باريس 02 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) -شارك رئيس مجلس المنافسة ومنع الاحتكار الليبي سلامة الغويل، في الاجتماع الدولي الذي نظّمته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “أوسيد” في العاصمة الفرنسية باريس.
وتمحورت الجلسة حول العلاقة بين قوانين المنافسة والمساواة الاجتماعية والاقتصادية، وتناولت الأبعاد المختلفة التي يمكن أن تسهم فيها هذه القوانين في تعزيز العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق الاقتصادية.
وبدأت الجلسة بكلمة افتتاحية من البروفيسورة إلينور فوكس، التي أكدت أن قوانين المنافسة لا تقتصر على تحسين الكفاءة الاقتصادية فقط، بل تلعب دورا حاسما في معالجة قضايا أكبر مثل الفقر وعدم المساواة.
وأوضحت فوكس أن تطبيق قوانين المنافسة بشكل سليم يمكن أن يساهم في ضمان الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية مثل الغذاء والمياه والطاقة بأسعار معقولة، مما يساهم في توفير فرص اقتصادية لجميع أفراد المجتمع.
كما أكدت فوكس أن قوانين المنافسة التقليدية تركز عادة على تحسين الكفاءة الاقتصادية، لكنها شددت على ضرورة إعادة النظر في شروط دخول الأسواق بهدف تسهيل دخول الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تواجه صعوبات كبيرة بسبب الحواجز المرتفعة في الأسواق، ودعت إلى تعزيز حماية العمال والشركات الصغيرة من الاستغلال الناتج عن ممارسات الاحتكار التي تمارسها الشركات الكبرى.
واستعرض خلال الجلسة أيضا كيف بدأت بعض الدول في دمج الأهداف الاجتماعية ضمن قوانين المنافسة الخاصة بها، على سبيل المثال، أكدت فوكس أن دولا مثل جنوب أفريقيا والصين بدأت تضمين أهداف اجتماعية واضحة في تشريعاتها، مثل دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وحماية العمال، كما تناولت الجلسة بعض الدول النامية مثل إندونيسيا ونيجيريا وموزمبيق التي أخذت بعين الاعتبار تأثير ممارسات المنافسة على التوظيف وقدرة الشركات الصغيرة على التنافس.
وأشار المشاركون أيضا إلى التحديات التي تواجه تطبيق قوانين المنافسة في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية الراهنة، مؤكدين أن القوانين التقليدية قد لا تكون كافية لمواجهة قضايا التفاوت الاجتماعي والفقر، ودعوا إلى ضرورة تعديل السياسات لتشمل أهدافا أوسع مثل الاستدامة وحماية البيئة، مع التأكيد على أن قوانين المنافسة يجب أن تكون أداة لتخفيف الآثار السلبية الناتجة عن هذه القضايا.
في الختام، اتفق المشاركون على ضرورة تعديل السياسات لتكون أكثر شمولية من خلال دمج العدالة الاجتماعية والاستدامة في قوانين المنافسة، بما يسهم في خلق اقتصاد عالمي أكثر عدلا وتوازنا.(الأنباء الليبية باريس) س خ.