بنغازي 03 أكتوبر 2024 (الأنباء الليبية) ـ أكثر من نصف قرن على تأسيس جمعية بيوت الشباب الليبية إذ تهدف الجمعية إلى توفير بيئات سكنية مناسبة للشباب عبر 58 بيتا موزعة في مختلف أنحاء ليبيا.
وتقدم هذه البيوت أماكن إقامة بسيطة مع صالات نوم مشتركة وبأسعار رمزية، ما يسهل تلاقي الشباب من جنسيات وثقافات متنوعة، ويشجعهم على السفر والتفاعل مع بعضهم البعض.
أهداف الجمعية
وعن أهداف الجمعية، أفاد مدير مكتب شؤون العضوية، محمد عثمان أحسنة، في حديث لـ “صحيفة الأنباء الليبية” بأن الهدف الأكبر للجمعية هو تعزيز السياحة الشبابية سواء كانت داخلية أو خارجية.
وأضاف، كما أنها تركز على صقل مواهب الشباب وتنمية قدراتهم، ونشر روح المبادرة والابتكار، مشيرًا إلى أن تحقيق هذه الأهداف من خلال مجموعة متكاملة من الأنشطة السياحية والثقافية والتدريبية والاجتماعية.
وأوضح أحسنة، أن من أبرزها المشروع الوطني “روافع”، والذي يهدف إلى تدريب الشباب في مجالات متعددة ويشمل فئات مستهدفة مختلفة، مثل المتفوقين والشعراء والروبوتات، وغيرها.
وقال إن المخيم الوطني الصيفي “طموح” يوفر تجربة تعليمية وتثقيفية للشباب، ويعمل على تعزيز روح الفريق والعمل الجماعي.
عمل الجمعية أثناء الأزمات الإنسانية
وحول دور جمعية الشباب الليبية أثناء الأزمات، تحدث أحسنة بأن للجمعية خلال فترات الحروب والنزاعات دور بارز في دعم المجتمعات المتضررة.
وأشار إلى أن بيوت الشباب استقبلت العديد من الأسر النازحة، وقامت بتشكيل لجان للمساعدة في حالات الطوارئ والكوارث، مبينًا أن أبرزها لجنة الإسناد الإيوائي والإغاثي والدعم النفسي، والتي تم تشكيلها لمساعدة الأسر المتضررة، مثل تلك التي تأثرت بالسيول في مدينة درنة.
نظام العضوية
تعتمد الجمعية نظام عضوية فريد يعتمد على برنامج المشاركة، حيث يمكن للأشخاص من الجنسين التسجيل والمشاركة في الأنشطة والبرامج التي تنظمها الجمعية، حيث أوضح أحسنة أن “نظام العضوية يتيح للأعضاء الحصول على تخفيضات عند الإقامة في بيوت الشباب، ويتطلب المشاركة الفعلية في البرامج الوطنية، بعدما كان يعتمد على بطاقات العضوية”.
ملتقى روافع للحرفيين
واختتمت الجمعية مؤخرًا فعاليات ملتقى “روافع” للحرفيين، الذي يعد النسخة الثانية عشرة من المشروع الوطني “روافع”. وقد شهد الملتقى مشاركة حوالي 60 شابًا وشابة من مختلف المدن الليبية.
وتضمن الملتقى ورش عمل ومحاضرات متنوعة بإشراف طاقم من حركة بيوت الشباب، ما ساهم في تطوير المهارات العملية للمشاركين.
عضوية الاتحاد الدولي
وفي 26 سبتمبر 2024، حصلت الجمعية على عضوية أمناء الاتحاد الدولي لبيوت الشباب، والذي يضم جمعيات بيوت الشباب من جميع أنحاء العالم.
واعتبر الدكتور عبد السلام المختار العربي، المدير التنفيذي للجمعية، في حديث لـ “صحيفة الأنباء الليبية” أن هذا الفوز يعكس استقرار ليبيا ويعزز مكانة الجمعية على الساحة الدولية.
وتمّت إعادة انتخاب الجمعية كعضو في مجلس الأمناء خلال المؤتمر العام الخامس والخمسين للاتحاد في برلين، ما يؤكد على الجهود المبذولة في تعزيز التعاون الدول، وفق ما قاله العربي.
التطلعات المستقبلية
وتسعى جمعية بيوت الشباب الليبية في الفترة المقبلة إلى توسيع علاقاتها مع باقي الجمعيات في الدول الأعضاء بالاتحاد، وخلق شراكات لتبادل الأنشطة والبرامج الشبابية.
وأضاف العربي، أن الجمعية انتخبت كعضو بمجلس الأمناء في العام 2022، وذلك بالمؤتمر العام الـ54 للاتحاد الدولي، والذي أقيم بالعاصمة القطرية الدوحة، مشيرًا إلى أن ما حصل في هذا العام هو إعادة انتخابنا وتجديد منح الثقة لنا.
واعتبر العربي، أن هذه الخطوة انتصارا هاما للدولة لليبية والدبلوماسية الشبابية الليبية، وهي مؤشّر للدول والمنظمات بوجود الاستقرار في الدولة، مشيرًا إلى قدرتهم على لعب دور دولي هام واكتساب ثقة شركائهم الدوليين.
وتحدث العربي عن حصول الجمعية على نسبة تفوق الـ 80% من الأصوات، مشيرًا إلى أنها خطوة تعزز من مكانة جمعية بيوت الشباب الليبية بين المنظمات الدولية، ويعكس الدور الذي تقوم به إقليميا وعربيا ودوليا.
وأضاف المدير التنفيذي لجمعية بيوت الشباب الليبية، أن هذه الخطوة تعكس النقلة النوعية الكبيرة في مستوى إعادة تأهيل بيوت الشباب الليبية، وفقاً لمعايير الجودة الدوليّة التي تحققت على مستويات الخدمات والمرافق والموارد البشرية.
الأهداف المستقبلية
وتتطلع الجمعية في الفترة المقبلة لتوسيع علاقاتها مع جمعيات بيوت الشباب من الدول الأعضاء بالاتحاد والتوأمة معها لإقامة مختلف المناشط والبرامج الشبابيـة الدوليّة داخل ليبيا وخارجها ونشر ثقافة بيوت الشباب والتعريف بها، وفق حديث العربي.
وقال، “لعلّ من أهم الأمور التي عملنا عليها خلال الفترة السابقة هي اعتماد اللغة العربيّة كلغة أساسية للاتحاد الدولي في جميع المراسلات والاجتماعات الرسمية”.
يشار إلى أن انخراط ليبيا في المنظمات الدولية والاعتراف بنشاطاتها التوعوية والتثقيفية وحصولها على عضوية في اتحادات عالمية هي شهادة من العالم بأنها دولة تنعم بالاستقرار الأمني والاجتماعي وكل ذلك بفضل الجيش الوطني الذي فرض الأمن والأمان، ما جعلها تعود على الخارطة المجتمعية الدولية. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
متابعة: أحلام الجبالي