بنغازي 21 سبتمبر 2024 (الأنباء الليبية) -نشأ المدرب الليبي صالح رحيل في مدينة بنغازي، حيث بدأ مسيرته الكروية في نادي التحدي الرياضي وهو في العاشرة من عمره، بعد تخرجه في الهندسة الكهربائية والحاسوب، واصل رحيل عطائه في الملاعب، متدرجا من لاعب إلى مدرب.
اشتهر رحيل البالغ من العمر 55 عاما، بقدرته على قيادة الفرق إلى الصعود إلى الدرجات الأعلى، مما أكسبه لقب “مدرب الصعود”، حيث حقق هذا الإنجاز مع العديد من الأندية الليبية، مما جعله أحد أبرز المدربين في البلاد.
بدأت رحلة رحيل مع كرة القدم في نادي التحدي، في الفترة من عام ( 1979 1980)، وظل له مكانة خاصة في قلبه، وفي حواره مع صحيفة الأنباء الليبية، تحدث رحيل عن مسيرته الحافلة بالإنجازات، مؤكدا على أهمية دور نادي التحدي في صقل موهبته كلاعب ومدرب.
-صالح رحيل يتحدث عن صعود خليج سرت
قال صالح: بداية أبارك لأهالي سرت، هذا الإنجاز الكبير، فهو جمهور يستحق الاحتفال بفريقه، يتميز بالوعي والشغف لكرة القدم، وعندما تسلمت تدريب خليج سرت في مرحلة الإياب، كان الفريق يواجه صعوبات كبيرة والتنافس شديد مع نادي نجوم بنغازي على المركز المؤهل للدور القادم، وفي المباريات الأربع الأخيرة، تمكنا من تحقيق نتائج إيجابية، حيث تحقق الفوز في مباراتين وتعادل في واحدة، مما أهل الفريق للصعود.
-صراع شرس
وصف صالح رحيل المنافسات في الدوري السباعي بأنها صراع شرس بين أقوى الأندية والفرق.
وأكد أن المدربين الوطنيين واللاعبين الليبيين هم من يقودون هذا الصراع بمهاراتهم وإصرارهم، مشيرا إلى أن قلة الإمكانيات وتحديات البنية التحتية تحد من تألق المدربين الليبيين بشكل أكبر.
-مغادرة الأندية
أكد صالح رحيل أن مغادرته للأندية التي حقق معها الصعود لم تكن قرارا شخصيا، بل كان بسبب عوامل خارجة عن إرادته، أن بعض الأندية كانت ترغب في استمراره، ولكن الظروف الإدارية المتغيرة وتوقف المسابقات في بعض المواسم أجبرته على الرحيل.
وأوضح أن بناء فريق قوي يتطلب استقرارا إداريا، وأن سوء الإدارة هو العائق الرئيسي أمام تقدم الكرة الليبية، مشيرا إلى أن تجربته مع نادي الصقور عام 2019، حيث كان على بعد نقطتين فقط من الصعود قبل توقف الدوري، مؤكدا أهمية الاستقرار في تحقيق النجاح، والبقاء مع النادي على الأقل لمدة ثلاث سنوات.
-مرحلة صعبة
يشهد نادي التحدي فترة صعبة حاليا، ووصفها المدرب السابق صالح رحيل بأنها خريف النادي، ويرى رحيل أن إبعاد بعض الشخصيات التي تعرف النادي جيدا هو السبب الرئيسي لهذه الأزمة.
ومع ذلك، يؤكد ثقته في عودة النادي إلى سابق عهده، داعيا جميع أبناء النادي إلى التكاتف والعمل معا وتجاوز الخلافات، ويشير إلى أنه على الرغم من حبه الشديد للنادي، إلا أنه قرر الابتعاد عن التدريب فيه، متمنيا لأبناء النادي المخلصين كل التوفيق في إعادة الفهود إلى القمة.
-كفاءة المدرب الوطني
أشاد المدرب صالح رحيل بكفاءة المدربين الوطنيين في كرة القدم الليبية، مشيرا إلى أن العديد من البطولات المحلية، ومنها الدوري الممتاز على يد فوزي العيساوي ، وتتويج الاتحاد بطلا للدوري بقيادة المدرب الحمادي.
ويرى رحيل أن نجاح المدرب الوطني مرتبط بتوفير الظروف الملائمة له، مثل توفير معسكرات تدريبية مناسبة وبنية تحتية جيدة، مؤكدا أن عدم الاستقرار في المعسكرات يؤثر سلبا على أداء اللاعبين والمدربين.
وبناءً على ذلك، يمكن القول إن المدرب الوطني قادر على تحقيق نتائج إيجابية، شريطة توفير الدعم اللازم له، ولا يوجد ما يبرر الاعتماد بشكل كبير على المدربين الأجانب.
