سبها 26 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) – انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات المؤتمر العلمي الدولي “الإرث الحضاري لفزان واستشراف المستقبل” في منتجع الكرم السياحي بمنطقة تساوة في وادي عتبة، الذي تنظمه جامعة فزان وتستضيفه كلية الآداب والعلوم – وادي عتبة.
وشهد المؤتمر حضور العديد من الشخصيات من مختلف الجامعات الليبية والدول الشقيقة، مثل تونس والجزائر والمغرب، إلى جانب باحثين وخبراء في مجال التاريخ والحضارات الإنسانية.
وافتتح المؤتمر بحضور رئيس جامعة فزان ورئيس المؤتمر إبراهيم المهدي أحمد، ووكيل الشؤون العلمية بالجامعة السنوسي محمد كتلة، إلى جانب الكاتب العام للمؤتمر، والمسجل العام للجامعة بشير علي بشير، وعدد من عمداء الكليات ومديري الإدارات الأمنية والصحية في المنطقة، كما شارك في المؤتمر عميد بلدية وادي عتبة وعدد من الأكاديميين من الجامعات الليبية والعربية.
-دور الجامعات في إحياء الإرث الحضاري لفزان
في كلمته الافتتاحية، أكد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر نصر الدين بشير العربي، على أهمية دور الجامعات في تعزيز التعاون العلمي داخل ليبيا وبينها وبين الجامعات العربية، مشيرا إلى الإرث الحضاري الكبير الذي تتمتع به فزان، الذي يتضمن معالم تاريخية وثروات طبيعية ومعدنية، وأضاف أن المؤتمر يتضمن 44 بحثا علميا محكما اختيرت من بين 110 ملخصا وبحثا علميا، قدمت من أساتذة وباحثين من مختلف الجامعات والمراكز البحثية.
وأوضح أن هذه الأبحاث ستساهم في إبراز موقع فزان الفريد من خلال تاريخها العريق والمعالم الحضارية التي تميزها، مع ضرورة العمل على نقل هذا الإرث للأجيال القادمة، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي من المؤتمر هو تسليط الضوء على هذا الإرث الحضاري وإبرازه في المحافل الدولية ليتعرف العالم على مكانة فزان التاريخية.
-إرث فزان الثقافي والحضاري: نقطة انطلاق لاستشراف المستقبل
من جانبه، تحدث رئيس جامعة فزان المهدى ميلاد الجديد، عن أهمية الإرث الحضاري كجسر تاريخي يربط الماضي بالحاضر والمستقبل، معتبرا أن هذا المؤتمر يشكل نقطة انطلاق لإعادة بناء الهوية الوطنية الليبية، وأضاف أن فزان تحتوي على موروث ثقافي غني لم يسلط الضوء عليه بالشكل الكافي، مؤكدا أن هذا المؤتمر يساهم في استكشاف هذا الموروث والتعريف به عالميا.
وأشار الجديد إلى أن فزان، بموقعها الفريد، تتمتع بمزايا طبيعية وتاريخية تجعلها من المدن الثقافية العريقة، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على هذا التراث الثقافي باعتباره جزءا أساسيا من الهوية الوطنية.
-أهمية دراسة المواقع الأثرية في فزان
في مداخلته عبر شبكة الإنترنت، تحدث الأديب إبراهيم الكوني عن المعرفة التاريخية التي تتمتع بها مدن وقرى فزان، مستعرضا المواقع الأثرية التي تبرز في هذه المنطقة مثل الصحارى الشاسعة التي تشغل معظم أراضي فزان.
وأضاف أن هذه الصحارى تملك قيمة تاريخية وسياحية هامة يجب الاستفادة منها وتوثيقها في الأبحاث العلمية، مؤكدا على أهمية دراسة هذه المناطق وتحليل تاريخها، معتبرا أن هذه الدراسات يجب أن تنقل للأجيال القادمة ليتمكنوا من التعرف على ماضيهم والحفاظ على هذا الإرث الهائل.
-مناقشة الأبحاث العلمية وتبادل الخبرات
على مدار يومين، يناقش المؤتمر 44 ورقة بحثية قبلت من اللجنة العلمية، وتساهم هذه الأبحاث في إثراء المعرفة حول التراث الحضاري لفزان وتساعد في وضع استراتيجيات لإدراج هذا التراث في التراث العالمي، إضافة إلى تبادل الأفكار والخبرات بين العلماء والباحثين، وتطوير البحث العلمي في مجال التاريخ والحضارات.
وتسعى جامعة فزان، من خلال هذا المؤتمر، إلى تسليط الضوء على المواقع التاريخية والتراثية في الجنوب الليبي، وإبراز أهميتها للأجيال القادمة، مع ضمان الحفاظ على هذه المعالم والاعتناء بها.(الأنباء الليبية سبها) س خ.
-متابعة: مسعود المرابط