بنغازي 28 أكتوبر 2024 (الأنباء الليبية) _ يُمثل الجانب النفسي للإنسان عامل مهم في تسيير حياته الاعتيادية أو العملية، وتزداد أهميته عندما يتعلق الأمر بالظواهر المُنتشرة في مجتمعاتنا والتي تؤثر بشكل خطير فيه، ومن بينها ظاهرة تعاطي المخدرات وإدمانه بل يصل لدرجة المُتاجرة فيه واتخاذه مصدر دخل غير مشروع.
صحيفة الأنباء الليبية تطرقت لدور العامل النفسي في توجه الشخص للإدمان، والتقت الطبيب النفسي فرج نجم الذي أوضح، أن بداية التعاطي يكون نتيجة للصدمات النفسية والعاطفية والفقدان، رغم معرفته بخطورتها ولكن بسبب الصدمة أو فقدان شخص عزيز أو حتى في المناسبات الاجتماعية يتجه الشخص الضعيف للتعاطي لنسيان ما يمر به.
وأضاف، هناك مراحل للتعاطي البداية تكون تجريبية ثم مرحلة الجينات الوراثية مثل تعطى الأم أو الأب وهي أحد أسباب المشاكل العقلية لدى الأطفال مثل الاكتئاب والقلق والتشتت واضطراب السلوك والانطوائية.
_ ظروف المتعاطيين
وتابع نجم، أن المتعاطي يحتاج إلى كثير من الأموال، لأنه مُدمن فيُنفق على مايتعاطيه أكثر من توفير قوت أهله، وهنا تنشئ المشاكل الأسرية.
_ مراحل العلاج
وبين نجم أن علاج الأدمان يحتاج إلى مبالغ باهظة الثمن، وهناك من لا يستطيع على تحمل تكاليفه ما يؤدي إلى الوفاة، وفي حال فتحت الدولة مراكز للتعافي من أدمان فقد يؤثر على اقتصادها في علاج.
_ أسباب التعاطي
وحول الأسباب التي تجعل الشخص يدمن قال نجم، أن أهم سبب هو جهل المخاطر لاحقاً، وجهل الكوارث التي ستحدث له، والهروب من الوقع، غياب الوازع الديني، والتنشئة الاجتماعية غير السليمة، التفكك الأسري، عدم مراقبة الأبناء، عدم دراية الزوجة بالزوج مع من يتواجد وأين يسهر، وغياب الأب عن الأبناء، والفقر والجهل.
وأكمل، الفقير هو أكثر المتعرضين للتعاطي من متوسطي الدخل الأغنياء، فالأثار الاجتماعية لها أكبر قدر من المسؤولية، فالمتعاطي يشعر أن أسرته أو أصحابه أعدائه، وهذا هو الوهم الذي سببه له التعاطي فيتم أخذ جرعات زيادة للنسيان.
_ المشاكل النفسية
ويُعد القلق والاكتئاب والفصام، واضطراب نقص الانتباه، الاضطرابات الشخصية وعدم الاتزان النفسي جميعها تعتبر من مسببات الإدمان وخاصة إذا لم يتم علاجهن نفسياً من البداية، وكذلك الأحداث الصادمة والضغوطات الحياتية والبيئة المحيطة وفضول التجربة، والتجارب العاطفية أيضاً من ضمن العوامل التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات.
_ اكتشاف المُدمن
وأشار إلى أن لاكتشاف الشخص المُتعاطي، نجد أنه كثير النوم ويعاني من الفشل والكسل، ولديه الرعاش في الأعصاب، وغير مهتم بمظهره ويعاني من فقدان الشهية
_ التعامل مع المُدمنين
وشدد الطبيب النفسي على ضرورة التعامل مع المدمنين بثبات نفسي وهدوء، لأن العنف يزيد من حالة الإدمان، وعدم توفير المال له بشكل مستمر وسهل، وتوفير اختصاصي نفسي لإقناعه بالعلاج، وتقديم الدعم له، والذي عادة ما يتم بصعوبة.
وفي الختام، قدم الطبيب النفسي نصيحة مفادها، توجيه المتعاطيين للصواب النصح، والترشيد، والتقرب إلى الله، والالتزام بالصلاة لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر. (الأنباء الليبية _ بنغازي) هــ ع
متابعة: بشرى الخفيفي