درنة 11 سبتمبر 2024 (الأنباء الليبية) ـ ألحق إعصار “دانيال” المدمّر الذي ضرب بعض مناطق الشرق الليبي في 11 سبتمبر الماضي سنة 2023 م ، أضراراً جسيمة بأبرز معالم درنة، كذلك موقع شحات الأثري (قورينا)، الذي أضافته منظمة “اليونيسكو” إلى قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر.
رغم قساوة دانيال في حصد الأرواح والمباني والآثار، إلا أنه كشف في الوقت نفسه بقايا أثرية جديدة ظهرت مع جرف التربة والحجارة بالمنطقة.
دانيال يكشف بقايا أثرية ويدمر أخرى
وللحديث عن هذا التاريخ المهدد تواصلت مراسلة صحيفة الأنباء الليبية مع مراقب آثار شحات ودرنة التابع لها عادل بوفجرة وقال: إن حجم الدمار الذي حل بالمنطقة الشرقية وبالأخص مدينة درنة جراء الإعصار دانيال كارثي، إلا أنه أظهر معالم جديدة، وأخفى أخرى كانت موجودة ودمر العديد منها.
وبين بوفجرة، أن الفيضانات تسببت في إخراج قناة تعود للفترة الرومانية، وشكلها الهندسي، رهيب ومميز جداً، فهي قيمة استثنائية للمدينة من ناحية الموقع المسجل في “اليونسكو”.
وأضاف أن هناك معالما تأثرت بشكل مباشر بسبب دخول المياه السوداء “مياه الصرف الصحي” كنبع أبولو في المنطقة الأثرية شحات.
جهود مكثفة للمحافظة على الإرث الأثري
قال بوفجرة: إن أعمال بلدية شحات وشركة المياه والصرف الصحي قائمة إلى الآن؛ لمحاولة انقاذ الموقع.
وأوضح أن المسرح الروماني، ركبت به سواند لاتزال باقية إلى الآن؛ بسبب سقوط بعض أحجاره.
وبين أن هناك مجموعة من المرممين والباحثين الأثريين يقومون بإجراء المسوحات على بعض الأودية بالمنطقة.
مخاوف من تكرار الكارثة
وعبر بوفجرة عن خوفه من تكرار الظاهرة في نفس الموقع، فذلك عواقبه وخيمة على جميع الأصعدة.
وقال إن آلية عمل لجنة مراقبة الآثار جيدة، فعندما انغمرت المنطقة بالمياه استحدثوا قنوات جديدة لإخراج المياه من الموقع، واستفادوا من تشغيل قنوات سابقة لم يكن لها دور.
وبين بوفجرة أن أعمالهم بمدينة درنة جاءت مباشرة بعد عاصفة دانيال، وهذا الأمر شكل لهم بعض الانزعاج ؛ لأن حجم الكارثة كان كبيرا ولم يستطيعوا التواصل بالمدينة بشكل جيد، موضحا أنهم وثّقوا المواقع التي تم مسحها بشكل ممتاز.
وأشار أن المدينة القديمة في درنة يكفلها قانون الآثار ولكنها خاضعة لجهاز إدارة المدن القديمة والمواقع التاريخية بدرنة.
المدينة القديمة تاريخ يجب استعادته
قال مدير جهاز إدارة المدن التاريخية بدرنة هيثم المنصوري: إن نسبة الضرر بالمباني التاريخية 100%، إذ لا يوجد مبنى تاريخي قائم جراء الفيضانات.
وأشار إلى إمكانية استعادة المدينة القديمة إلى ما كانت عليه، وهو أدنى مستويات الحفظ.
وأوضح المنصوري أن هناك مساعي حثيثة من الجهاز لإعادة بعض المباني التاريخية.
وأجرى مناقشات مع منظمات دولية، ومن بينها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لدراسة كيفية استعادة المدينة القديمة والمساعدات المطلوبة حتى يتسنى لجهاز إدارة المدن التاريخية إعادتها.
وبين أن الجهاز أعدّ مخططات فنية لاستعادة هذه المعالم التاريخية، مشيرا أنه في الوقت الحالي تخضع بعض المباني للصيانة بشكل ممتاز.
درنة حضارة زاهرة
تعد مدينة درنة من ضمن المدن القديمة تعود بدايات هذه المدينة إلى الأسر المهاجرة والتي استقرت في شمال إفريقيا.
وتعاقبت على مدينة درنة عدة حكومات واحتلالات، تطورت المدينة القديمة بدرنة في العهد العثماني فهي مدينة تاريخية معروفة.
فقد تم إنشاء الجامع الكبير بالمدينة بأعمدة الآثار القديمة، على غرار ما حصل في عملية بناء أغلب المساجد القديمة في شمال أفريقيا، واستغرق بناء المسجد 12 عام.
ومن معالم المدينة مسجد الصحابة الذي بني سنة 1973م، وهو من أكبر المساجد في المنطقة الشرقية، بني بجوار مقبرة الصحابة في مكان المعركة التي استشهد فيها سبعون صحابياً، منهم (أبو منصور الفارسي وعبد الله بن بر القيسي وزهير بن قيس البلوي) .
وبيت درنة الثقافي وهو جمعية ثقافية تأسست سنة 1977م، وافتتحت رسميا في 11 يناير 1998م، وتتخذ الجمعية التي يلتقي فيها مثقفو درنة من إحدى الكنائس القديمة مقرا لها.
وقد كانت هذه الجمعية تنظم العديد من المهرجانات الثقافية في المسرح والرسم والشعر والموسيقى والسينما وغيرها من الفنون. (الأنباء الليبية ـ درنة) ك و
متابعة: نور الهدى العقوري