طرابلس 12 سبتمبر 2024(الأنباء الليبية) – أكد رئيس اللجنة التحضيرية للندوة حول الأزمات والكوارث الطبيعية ، يوسف النعاس، أن هذا اللقاء الذي استضافته مدينة طرابلس الأربعاء، تمحور حول لفت انتباه صناع القرار في ليبيا إلى أهمية بعث إطار مؤسسي للتنسيق بين الجهات المعنية في الرصد والتنبؤ والإنذار المبكر والمؤسسات القائمة على متابعة سياسات التعافي وجبر الضرر إلى جانب تلك المكلفة بالتنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار.
وأوضح النعاس في تصريح لصحيفة الأنباء الليبية اليوم الخميس، على خلفية إحياء الذكرى السنوية الأولى لنازلة إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة بشكل كارثي ومدن الجبل الأخضر بأضرار متفاوتة ليلة 10 إلى 11 سبتمبر 2023، أن الندوة استهدفت تسليط الضوء على دور السلطات التنفيذية في سرعة الاستجابة والتعامل مع الإعصار المدمر وضرورة إصدار قرار بتشكيل جسم مكلف بتنسيق العمل بين الجهات المعنية بالرصد والتنبؤ والاخلاء والانذار المبكر وسياسات التعافي.
وقال مدير عام مجلس التطوير الاقتصادي والاجتماعي، محمود الفطيسي، إن إحياء ذكرى إعصار دانيال الأليمة واستحضار الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات التي خلفها، والأضرار النفسية والبيئية التي تسبب فيها، دفع المجلس لأن يأخذ على عاتقه الاستعداد لمثل هذه الكوارث من خلال تبني استراتيجيات محددة.
وأوضح الفطيسي لصحيفة الأنباء الليبية أن المجلس يخطط من خلال هذه الندوة لإنشاء جهاز يتعامل مع الكوارث قبل وقوعها وخلالها وبعدها، مشيرا إلى أن ليبيا أصبحت، من خلال البحوث والدراسات العلمية الخاصة بتغير المناخ، في بؤرة التغيير المناخي العالمي الذي بدأ يؤثر في منطقة حوض البحر المتوسط والصحراء الكبرى.
واستطرد: ” لاحظنا الآن السيول التي تضرب الجنوب الليبي وفي مناطق تبيستي والحزام الصحراوي وارتفاع درجات الحرارة في منطقة البحر المتوسط”، وهي مؤشرات تستدعي، بحسب رأيه، من خلال هذه الندوة، التي جاءت أولا لإحياء الذكرى الأليمة لإعصار دانيال، وثانيا للتفاكر حول الاستعداد لما هو قادم، الخروج بالتوصية الأساسية بإنشاء جسم لإدارة الكوارث والأزمات.
وأوضحت عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة طرابلس، فوزية الككلي، أن مشاركتها في الندوة تتعلق بالجانب الاجتماعي لحالة السكان الذين فقدوا منازلهم جراء الفيضانات، مؤكدة ضرورة النظر باهتمام إلى الكيفية التي ستصبح عليها التركيبة الاجتماعية بعد الفيضان وكيف ستكون نفسية الأشخاص المتضررين الذين أصبحوا دون مأوى ونزحوا إلى بيئة أخرى غير بيئتهم وهل سيتم الاعمار الداخلي النفسي إلى جانب إعادة إعمار البنى التحتية.
وأكدت الككلي أن السكان هم الذين يمثلون الدور الأساسي على مسرح المدن، عند اتخاذ قرارات بإعادة إعمار المدن المنكوبة.
وشددت على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب للوصول إلى مخرج أساسي ومهم جداً يتمثل في إيجاد جسم في الدولة الليبية يتولى التنفيذ والتخطيط للوقاية من الأزمات والكوارث أثناء حدوثها تحديدا وليس بعدها، لأن بعدها، بحسب ما تراه، يأخذ وقتا طويلا وستكون الآثار الاجتماعية على السكان المنكوبين كبيرة وخطيرة.
وقالت إنها أعدت ورقة تبين كيف يمكن لجسم خاص بالتعامل مع الكوارث أن يستجيب وفق خطط مرنة للكوارث الطبيعية خاصة من الناحية الجغرافية.
يُذكر أن ليبيا أصبحت وفق تصنيف مركز الأرصاد الجوية ملونة باللون البرتقالي، وهو تنبيه متقدم يدل على تأثر منطقة ما بظاهرة جوية مع وجوب أخذ الحيطة والحذر، نتيجة التقلبات المناخية وهي عرضة للتصحر والفيضانات والسيول.
وتخلل الندوة عرض شريط وثائقي رصد كيفية التغيير المناخي فوق كوكب الأرض خلال الـ 37 عاما الماضية وعرض الساعات الأولى لإعصار دانيال في درنة واحصائيات الضحايا والمفقودين.
وتناولت الندوة بالبحث ورقات تمحورت حول التداعيات الاجتماعية والإنسانية لكارثة إعصار درنة والمناطق المجاورة، وورقة ركزت على كارثة درنة تحت عنوان “ولادة أزمة مركبة بجذور تاريخية”، للإشارة إلى تاريخ السيول والفيضانات التي شهدتها هذه المدينة. (الأنباء الليبية _ طرابلس)
متابعة وتصوير: أميرة التومي