طرابلس 17 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) – بينت عديد الدراسات أن واقع التعليم الخاص في ليبيا واقع متردي، بالرغم من كثرة المدارس والمعاهد والجامعات الخاصة المنتشرة في مختلف المدن وحتى القرى الليبية.
وأكدت دراسة نُشرت على موقع جامعة طرابلس تحت عنوان ” التعليم الخاص في ليبيا: المبررات والإشكاليات والمقترحات”، أن من أبرز أسباب تردي التعليم الخاص في بلادنا، ضعف بعض المدارس الخاصة في أداء ما عليها من واجبات تربوية وتعليمية، ازدياد التكاليف ونقص الخدمات المقدمة للطلاب، الافتقار إلى الفلسفة والرؤية والأهداف الواضحة، تدني مستوى الكفاءة الأدائية والمهنية للمعلمين والمعلمات.
وقال عميد كلية الآداب واللغات في جامعة طرابلس، جمال الجازوي، في لقاء صحفي أجرته معه صحيفة (الأنباء الليبية) في عطلة نهاية الأسبوع، في مكتبه بمقر الكلية، إن موضوع التعليم الخاص الذي قد يبدو منافسا للتعليم العام موضوع شائك ومخرجاته تختلف عن التعليم الجامعي العام.
وضرب الجازوي في هذا الصدد مثلا بأقسام الفلسفة، وهي أم العلوم، والتاريخ والجغرافيا وعلم النفس والمكتبات وغيرها من الأقسام التي لا توفرها الجامعات الخاصة متسائلا هل هذه الأقسام أضحت لا جدوى منها.
وأضاف عميد كلية الآداب واللغات بشيء من التحفظ أن التعليم الخاص يقدم عناوين براقة تجذب الطلبة خاصة أولئك الذين تتوفر لديهم الإمكانيات المادية إلا أن ذلك لا يخدم العملية التعليمية في بلادنا.
وأردف قائلا:” أنا لست ضد التعليم الخاص والطالب حر في أن يتوجه إلى العام أو الخاص ولكن يجب أن نبين أن التعليم العام له معايير يلتزم بها ولا يستطيع تغييرها كونه يتعامل مع مؤسسات دولية ولديه برامج وموفدين واستيراد للمعرفة”، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي أبرم مؤخرا اتفاقا مع جامعة طرابلس بخصوص المعدلات والمعايير الدولية للارتقاء بالجامعات الوطنية إلى المصاف العالمي ومواكبة التطور العالمي.
يُشار إلى أن نتائج البحث الذي تضمنته الدراسة المنشورة على موقع جامعة طرابلس بناء على البيانات الإحصائية التي أجرتها الباحثة أظهرت جملة من المبررات التي أدت إلى ظهور وانتشار التعليم الخاص في ليبيا لعل من أبرزها تدني مستوى الخدمات التعليمية في مؤسسات التعليم العام ما أجبر الطلاب على الانتقال إلى التعليم الخاص، حل مشكلة زيادة الطلب على التعليم، التكدس والازدحام الكبير للطلبة في المؤسسات التعليمية العامة وتخفيف الإنفاق المتزايد عن كاهل الدولة.
وخلُصت الدراسة إلى أن واقع التعليم الخاص في ليبيا بوضعه الحالي لا يمكن أن يكون رافدا للتعليم العام في النظام التربوي الليبي.
وأعرب الجازوي في سياق آخر عن معارضته للانتشار الأفقي للجامعات العامة في المدن الليبية وضرب مثلا بالجامعات الموجودة في طوق طرابلس مشيرا إلى أن بعض التخصصات تستقطب عددا قليلا من الطلبة هنا وهناك ما يستدعي وجود كلية واحدة لهذا التخصص وليكن في جامعة طرابلس الجامعة الأم، محذرا من تفاقم هذا الوضع في السنوات القادمة إذا لم تتم معالجته.
ودعا، وسائل الإعلام الليبية إلى تغطية الأنشطة التي تشهدها الجامعات الليبية لأهميتها خاصة ما يتصل بمناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه مشيرا إلى أنه يحرص شخصيا بصفته عميدا لكلية الآداب واللغات على حضور هذه المناقشات التي تقدم توصيات استراتيجية مهمة جدا للشأن العام.
وقال في هذا الخصوص على سبيل المثال: ” نوقشت رسالة دكتوراه الأسبوع الماضي عن المياه في الساحل الشمالي في ليبيا قُدمت فيها توصيات كانت بمثابة علاج للكثير من مشاكل ضعف التساقطات المطرية بسبب تغير المناخ وشح المياه في ليبيا وكيفية التعامل مع هذا الوضع للتقليل من الأضرار في المحاصيل الزراعية”.
وتطرق الجازوي إلى التعاون بين الجامعة والمؤسسات الليبية واستشهد بمناقشة رسالة دكتوراه في علم النفس والإرشاد النفسي وكيف تم التأسيس عليها في ندوة عن ظاهرة الانتحار عُقدت السبوع الماضي بالتعاون مع مديرية أمن طرابلس إلى جانب ارتفاع معدلات الجريمة مشيرا إلى أن الجامعة تتوفر على أساتذة متخصصين في علم النفس والإرشاد النفسي وعلم الاجتماع، يمكنهم بالتعاون مع خبراء البحث الجنائي خدمة المجتمع والمساعدة في بناء التنمية والاستقرار على أسس علمية في المجتمع الذي نعيش فيه. (الأنباء الليبية).
حوار: محمد الزرقاني – زهرة الفيتوري
تصوير: فتحي شلفيط