بنغازي 02 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) – يحتفل العالم في الثالث من ديسمبر من كل عام بـ “اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة”، وهو يوم يظهر التزام المجتمع الدُّوَليّ بحقوق هذه الفئة ويُسَلِّط الضوء على التحديات التي تواجهها.
عدّ هذا اليوم فرصة حيوية للحديث عن أهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع جوانب الحياة، عبر توفير بيئة عادلة ومساواة.
الحقوق والاتفاقيات الدولية
على مدار العقود، أبرمت العديد من الدول اتفاقيات دولية تهدف إلى حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. من أبرز هذه الاتفاقيات “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة” التي اعتمدتها الأمم المتحدة في 2006.
وقد وقعت ليبيا على هذه الاتفاقية التي تدعو إلى تمكين ذوي الإعاقة في مجالات متعددة مثل التعليم والعمل والرعاية الصحية. وتعد هذه الاتفاقية نقطة تحول هامة في تعزيز حقوق ذوي الإعاقة على الصعيد الدُّوَليّ.
إضافة إلى ذلك، تكمن أهمية البروتوكول الاختياري الملحق بهذه الاتفاقية في تمكين الأفراد من تقديم شكاوى إلى الأمم المتحدة بشأن الانتهاكات التي قد يتعرضون لها، مما يعزز المساءلة ويحقق العدالة.
التحديات العالمية وأثر الجائحة
في كل عام، يُحتفل باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة تحت شعار يعكس واقعهم وأهميتهم في المجتمع. ففي عام 2021، أشارت الأمم المتحدة إلى أن جائحة كوفيد-19 كشفت عن فجوات ضخمة في الخدمات التي تقدمها الدول لهذه الفئة.
فقد كان الأشخاص ذوو الإعاقة من أكثر الفئات تأثرًا بالجائحة بسبب الحواجز الاجتماعية والاقتصادية التي تعيق وصولهم إلى الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأخرى.
هذا ما أكده أمين عام الأمم المتحدة في رسالته بمناسبة اليوم العالمي، حيث دعا إلى ضرورة تكامل جهود الحكومات والمؤسسات الدولية لإزالة هذه الحواجز.
الإحصائيات وأثر الإعاقة
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من مليار شخص من شكل من أشكال الإعاقة، وهو ما يشكل حوالي 15% من سكان العالم.
وتُظهر الإحصائيات أن الأشخاص ذوي الإعاقة غالبًا ما يواجهون ظروفًا اجتماعية واقتصادية صعبة، خاصة في البلدان النامية.
وهذا يشير إلى أهمية تطوير آليات دعم وتوفير بيئات شاملة ومتاحة لهم في جميع مجالات الحياة.
المساواة في الفرص: التزام عالمي ومحلي
العديد من الدول اتخذت خطوات ملموسة لدعم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. ففي قطر على سبيل المثال، خصصت الدولة 2% من الوظائف للأشخاص ذوي الإعاقة، كما وضعت استراتيجيات وطنية تهدف إلى تحسين الخدمات الصحية والتوظيفية لهذه الفئة.
وفي ليبيا، يتم دعم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال سياسات تعنى بتوفير فرص متكافئة في التعليم والعمل، كما تُنظم برامج للتأهيل الاجتماعي والمهني.
اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة هو أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو دعوة مستمرة للوفاء بالالتزامات الدولية والمحلية لضمان حقوقهم الكاملة.
وبتكاتف الجهود بين الحكومات والمنظمات الدولية، يمكننا بناء عالم أكثر شمولًا وعدالة، حيث يكون لكل فرد مكانته وفرصه المتساوية، دون تمييز. (الأنباء الليبية – بنغازي) ر ت
متابعة: هدى الشيخي