وادي الحياة 19 أكتوبر 2024 (الأنباء الليبية)- أجرت صحيفة “الأنباء الليبية” مقابلة مع ضياء الصالحين تامر، الطالب بكلية الطب البشري في جامعة الزنتان، والذي يبلغ من العمر 23 عامًا ويقيم في محلة قراقرة ببلدية وادي الحياة.. ضياء تمكن من تصنيع كحول طبي محلي الصنع بعد حصوله على اعتماد الجهات المختصة.
ما الذي دفعك إلى التفكير في تصنيع الكحول الطبي؟
دفعني لتصنيع الكحول الطبي النقص الحاد في هذه المادة خلال جائحة كورونا، حيث كانت الكحول الطبية مادة ضرورية للتعقيم في مواجهة الفيروس. لاحظت أن هناك استغلالًا في الأسعار، مما دفعني إلى التفكير في كيفية إنتاج هذا المنتج محليًا.
كيف كانت بدايتك في هذا المشروع؟
البداية كانت بوضع خطة عمل مع زميلتي “عائشة تامر”، حيث استخدمنا بعض الأدوات المتوفرة في معمل العلوم بمدرسة قراقرة الثانوية. لاحقًا، انتقلت إلى مختبر الأستاذة “فتحية قرين”، حيث قضيت ثلاثة أشهر في التجارب حتى وصلت إلى تركيبة خاصة بالكحول الطبي.
كيف كانت تجربتك مع الجهات المختصة؟
هل واجهت تحديات في اعتماد المنتج؟ بعد تجهيز التركيبة، أرسلت عينات إلى مركز الرقابة على الأدوية في طرابلس، وحصلت على الموافقة الرسمية. من هنا بدأت بتصنيعه تحت اسم “تامر للصناعات الدوائية”.
ما الفوائد التي يمكن جنيها من تصنيع المنتج محليًا؟
الفائدة الأساسية هي أن المنتج ليبي بالكامل، مما يوفر على الدولة تكاليف الاستيراد. الكحول الطبي مادة استهلاكية لا يمكن الاستغناء عنها، وبالتالي تصنيعها محليًا يوفر الأموال. الأسعار التي طرحتها كانت مناسبة، وتزايدت الطلبات من الصيدليات والعيادات، ولكن بسبب محدودية الإمكانيات لم أتمكن من تلبية كل الطلبات.
راج منتجك على الميديا لفترة، هل فتح لك ذلك أبوابًا جديدة؟ بعد انتشار الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي، حصلت على عدة فرص. تم تكريمي في بغداد خلال فعاليات العاصمة الشبابية الأولى في عام 2022، وفي سلطنة عمان في ملتقى الموهوبين والمخترعين العرب في عام 2023. تلقيت تكريمات من مؤسسات دولية، لكن قلة الدعم اللوجستي كانت عائقًا في بعض الفرص.
هل لديك مشاريع أخرى غير الكحول الطبي؟
نعم، أعمل حاليًا على بحث لإنتاج مصل عقرب ليبي، ووصلت إلى 60% من المشروع. ليبيا لديها إمكانيات كبيرة لمثل هذه المشاريع، لكن ينقصنا الدعم.
ما هي التحديات التي تواجهك حاليًا؟
أكبر تحدٍ هو نقص الموارد، فأنا طالب في الطب ولا أملك الإمكانيات اللازمة لتوفير مبنى ومعدات لتصنيع الأمصال. لدينا العقول الليبية المبدعة، لكننا بحاجة إلى دعم حقيقي للاستثمار في هذه العقول.
ما هو دور التعليم في تعزيز الابتكار؟
التعليم هو الأساس. المراكز التعليمية ومعامل العلوم بحاجة إلى دعم وتطوير مستمر. يجب تحديث الأدوات والتقنيات لمواكبة التطورات العالمية، ودعم مراكز الأبحاث في المؤسسات التعليمية يعد استثمارًا حقيقيًا في مستقبل البلاد.
ما هي رسالتك للشباب الليبي؟
الشباب يمثلون مستقبل ليبيا. الطب ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة إنسانية لتحسين حياة الناس. التحديات كبيرة، لكن الفرص أكبر. كونوا مستعدين دائمًا للتعلم والتطوير، وكونوا جزءًا من الحلول في مجتمعاتكم. (الأنباء الليبية) ص و
-حاوره: عبدالسلام المشيطي