زلة 18 أكتوبر 2024 (الأنباء الليبية) _ اختتمت مدينة زلة أمس الخميس فعاليات مهرجان الشعر والقصة في نسخته الــ 11 بعد توقفه لــ 14 عاماً، بعد استمراره لثلاثة أيام، بمشاركة 60 شخصاً مابين شاعر وقاصاً وفناناً تشكيلياً.
قال عضو اللجنة الإعلامية والمصور الفوتوغرافي للمهرجان صالح أجميل لصحيفة الأنباء الليبية، أن حفل الاختتام جرى على مسرح كلية الهندسة النفطية، وبدأ بكلمة من رئيس الدورة أعلن فيها عن الاستعداد للدورة الثانية عشر، مشيدًا بنجاح فعاليات هذا المهرجان.
وتابع أجميل، من أبرز النشاطات التي عايشوها زوار المهرجان، هو القيام بجولة للغابة المتحجرة الكائنة في عين بلقاسم بالقرب من مدرسة مختار بن علي، والتي تعد معلم من معالم المنطقة، فالغابة المتحجرة معلم جيولوجي غاية في الأهمية والبحث والاستكشاف، وترتفع عن سطح البحر ب 248 مترا، ودرجة الحرارة بلغت عندها 25 درجة مئوية وحالة الطقس مستقرة مع وجود لحركة الرياح الخفيفة.
وأضاف، تلاحظ سطح هذه القطعة من الأرض مغطى بالبقايا المتحجرة، تكونت منذ ملايين السنين، ولكن لا يوجد تاريخ يوثق العثور عليها، فبفضل التغييرات الجوية التي حدثت في الأرض تم اكتشافها.
وأوضح أجميل، عالميا يفسر العلماء كيفية تكون هذه الغابات المتحجرة بفعل مستويات الضغط ودرجات الحرارة الآخذة في الارتفاع، تحولت الأشجار والرمال التي تغمرها إلى أحجار وبعد مرور سنوات طويلة، مبينا أن عمليات الرفع الجيولوجي (التكتوني) أدت إلى إعادة هذه الأشجار المتحجرة من جديد إلى سطح الأرض، كما أزالت عمليات التعرية كل الرواسب الموجودة فوقها، لتكشف عن حفريات ضخمة وبديعة”.
واسترسل، هذه الغابات تكمن أهميتها من ناحية إمكانية استغلالها إلى معلم سياحي لمدينة زلة لدى العديد من محبى الطبيعة. متمثلة في حفريات الأشجار المتحجرة، النباتات القديمة وهي مثال رائع للغاية في تمثيلها للمواد العضوية الأصلية، الخشب المتحجر معظمها من أشجار السنط والنباتات الرعوية، والشجيرات الموجودة في هذه المنطقة والتي كانت تتمتع بالغطاء النباتي والشجري الكثيف يرجع إلى كمية الهطول المطري في هذا التنوع.
وترجع الأهمية الجيولوجية لهذه الغابة إلى البحث والتحليل لطلبة علوم الأرض لاكتشاف المزيد من أسرارها الجيولوجيا.
الجدير بالذكر أن مدينة زلة الليبية تقع على بعد 750 كيلو متر إلى الجنوب الشرقي لمدينة طرابلس 640 كيلومتر جنوب غرب بنغازي، ويربطها طريق معبد بطول 164كم مع مدينة ودان وأخر بطول 225 كم مع مدينة مرادة وهي ضمن منطقة الجفرة.
– معالمها الأثرية
قلعة زلة الأثرية وهي البؤورة التي نشأت منها المدينة، منطقة مدوين هي واحة قديمة جدا تتميز بوفرة المياه، رأس إمحيريق وراس البقرة الذي توجد بهما بقايا معمارية ربما تكون رومانية، سلسلة جبال الهاروج التي تتنوع التضاريس بها حيث توجد في أعالي بعض جبالها فتحات بركانية لا زالت تخرج منها الأبخرة الساخنة، واحة ترزة وهي عبارة عن غابات من النخيل التي أنشأت على المياة الجوفية القريبة، واحة تاقرفت والتي جرت على أرضها معركة تاقرفت الشهيرة بين المجاهدين الليبين وجنود العدوان الإيطالي وبها قلعة جميلة ونصب تذكاري يخلد ذكرى المعركة، واحة أم الغزلان وهي تتكون من غابات النخيل التي كانت تمثل مصدر الغذاء للسكان.
– أصل تسميتها
سميت زاله أو زالها أو زلال واستقرت التسمية الأخيرة زلة بهذا الإسم نسبة إلى منطقة عين زالة بالعراق، حيث يبدو أن أحد الفاتحين الأوائل كان من تلك المنطقة العراقية وتوجد واحة نخيل في جنوب زلة حاليا تسمى عين زالة، كما تم تسمية مدن الأندلس بأسماء مدن الشام علما بأن واحة زلة تشبه عين زالة بالعراق إلى حد بعيد.
ومصادر أخرى تقول أن هذا الإسم جاء نتيجة تطورات عديدة من عين زلال وذكرت في كتب التاريخ زلهي وذكرت زالي ومن الصدفة أن يكون معني زلة في أحد مجامع اللغة يعني (طعام_الكرامة) وهذا الإسم يعكس الكرم الذي يمتاز به سكان هذه المنطقة. كما جاء في كتاب فقه اللغة للامام أبي منصور الثعالبي صفحة 266.
وتتميز زلة بأعراسها الشعبية وتزخر بمقتنياتها الشعبية، ويوجد بها العديد من الأعشاب التي تستخدم في الطب الشعبي كالشيح والمتنان والجدارى والزعتر الحلبة، ويوجد بها مهرجان سنوي يعرف بالقنقة بعد موسم جنى (التمور) ويستمر ثلاثة أيام، كما يوجد بها أيضاً مهرجان يعرف (بمهرجان زلة للشعر والقصة) ومدته أيضاً ثلال أيام. (الأنباء الليبية _ زلة) هــ ع
متابعة: فاطمة الورفلي