روما 08 فبراير 2017 (وال)- تزايدت مخاوف أوروبية من زيادة نفوذ موسكو مع المحاولات الإيطالية لتقريب روسيا من الصراع الدائر في ليبيا، في البلد الذي مزقته الحرب على مدار السنوات الست الماضية .
وتستنجد روما بموسكو؛ لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا عبر البوابة الليبية، رغم تحذيرات من حلفائها الأوروبيين بشأن تطلعات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن .
وتعكس تصريحات حديثة لنائب وزير الخارجية الإيطالي ماريو جيرو، أن إيطاليا تُدير ظهرها لقارتها وتحاول التقارب مع الدبّ الروسي في مواجهة المحاولات الغربية لإيجاد موطئ قدم لها في ليبيا الغنية بالنفط .
وقال جيرو : “إيطاليا دائماً لديها علاقات قوية بروسيا، والآن نحن نريد ليبيا آمنة ومتوحدة، وسنكون سعداء إن أرادت روسيا ذلك أيضاً ” .
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الحكومة الإيطالي باولو جنتيلوني نظيرته البريطانية تريزا ماي الخميس في لندن، لمناقشة دور أكبر لروسيا في ليبيا، بحسب تقرير نشرته صحيفة “تايمز” البريطانية .
وبالنظر إلى الطموح البريطاني في ليبيا، تُبرز أهمية لقاء جنتيلوني وماي، علماً أن لندن هي الداعم الأبرز لجهود إيطاليا في إغلاق باب الهجرة من ليبيا إلى أوروبا، بعد وصول أكثر من 180 ألف مهاجراً إلى القارة في عام 2016 من الأراضي الليبية فقط .
لكن ما يقلق عدداً من الدول الأوروبية، أن يؤدي التدخل الروسي في ليبيا إلى مزيد من الدعم للجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد، على حساب الحكومة الوفاق المقترحة والتي لم تنال ثقة البرلمان والتي تحظى بدعم من الغرب .
من جهة أخرى، حذّر رئيس وزراء مالطا جوزيف ماسكات الأسبوع الماضي، من أن “الموقف يزداد تعقداً” بدخول روسيا إلى حلبة الصراع الليبي، فيما أبدى وزير الخارجية المالطي جورج فيلا قلقه من “الطمع الروسي”، قائلا : “نحن جميعاً نعلم الأحلام الروسية بامتلاك قاعدة في البحر المتوسط” .
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية ما قالته تقارير صحفية إيطالية بأن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر قد اتفق مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على تأسيس قاعدتين عسكريتين لروسيا شرقي ليبيا .
لكن روسيا لن تلعب وحدها على الساحة الليبية، إذ يبدو أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، ستميل ناحية الجيش الوطني الليبي في مواجهة حكومة السراج المقترحة، بسبب ضمها لميليشيات متشددة، مما يضيف المزيد من القلق الأوروبي .
وذكرت صحيفة “تايمز” البريطانية أن موسكو تحرص دائماً على إظهار حيادها تجاه الأزمة الليبية، والأسبوع الماضي قالت الخارجية الروسية إن الكرملين يقود “عملا دؤوباً مع طرفي القوة في ليبيا” . (وال- روما) ر ت