بنغازي 20 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) – في العشرون من نوفمبر، يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل، ذكرى اعتماد إعلان حقوق الطفل عام 1959 واتفاقية حقوق الطفل عام 1989. يومٌ يُكرس لتذكير الجميع بضرورة حماية حقوق الأطفال وضمان رفاههم، وهو فرصة لإبراز التحديات التي تواجههم، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تهدد مستقبلهم. شعار هذا العام “لكل طفل، كل حق، في كل مكان” يعكس التزام العالم بمستقبل أفضل للأطفال في جميع أنحاء المعمورة.
إحصائيات مؤلمة: واقع مرير يهدد الأطفال
بحسب تقارير اليونيسف لعام 2024، يعيش أكثر من 420 مليون طفل في مناطق النزاع حول العالم، عُرضة للعنف، النزوح، والاستغلال. وفي الدول النامية، يعاني حوالي 10 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، مما يزيد من معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة، خاصة في دول مثل اليمن وسوريا. بينما يقبع حوالي 244 مليون طفل خارج مقاعد الدراسة، وسط صراعات مستمرة وأزمات اقتصادية خانقة.
الجانب الإنساني: آهات في قلب المعاناة
في ليبيا، كانت كارثة إعصار دانيال في 2024 سببًا في فقدان آلاف الأطفال منازلهم وأسرهم، مما زاد من معاناتهم النفسية والاجتماعية. ورغم الظروف الصعبة، تكاتفت الجهود المحلية والدولية لتوفير الدعم المادي والمعنوي، بالإضافة إلى تأمين الرعاية الصحية والتعليمية للأطفال المتضررين. استجابة سريعة من اليونيسف ضمنت توفير مياه صالحة للشرب لـ7500 طفل ودعماً نفسياً للمساعدة في تخفيف الأثر النفسي للكارثة. أما في سوريا واليمن، فقد أُجبر العديد من الأطفال على ترك مدارسهم، بعضهم دخلوا سوق العمل، بينما آخرون سحبوا إلى النزاعات المسلحة، ما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوقهم. تقرير اليونيسف يكشف أن 70% من الأطفال في اليمن بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
ليبيا: تحديات الواقع وأمل المستقبل
رغم أن ليبيا كانت من أولى الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الطفل عام 1993، إلا أن الأوضاع الأمنية المعقدة جعلت تنفيذ بنود الاتفاقية أمرًا صعبًا. في مناطق عديدة، يتزايد معدل عمالة الأطفال حيث يضطر الأطفال للعمل في ظروف قاسية لمساعدة أسرهم. لكن، ورغم التحديات، تظهر بصيصات أمل من خلال جهود الحكومة الليبية التي تسعى إلى تحقيق تنمية مستدامة ورعاية خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. منظمات المجتمع المدني، بالتعاون مع اليونيسف، توفر الدعم النفسي للأطفال المتضررين وتعزز من برامج التعليم وحمايتهم.
أبرز التصريحات الدولية لعام 2024
في تصريحاتها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل 2024، أكدت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، أن حقوق الأطفال في خطر بالغ بسبب تغير المناخ، والتكنولوجيا المزعزعة، والنزاعات المسلحة. دعت الحكومات إلى جعل حقوق الأطفال أولوية عالمية، مشددة على ضرورة إشراك الأطفال في القرارات التي تؤثر على مستقبلهم، وضمان أن تكون أصواتهم مسموعة. كما أكدت على أهمية إنشاء سياسات وطنية ترتكز على حقوق الطفل لتحقيق مستقبل مستدام.
التطلعات المستقبلية: نحو عالم يعيد الأمل للأطفال
من أجل تحقيق التغيير الذي ينشده الجميع، أكدت المنظمات الدولية على أهمية تعزيز الشراكات بين الحكومات والمجتمعات المدنية لتوفير التعليم الأساسي لجميع الأطفال، لا سيما في المناطق النائية. كما تم التأكيد على ضرورة تطبيق برامج تغذية مستدامة للحد من سوء التغذية، وتحسين الخدمات الصحية، بما في ذلك الرعاية النفسية للأطفال في مناطق النزاع.
نحو عالم أفضل للأطفال
اليوم العالمي لحقوق الطفل ليس مجرد مناسبة سنوية، بل هو تذكير مستمر بضرورة الالتزام بحماية حقوق الأطفال، خاصة في الدول التي تعاني من أزمات مثل ليبيا. يتطلب الأمر تكاتف الجهود الدولية والمحلية لتجاوز التحديات وبناء مستقبل أفضل يضمن للأطفال حياة كريمة، وتعليمًا متميزًا، وحماية شاملة من جميع أشكال العنف والاستغلال.(الأنباء الليبية بنغازي) أ د