بنغازي 07 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية)- استضافت صحيفة الأنباء الليبية عميد المرافقين الطبيين على مستوى العالم، “هاشم الفلاح”، الذي رافق المنتخب الوطني ونادي الأهلي بنغازي لأكثر من نصف قرن، مقدماً خلالها العديد من الإنجازات من خلال مشاركته مع الفريقين في البطولات المحلية والدولية. درس وتدرب في مجال العلاج الطبيعي بمدينة بنغازي وكان من أوائل العاملين في هذا المجال في ليبيا.
حدثنا عن بدايتك في مشوارك العلمي في مجال الطب والتمريض.
استهل الفلاح حديثه قائلاً: “بدأت مسيرتي في المجال الطبي كمرافق طبي رياضي عام 1953، بعد استقلال ليبيا مباشرة، حيث تأسست أول مدرسة طبية في مدينة بنغازي بالقرب من المستشفى المدني، الذي أطلق عليه فيما بعد مستشفى الجمهورية. من المهم أن نذكر أن هذه المدرسة خرّجت أول دفعة في العلوم الطبية، وكان مدرسوها من جنسيات أجنبية، حيث لم يكن قبل ذلك الوقت وجود لأي مدرس أكاديمي في مجال التمريض والطب في ليبيا، إلا المؤهلين بالخبرة.”
ما هو سبب توجهك إلى الملاعب والرياضة؟
قال الفلاح: “أثناء زياراتي المتكررة إلى المدرسة الطبية في بنغازي، رافقت أحد أقوى لاعبي كرة القدم في ليبيا، “مصطفى المكي”، إلى التمارين. بدأت فعليًا أفكر في خوض تجربة العمل كمرافق طبي. وبعد تخرجي من المدرسة الطبية، بدأت العمل رسميًا مع فريق نادي الأهلي في مدينة بنغازي، وامتدت فترة مرافقتي لهذا النادي لأكثر من نصف قرن، عايشت خلالها كل الأجيال التي مرت على النادي وأقوى وأبرز اللاعبين منذ تأسيسه وحتى السنوات الأخيرة.”
حدثنا عن مرافقتك للمنتخب الليبي في المحافل الدولية.
تحدث الفلاح قائلاً: “في بعض المناسبات الدولية واللقاءات التي خاضها المنتخب دوليًا، رافقت المنتخب في بعض اللقاءات التي أذكر منها مباراة في تونس، وأخرى في روسيا، ولقاء في كوريا الشمالية. قدمت خلالها الخدمات الطبية للمنتخب الليبي بعد ترشيحي من قبل رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم في ذلك الوقت، والكابتن “عبدالرؤوف السري”، أحد أعضاء بعثة المنتخب الوطني الليبي.”
ما هي أبرز اللقاءات التي علقت في ذاكرتك خلال رحلتك مع نادي الأهلي؟
ذكر الفلاح: “نادي الأهلي كان محورًا كرويًا قويًا، خاض العديد من المنافسات المحلية والدولية ونافس فرقًا كثيرة على سيادة ملاعب كرة القدم في بنغازي. أذكر أن هناك سجالات كروية كبيرة كانت تحدث مع نادي النجمة، الذي كان يشكل “ديربي” المدينة، وضمت صفوفه أسماء قوية مثل اللاعب “تعولة شتوان” واللاعب “مختار الغناي”. ومن بين اللقاءات العالقة في الذهن، إصابة الراحل “مصطفى المكي” بثلاث إصابات في مباراة واحدة خلال منافسات أول دورة عربية أقيمت في الإسكندرية، ورغم وضعه الصحي، إلا أنه أكمل المباراة.”
