بنغازي 01 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) – في مقابلة حصرية مع صحيفة الأنباء الليبية، تحدثت أخصائية التخاطب هبة العوامي عن تحديات اضطرابات الكلام التي يعاني منها الأفراد، سواء كانوا أطفالا أو بالغين، وأكدت أهمية التدخل المبكر والعلاج المناسب لضمان تحقيق تواصل فعال.
وأوضحت العوامي كيف يمكن للتأخر في التشخيص أن يؤثر سلبا على حياة المصابين، داعية إلى توعية الأهل والمعلمين بالأعراض والعلامات المبكرة لهذه الاضطرابات.
-تطوير القدرات في علاج اضطرابات التخاطب
أوضحت العوامي أن اضطرابات التخاطب ليست مقتصرة على مشكلة في النطق فقط، بل تشمل مجموعة واسعة من التحديات التي تواجه الأفراد في التواصل، حيث تركز جلسات علاج الكلام على مشكلات متعددة مثل تبديل الكلمات، حذف الكلمات، وأيضا اضطرابات مثل الحبسة الكلامية، وهي حالة تجعل من الصعب على الشخص التواصل اللفظي بشكل صحيح. وأكدت على أهمية الدعم العلاجي المتكامل لتحسين مهارات التواصل.
-أسباب اضطرابات النطق والكلام
تطرقت العوامي إلى أسباب اضطرابات النطق التي تتفاوت من حالة إلى أخرى، مشيرة إلى أنها تنقسم إلى ثلاثة محاور رئيسية وهي مشكلات عضوية: مثل شق سقف الحلق، وهو تشوه خلقي يؤثر على إنتاج الأصوات، أو ربط اللسان الذي يعيق حركة اللسان الطبيعية، مما ينعكس على مخارج الحروف.
وأسباب نفسية: مثل الصدمات النفسية الناتجة عن فقدان الوالدين أو التنمر الاجتماعي، مما يؤثر على قدرة الفرد على التعبير، كذلك أسباب تتعلق بالتطور العصبي: مثل مرض التوحد، الذي يتسبب في صعوبة التواصل، وتأخر النمو اللغوي نتيجة عوامل جينية أو بيئية.
-أهمية التدخل المبكر في العلاج
شددت العوامي على ضرورة التدخل المبكر لعلاج اضطرابات الكلام، وشرحت أن المخزون اللغوي للطفل يبدأ في التكون منذ أن يكون جنينا في رحم أمه، وأوضحت أن العلامات الأولية للتأخر الكلامي تظهر بين سعة أشهر إلى عام ونصف، مؤكدة على ضرورة متابعة تطور المهارات اللغوية للطفل في هذه المرحلة المبكرة، حيث يجب أن يمتلك الطفل عند بلوغه عامه الأول مخزونا لغويا يتراوح بين 19 إلى 50 كلمة، وفي حال ملاحظة تأخر في هذه المرحلة، يجب عرضه على أخصائي تخاطب لإجراء التقييم اللازم.
وأكدت أن التدخل المبكر في العلاج له دور بالغ الأهمية، خصوصًا في سن السادسة، حيث يجب أن يكون الطفل قادرا على نطق الكلمات والمشاركة في الحوار.
-التحديات الاجتماعية والنفسية
من جهتها، أكدت العوامي أن اضطرابات الكلام تؤثر على حياة الأفراد بشكل عميق، ليس فقط في التواصل اللفظي بل أيضا في حياتهم الاجتماعية والنفسية.
وذكرت أن الأطفال المصابين باضطرابات الكلام يواجهون تحديات كبيرة مثل التنمر الاجتماعي والعزلة، حيث يعجزون عن التعبير عن احتياجاتهم أو مشاعرهم بشكل سليم، مبينة أن ذلك قد يؤدي إلى تعرضهم لمواقف مؤذية، مثل الظلم، الذي ينعكس سلبا على صحتهم النفسية.
-دور مراكز التأهيل في العلاج
أكدت العوامي على الدور الهام لمراكز التأهيل في تقديم الدعم العلاجي والنفسي للمصابين باضطرابات الكلام، وقالت: إن مراكز التأهيل المتخصصة مثل مراكز الفئات الخاصة التابعة لصندوق التضامن الاجتماعي ووزارة الشؤون الاجتماعية، ومركز تنمية وإبداعات الطفل (مسرح الطفل) تلعب دورا محوريا في تطوير مهارات التواصل لدى الأطفال، بالإضافة إلى توفير خدمات علاجية ونفسية تساعد في تخطي هذه الاضطرابات.
-أنواع اضطرابات الكلام
استعرضت العوامي أنواع اضطرابات التخاطب، موضحة كل نوع وأسبابه ومنها: الحذف، ويحدث عندما يحذف الطفل جزءا من الكلمة، مثل حذف المقطع الأول، وكذلك الإضافة التي تتمثل في إضافة أصوات غير مرغوب فيها إلى الكلمة، كذلك التشويه، ويظهر عندما يصدر الطفل أصواتا مشوهة بسبب خلل في مخارج الحروف، كذلك الحبسة الكلامية، وهي صعوبة في استدعاء الكلمات أو نطقها بشكل سليم، وأيضا التبديل، وهو استبدال مقاطع الكلمات بأخرى، ويشاع هذا النوع بين الأطفال.
-التوصيات النهائية
اختتمت أخصائية التخاطب هبة العوامي حديثها بتوجيه عدة توصيات هامة، حيث دعت إلى ضرورة زيادة الوعي المجتمعي حول أهمية علاج اضطرابات الكلام، مؤكدة أن التشخيص المبكر يساعد في تحسين وضع المصابين، وتقليل تأثير التحديات النفسية والاجتماعية التي قد يواجهونها
وأوصت بضرورة إشراك الأسرة في برامج العلاج، مؤكدة على أهمية الدعم النفسي للأطفال المصابين لضمان تحقيق أفضل النتائج في العلاج.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.
-متابعة: مراد بوكر