطلبات إلى المنظمات في غرب ليبيا لتوفيرها وإرسالها، لتلبية الاحتياجات الفعلية للمتضررين.
-إجلاء النازحين
حول عمليات الإجلاء للنازحين أشارت بوخضرة إلى وجود أخطاء في عمليات إجلاء النازحين من درنة، حيث وضع العديد من العائلات في مناطق قريبة من البحر، مما تسبب في حالة من الخوف والاضطراب، خاصة لدى الأطفال في الليل، وعليه قامت المنظمات المعنية بنقل هذه العائلات إلى مناطق أكثر أمانا بعيدا عن البحر.
-تقديم الدعم النفسي للمتضررين
أضافت شكل فريق متخصص في الصحة النفسية، ودرب لتقديم الدعم النفسي للمتضررين بسبب الآثار النفسية السلبية التي خلفتها الكارثة، تحت اسم (التعافي النفسي)، برئاسة الدكتور خليفه الشركسي.
وأوضحت أيضا، بعد الكارثة، شكلت “هيئة الأزمات والكوارث” لتقديم الدعم النفسي للمتضررين من الكارثة.
ضمت الهيئة فريقا من الخبراء الليبيين، من مختلف مناطق ليبيا، وكانوا من درنة، وبنغازي، وسبها، وطرابلس، حيث تلقوا تدريبا متخصصا في تونس على أيدي خبراء كنديين في مجال الصحة النفسية، ويهدف هذا التدريب إلى تمكين أعضاء الهيئة من تقديم الدعم النفسي اللازم للمتضررين لمساعدتهم على تجاوز الصدمات النفسية والعواقب النفسية للكارثة.
– وضع خطط طوارئ شاملة
في ختام حديثها أشارت رئيسة المجلس التنفيذي لمنظمة المراقب الليبي لحقوق الإنسان فاطمة بوخضرة، أن كارثة درنة سلطت الضوء على أهمية الاستعداد للأزمات والكوارث في ليبيا.
ودعت إلى وضع خطط طوارئ شاملة، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وتفعيل نظام الإنذار المبكر، وتنفيذ برامج توعية مجتمعية حول مخاطر الكوارث الطبيعية وكيفية التعامل معها نفسيا.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.
-متابعة: أحلام الجبالي