سلوق 23 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) – في إطار جهود إعادة إعمار المدن الليبية، وصلت إلى مدينة سلوق قافلة ضخمة من الآليات والمعدات الثقيلة التي تم تخصيصها قبل صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، لإجراء أعمال صيانة واسعة وتحسينات للبنية التحتية في المدينة.
وتعتبر هذه المبادرة نقطة انطلاق جديدة للأمل لدى أهالي سلوق، الذين كانوا يعانون من تدهور البنية التحتية على مدار سنوات، ما أثر بشكل كبير على حياتهم اليومية.
ترحيب حار
وحظيت هذه المبادرة بترحيب واسع من سكان سلوق، الذين كانوا يواجهون العديد من التحديات بسبب تدهور الخدمات الأساسية في المدينة.
وعلى مدار سنوات، عانى أهالي المدينة من ضعف شديد في الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، حيث كان منسوب المياه في العديد من المناطق يرتفع بشكل غير طبيعي، ما أدى إلى تفشي العديد من الأمراض بسبب تلوث مياه الشرب.
ورحب فرج الجارح أحد سكان سلوق بهذا المشروع، وقال الجارح في حديث لـ” صحيفة الأنباء الليبية”: “هذه لحظة فارقة بالنسبة لنا، وبشرة خير طالما انتظرناها لأعوام طويلة”.
وأضاف الجارح: “نحن نعيش في مدينة عانت كثيرًا من الإهمال والتهميش، وها نحن نرى الأمل يعود إلى سلوق من جديد.. لقد ظننا أن مدينتنا ستظل مهملة إلى الأبد، ولكن مع وصول قافلة الإعمار، بدأنا نشعر بأن هناك أملًا حقيقيًا في التغيير”.
تستذكر البلدة مشكلة رئيسية تعود إلى عام 2007، عندما تم توقيع عقد مع شركة برازيلية لتنفيذ مشاريع بنية تحتية ضخمة، ولكن هذه المشاريع لم ترَ النور، ما أدى إلى تراكم الأزمات البيئية والخدمية في المدينة، وعطّل الحياة اليومية لأهالي المدينة.
تصريحات المسؤولين
في حديثه مع “صحيفة الأنباء الليبية”، قال بشير الفاخري، عميد بلدية سلوق، إن المدينة عانت طيلة السنوات الماضية من إهمال حكومي تجاه مشروعات البنية التحتية.
وأوضح الفاخري، أن تلوث المياه في المدينة كان السبب الرئيسي للعديد من المشاكل الصحية، حيث جرت عملية أخذ عينات من مياه الشرب من قبل وزارة البيئة، والتي أكدت أنها غير صالحة للاستخدام الآدمي، وقد تم على إثر ذلك اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع الوضع.
وأكد الفاخري، أنه في السنوات الماضية، حاولت بلدية سلوق التواصل مع العديد من الحكومات المتعاقبة ووزارات مختلفة للحصول على دعم لتحسين الخدمات في المدينة، لكن لم تلقَ المناشدات أية استجابة فعالة.
وفي خطوة إيجابية مؤخرًا، لبّى رئيس صندوق تنمية وإعمار ليبيا، نداء البلدية، وقرر زيارة المدينة ميدانيًا لمعاينة الوضع عن كثب.
حلول مبتكرة لمشاكل سلوق
ومن خلال الزيارة الميدانية لرئيس صندوق تنمية وإعمار ليبيا بالقاسم خليفة حفتر، تبين أن الوضع في سلوق يحتاج إلى حلول جذرية، خاصةً أن البنية التحتية في المدينة أصبحت متهالكة لدرجة يصعب معها إصلاحها داخليًا، وبناءً على ذلك، تقرر تنفيذ عملية إعادة بناء شاملة للمدينة.
وأوضح الفاخري، في حديثه، أن المشروع يشمل إصلاح وتطوير البنية التحتية بالكامل في المدينة، ويشمل بناء جسور جديدة، وتحسين شبكة المياه والصرف الصحي، وإنشاء شبكات كهرباء متطورة. كما تم التعاقد على صيانة ضريح شيخ الشهداء عمر المختار في المدينة، الذي يعد رمزًا وطنيًا مهمًا.
ومن ناحية أخرى، تم أيضًا تضمين أعمال تطوير المدارس وتحسين الظروف التعليمية في المدينة، بما يسهم في رفع مستوى التعليم وتوفير بيئة مناسبة للطلاب.
مدة تنفيذ المشروع
ومن المتوقع أن يستغرق فترة تتراوح بين 16 و18 شهرًا لإتمام أعمال البنية التحتية في المدينة، وفق مدير مكتب إعلام المجلس البلدي سلوق.
وقال حكيم اشتيوي، إن الشركة المنفذة ستقوم بإجراء عملية تطوير شاملة للبنية التحتية للمدينة، بما في ذلك تحسين الإنارة في الشوارع، وتركيب شبكة طرق جديدة تسهل حركة المرور داخل المدينة.
وأضاف اشتيوي، في حديث لـ”صحيفة الأنباء الليبية” أن أحد الجوانب المهمة في هذا المشروع هو تحسين نوعية المياه في المدينة، بما يضمن صحة المواطنين وحمايتهم من الأمراض المنتشرة جراء التلوث.
كما سيتضمن المشروع إعادة تأهيل منشآت حيوية أخرى في المدينة بما يسهم في تحسين نوعية الحياة بشكل عام، وفق ما ذكر اشتيوي.
دعم القيادة العامة
وأعرب أهالي مدينة سلوق عن شكرهم وامتنانهم لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا وللقيادة العامة للقوات المسلحة انتشال مدينتهم من معاناتها التي استمر لسنوات طويلة.
وقد وصفوا هذه الخطوة بأنها بداية لحل مشاكل المدينة المتراكمة التي أثرت على حياتهم.
وهذا الدعم، بحسب الفاخري، يعكس التزام القيادة العامة بالتخفيف من معاناة المواطنين في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد.
نظرة مستقبلية لسلوق
ويرى المسؤولون في سلوق أن المشروع سيكون له أثر إيجابي بعيد المدى، حيث سيؤدي إلى تحسين مستوى الخدمات الأساسية في المدينة ورفع جودة الحياة للسكان.
وبجانب تطوير البنية التحتية، يتطلع سكان سلوق إلى أن يساعد المشروع في جذب الاستثمارات، بما يعزز من فرص العمل ويسهم في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة. (الأنباء الليبية سلوق) ف خ
تقرير: نور الهدى طاهر