بنغازي 27 أكتوبر 2024 (الأنباء الليبية)- أثار قرار لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) باعتبار المنتخب الليبي خاسرًا بنتيجة 3-0 أمام نيجيريا، بالإضافة إلى فرض غرامة مالية قدرها 50 ألف دولار أمريكي، موجة من الغضب والاستياء في الشارع الرياضي الليبي، وفي جولة قامت بها صحيفة الأنباء الليبية، عبر الجمهور عن رفضه للقرار، مشيرين إلى ما وصفوه بالظلم الذي تعرض له المنتخب الليبي أثناء مباراة الذهاب في نيجيريا. كما عبّر المشجعون واللاعبون والإعلاميون عن استنكارهم لما وصفوه بضعف أداء الاتحاد الليبي لكرة القدم في هذه الأزمة.
انتقادات حادة لقرار الكاف وسط غضب الشارع الرياضي الليبي
صرّح سالم الدينالي، أحد منتسبي رابطة مشجعي نادي النصر، أن المنتخب الليبي تعرض لمعاملة غير لائقة في نيجيريا، ما أثّر سلبًا على نفسيات اللاعبين وأدى إلى خسارة المباراة. وأكد الدينالي أن الكاف تجاهل هذه المعاناة، وأن القرار لم يكن صائبًا نظرًا للفرق الواضح في الظروف بين استقبال المنتخبين.
استياء من عدم توثيق الاتحاد الليبي للأحداث بشكل كافٍ
قال عبدالله زيو، اللاعب الدولي السابق بنادي الهلال بنغازي، إن الاتحاد الليبي لكرة القدم لم يكن قويًا بما يكفي لحماية حقوق المنتخب، مشيرًا إلى أن بعثة المنتخب لم تقدم أدلة موثقة تثبت الإساءة التي تعرضت لها في نيجيريا، ما أسفر عن صدور هذا القرار المجحف.
انتقادات لأداء الكاف وتقييم مزدوج للمعاملة بين المنتخبين
ومن داخل المعقل التاريخي لنادي الأهلي بمنطقة الزيتونة، عبّر فهمي المنفي، عضو الجمعية العمومية لنادي الأهلي، عن عدم رضا الجمهور الرياضي عن قرار الكاف، مشيرًا إلى أن المعاملة التي تلقاها المنتخب الليبي في نيجيريا كانت قاسية مقارنةً بالظروف التي واجهت بعثة المنتخب النيجيري في ليبيا. ووصف القرار بأنه غير منصف ومتحيز.
مشجعو نادي الأهلي يفقدون الثقة في الكاف ويطالبون بالمزيد من الشفافية
صرح علي عمارة الفيتوري، مشجع لنادي الأهلي، بأن القرار الأخير يعزز الشكوك حول شفافية الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، مؤكدًا أن الجمهور الليبي فقد ثقته في قرارات الكاف. وذكر أن البعثة الليبية وثقت الإساءة التي تعرضت لها من خلال الصور والفيديوهات، ومع ذلك لم يُنظر إليها بجدية.
تراجع الكرة الليبية والاتجاه إلى الإصلاح من خلال الاستفادة من تجارب دولية
أشار الإعلامي عبدالرحيم نجم إلى ضرورة إعادة النظر في وضع كرة القدم الليبية من حيث البنية التحتية وهيكلية الأندية، مستشهدًا بتجارب دول الخليج في تطوير كرة القدم من خلال الاستعانة بالخبرات العالمية. وأكد أن غياب التطوير في الكرة الليبية سيسبب استمرار التخبط الحالي.
تحميل المسؤولية للاتحاد الليبي على المستوى الإداري والإعلامي
اعتبر الصحفي نور الدين المشاي أن الأزمة كانت نتيجة ضعف الأداء الإداري والإعلامي للاتحاد الليبي لكرة القدم، الذي تأخر في تقديم الشكوى. وأوضح المشاي أن الاتحاد الليبي يفتقر لإعلام حر وقوي للدفاع عن حقوق الأندية الليبية، وهو ما أسهم في ضعف موقفه أمام الكاف.
من جانبه عبر معتز طلوبة، أحد مشجعي نادي الهلال بنغازي، عن استيائه من قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) الذي يعكس ضعف الاتحاد العام الليبي لكرة القدم، حيث لم يتخذ أي إجراء بعد ما حدث في المباراة الأولى من تهديدات وخوف للاعبي المنتخب.
ومن جهة أخرى، أعرب لاعب نادي التحدي، أحمد مرسال، عن أسفه للقرار الذي اتخذته الكاف، مشيراً إلى تأثيره السلبي على المنتخب الليبي. ورأى مرسال أن من الحلول الممكنة لمواجهة هذه القرارات غير المنصفة هو استشارة الاتحادات الشقيقة، مثل الاتحاد المصري والتونسي والمغربي، للاستفادة من تجاربهم في كيفية ردع مثل هذه القرارات.
وفي السياق ذاته، أشار اللاعب الدولي أحمد الفلاح إلى أن العقوبات التي فرضها الكاف على المنتخب الليبي تتحمل مسؤوليتها اتحاد الكرة الليبي، مشدداً على أن الاتحاد فشل في إدارة الأزمة ولم يقدم أي احتجاج، رغم أن بعثة المنتخب قد وثقت كل ما حدث بالصور والفيديو.
من جانبه أشار الحارس السابق لنادي الهلال بنغازي، أيوب الحاسي، إلى أن العقوبات المفروضة على أنديتنا المحلية ومنتخباتنا الوطنية خلال المشاركات الخارجية ليست جديدة.
وأكد الحاسي أن هذه الظاهرة تحدث أمام أعين الجميع دون أي تحرك من الجهات المعنية لاستعادة الحقوق الكاملة والعادلة.
وأوضح الحاسي أن الجميع يدرك أن الأندية والمنتخبات الوطنية تتعرض لظلم شديد وقرارات غير مدروسة تهدف إلى تهميش الرياضة الليبية.
وأكد الحاسي أن نتائج هذه القرارات تعكس ضعف المنظومة الإدارية والأساسية في الاتحاد الليبي لكرة القدم، مقارنة بالمنتخبات الأفريقية والعربية التي تتمتع بصوت مسموع في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
الشارع الليبي يجتمع على استنكار القرار ومطالبات بإصلاحات جذرية
عكست ردود أفعال المشجعين واللاعبين والإعلاميين الليبيين حالة من الغضب تجاه قرار الكاف الأخير. ورغم استنكار الشارع الرياضي، حمّل العديد منهم الاتحاد العام الليبي لكرة القدم المسؤولية عن التقصير في توثيق الأحداث بشكل كافٍ وإدارة الأزمة بطريقة ناجحة، داعين إلى ضرورة الإصلاحات لتفادي تكرار مثل هذه الأزمة في المستقبل. (الأنباء الليبية) ص و
متابعة: عبدالسلام المشيطي – مصطفى بوغرارة
تصوير: ناصر الحاسي