نيويورك 27 نوفمبر 2024 (الأنباء الليبية) -حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة توم فليتشر، من تزايد حالات العنف الجنسي ضد النساء، مؤكدا أن هذه الظاهرة أصبحت “غير مقبولة” في البلاد، في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت يستمر فيه النزاع الذي اندلع منذ أبريل 2023، ما أسفر عن تدمير حياة المدنيين في البلاد، حيث يواجه نحو 26 مليون شخص خطر المجاعة، وفقا لوكالة “الصحافة الفرنسية”.
وخلال زيارته الأولى إلى مدينة بورتسودان، أعرب فليتشر عن شعوره بـ”الخجل” تجاه ما يحدث من عنف جنسي في السودان، قائلا: أشعر بالخجل لأننا لم نتمكن من حمايتكن، وأشعر بالخجل من أمثالي الرجال بسبب ما فعلوه، وأضاف خلال فعالية أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، أن العالم يجب أن “يفعل ما هو أفضل” من أجل النساء السودانيات اللاتي يتعرضن لعنف جنسي منهجي، مشددا على أن هذه القضايا تحتاج إلى معالجة عاجلة.
من جهة أخرى، صرح رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق محمد شاندي عثمان، بشأن الوضع في السودان، بأن البعثة الأممية صدمت من حجم العنف الجنسي الذي وثق في البلاد، مشيرا إلى أن “وضع المدنيين الأكثر حاجة، خصوصا النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد. وأكد عثمان أن الأوضاع الحالية تتطلب تدخلا سريعا لحماية النساء والفتيات من الانتهاكات المتزايدة.
وأفادت التقارير الأممية بأن العنف الجنسي في السودان وصل إلى مستوى مروع، حيث اختطفت النساء والفتيات “لاستعبادهن جنسيا”.
وأكدت الأمم المتحدة أنه لا يوجد مكان آمن في السودان الآن، في وقت تشير فيه التقارير إلى أن الحرب أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين إضافة إلى تشريد أكثر من 11 مليون شخص، مما تسبب في أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد في العصر الحديث.
وفي إطار مواجهة هذه الأزمة، أطلقت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، التي اتخذت شعار “لستِ وحدكِ”.
الحملة، التي تنظم سنويا في 25 نوفمبر بالتزامن مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها النساء والفتيات في السودان، خاصة في ظل ظروف الحرب والنزوح المستمر.
وقد صرح “ألترا سودان” بأن الحملة تسعى إلى تسليط الضوء على الآثار المدمرة للعنف القائم على النوع الاجتماعي في ظل الحرب المستمرة، ودعت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل إلى “تحسين آليات الاستجابة لحالات العنف ضد النساء”، بما في ذلك توفير مراكز متخصصة للدعم النفسي والاجتماعي وتدريب مقدمي الخدمات الصحية، كما أكدت ضرورة إجازة قانون مكافحة العنف ضد المرأة، والذي سيسهم في تسهيل حصول الناجيات على العدالة وتوفير حماية فعّالة لهن.
من جهة أخرى، جددت مبادرة “لا لقهر النساء” رفضها للحرب والعنف المستمر ضد النساء والفتيات، مشيرة إلى أن هناك ما لا يقل عن 6.9 مليون امرأة وفتاة سودانية مهددات بالقتل، والنزوح، والاغتصاب. ودعت المبادرة إلى “رفع الأصوات” لتحقيق السلام والعمل على بناء مستقبل آمن ومستدام في السودان. وأكدت المبادرة على ضرورة نشر ثقافة السلام والعمل على إرساء دعائم الاستقرار، معتبرة أن “السلام هو الطريق الوحيد للحفاظ على الحياة”.
وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان قد نشر تقريرا في وقت سابق من الأسبوع الماضي، سلط فيه الضوء على الانتهاكات الجنسية التي تعرضت لها الفتيات في ولاية الجزيرة وسط السودان، منذ 20 أكتوبر 2024، واصفا التقارير الواردة من هناك بأنها “مروعة”، حيث تعرضت النساء والفتيات من سن 6 إلى 60 عاما للاغتصاب والاعتداء الجنسي، بعد الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على الولاية. هذه التقارير تؤكد حجم المأساة الإنسانية التي يمر بها السودان في الوقت الحالي.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يبقى المجتمع الدولي في مواجهة تحديات كبيرة للتصدي للعنف الجنسي وضمان حماية النساء والفتيات من الانتهاكات، في ظل عدم وجود مكان آمن في البلاد وتفشي أزمات الحرب واللجوء.( الأنباء الليبية نيويورك) س خ.