كيف تمكنت من تطوير مهاراتك في العلاج الطبيعي؟
قال الفلاح: “بداية، كان أحد المعلمين قد نصحني بالتخصص في العلاج الطبيعي بدلاً من رغبي في التوجه نحو تخصص الصيدلة. بدأت فعلاً في المدرسة الطبية وتخصصت في العلاج الطبيعي بناءً على تلك النصيحة. هذا التخصص كان جديدًا آنذاك وكان له مستقبلاً واعدًا. في تلك الفترة، تلقيت تدريبات على يد ممرضة إنجليزية، وعندما غادرت الأراضي الليبية، قالت إنني مؤهل للعمل في هذا المجال. بدأت مزاولة العمل، وكان لنادي الأهلي نصيب الأسد في مسيرتي كمرافق طبي. لاحقًا، تم إرسالي إلى مصر على حساب منظمة الصحة العالمية لاستكمال دراستي في مجالات أوسع مثل علوم التشريح والعظام والجوانب النفسية أثناء الإصابات الرياضية. حصلت على تقدير جيد جدًا في دراستي، ثم عدت إلى ليبيا لممارسة عملي.”
حدثنا عن التصنيف الدولي للمرافق الطبي البرازيلي كأقدم مرافق طبي بواقع 20 عامًا من العمل في هذا المجال، في الوقت الذي عملت فيه لمدة 57 عامًا.
قال الفلاح: “في الواقع، جرى احتفال تم فيه تصنيف المرافق الطبي البرازيلي كأقدم مرافق طبي على مستوى العالم بفترة عمل امتدت إلى 25 عامًا، في الوقت الذي عملت فيه كمرافق طبي لأكثر من 57 عامًا. ورغم ذلك، يصم العالم أذنه عن مثل هذه الحقائق. حاول العديد من أبناء نادي الأهلي، مثل “توفيق الشويهيدي”، الوصول إلى موسوعة غينيس لتصنيفي كأقدم مرافق طبي عالميًا استنادًا إلى المستندات التي تثبت عملي لأكثر من 50 عامًا. وأتمنى أن يتمكن من يملك الصفة المناسبة للتواصل مع موسوعة غينيس من تحقيق هذا التصنيف، لأن هذا الأمر لا يعنيني شخصيًا، بل يعني ليبيا كلها.”
كيف استطعت التوفيق بين الدراسة والعمل والمسؤوليات الاجتماعية، وما هي أصعب التحديات التي واجهتها؟
قال الفلاح: “أعتقد أنني تمكنت من التوفيق بين العمل والدراسة، لكن في بعض الأحيان كان ذلك على حساب صحتي ووقتي. أيضًا، كانت هناك أوقات أغيب فيها عن بعض المناسبات الاجتماعية والعائلية بسبب السفر مع الفريق أو المنتخب. أما أصعب فترة مررت بها، فهي استبعادي من قبل رئيس مجلس إدارة نادي الأهلي “ناصر الحسوني” في عام 2010 دون معرفة الأسباب. لم أتمكن من إيجاد سبب منطقي لاستبعادي، إلا مراقبتي للتعاقدات وملاحظاتي على بعض المحترفين الأجانب الذين اعتبرت أنهم غير مؤهلين للعب. انتهت هذه القصة بتقديم استقالتي.”
ما هي الكلمة التي تود توجيهها إلى جمهور الكرة الليبية عامة والأهلي بصفة خاصة؟
اختتم الفلاح حديثه قائلاً: “أحيي جماهير الكرة الليبية عامة وجماهير نادي الأهلي بصفة خاصة على كل ما قدموه للنادي. جمهور الأهلي، جمهور وفي لهذه المؤسسة، حيث أجد دائمًا من يقف بجانبي في كل مشكلة تواجهني، حتى وإن لم أكن أعرفه شخصيًا. هذا ما يؤكد أن الأهلي أسرة متماسكة وقوية. ومن هذا المنطلق، أدعو أبناء النادي لرص صفوفهم، وتوحيد كلماتهم، والمساهمة في دعم النادي في المراحل التي يمر بها. (الأنباء الليبية) ص و
حوار: عبدالسلام المشيطي