-أسباب التوقف
أعلن رحيل أنه لن يستمر في تدريب نادي خليج سرت بعد نجاحه في الصعود بالفريق إلى الدوري الليبي الممتاز، ويرجع قرار رحيل إلى عدة أسباب، منها:
تفرق اللاعبين بعد الصعود، حيث انتقل العديد من اللاعبين إلى أندية أخرى، مما صعّب مهمة بناء فريق متجانس وقادر على المنافسة في الدوري الممتاز، كذلك ضيق الوقت، والفترة المتاحة بين نهاية الموسم والصعود كانت قصيرة جدا، مما لم يسمح للمدرب بإعداد الفريق بشكل جيد للموسم الجديد.
وأشار أيضا إلى مشكلة التعاقدات، حيث يعاني النادي من صعوبات في التعاقد مع لاعبين جدد بسبب ارتفاع أسعار اللاعبين، وعدم قدرة الأندية على توفير العروض المالية المناسبة.
كما نوه إلى أن هناك مشكلة حقيقية في انضباط اللاعب الليبي، حيث يعاني العديد من اللاعبين من قلة الالتزام بالتعليمات وعدم الاهتمام بالتغذية والنوم، وهي أمور أساسية لتحقيق النجاح في كرة القدم.
مقارنة باللاعب الأجنبي الذي يلتزم بشكل كبير بالتعليمات والانضباط في كل الأمور الصغيرة والكبيرة.
ويرى رحيل أن هذه الأسباب مجتمعة تجعل مهمة المدرب في الدوري الليبي الممتاز أكثر صعوبة، خاصة وأن النادي بحاجة إلى فترة زمنية أطول لبناء فريق قوي ومتجانس قادر على المنافسة.
– دوري الناشئين
يعزى نجاح صالح رحيل وتحقيقه لجائزة أفضل مدرب مرتين في الدوري الليبي إلى عدة عوامل، حيث بدأت رحلته التدريبية بعد إصابة أبعدته عن الملاعب لمدة ستة أشهر، وكانت البداية في عام 2004 عندما تولى تدريب نادي المدينة في منطقة قريش، حيث ولد لديه شغف التدريب.
و كان رحيل قد شارك في دوري الناشئين بالاتحاد الفرعي لكرة القدم قبل أن يعود مجددا للعب مع نادي التحدي، وتلقى لاحقا دعوة من الأستاذ مصطفى عبد الهادي لتدريب فريق، ولكن الظروف حالت دون ذلك في ذلك الوقت.
-نقطة تحول
يُعتبر تعيين صالح رحيل مدربا مساعدا في نادي التحدي تحت قيادة المدرب عيسى مخلوف، والذي كان مدربه في فئات الناشئين، نقطة تحول في مسيرته التدريبية.
ومنذ ذلك الحين، بدأ رحيل مسيرته التدريبية الرسمية، تدرج رحيل في المناصب التدريبية داخل نادي التحدي، حيث عمل مديرا لقطاع الناشئين ثم مدربا أول، ومع ذلك، توقفت مسيرته لفترة بسبب وفاة والده والأحداث التي شهدتها البلاد عام 2011.
وبعد عودته إلى التدريب، تولى رحيل تدريب نادي الطيران ببنينا، حيث نجح في بناء فريق أول قوي والصعود به إلى الدرجة الأعلى، ثم انتقل لتدريب نادي النجمة، ليعود بعدها إلى نادي التحدي.
وساهمت هذه السلسلة المتواصلة من التجارب التدريبية، بدءا من نادي التحدي وصولا إلى أندية أخرى، ساهمت بشكل كبير في صقل خبرات رحيل وتطوير مهاراته التدريبية، مما جعله واحدا من أبرز المدربين في ليبيا.
-تحديات
أكد رحيل أن فترة تدريبه لنادي التحدي كانت حافلة بالتحديات والإنجازات، فقد تمكن، رغم الإمكانيات المحدودة للنادي، من قيادة الفريق للمشاركة في البطولة الأفريقية، وبالرغم من أن النادي لم يكن يملك ملعبا خاصًا وميزانية محدودة، إلا أن الإصرار والعزيمة وحب التحدي دفعا الفريق لتحقيق هذا الإنجاز الكبير.
وفي الختام يرى رحيل أن هذه الإنجازات لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة لجهود مضنية ومثابرة مستمرة في مجال التدريب، وسعى دائما إلى تطوير نفسه والكرة الليبية، ورفع شأن المدرب الوطني.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.
-حوار: عبدالسلام المشيطي
-تصوير: عبدالسلام الفيتوري