كوناكري 03 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) – شهدت غينيا كارثة مروعة خلال نهائي بطولة كرة قدم في مدينة نزيريكوري جنوب شرق البلاد، حيث أسفرت أعمال عنف عن مقتل 56 شخصًا على الأقل إثر تدافع جماهيري بعد قرار تحكيمي مثير للجدل.
وقالت الحكومة الغينية، إن أعمال الشغب اندلعت بعد أن تم منح بطاقة حمراء مثيرة للجدل لأحد اللاعبين في الدقيقة 82 من المباراة، ما أدى إلى رمي الحجارة من قبل المشجعين، وهو ما أثار حالة من الفوضى في الاستاد.
وأفاد الشهود، بأن الشرطة تدخلت في محاولة للسيطرة على الوضع باستخدام الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى تدافع الجماهير في محاولة للهرب من الملعب.
وأكد مسؤول بالشرطة، أن الحشود كانت تحاول مغادرة الملعب بسرعة، ما أدى إلى تدافع مميت عند المخارج.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر الإنترنت مشاهد مؤلمة لعدد من الضحايا وهم ممددون على الأرض، بما في ذلك جثث لأطفال، في مشهد وصفه البعض بأنه “فوضى لا توصف”.
وتسبب الحادث في موجة من الانتقادات ضد تنظيم البطولة، حيث اتهمت المعارضة السلطات العسكرية بأنها نظمت الحدث لدعم الزعيم العسكري مامادي دومبويا، الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 2021.
وفي هذا السياق، قال الرئيس المخلوع ألفا كوندي، في بيان: “إن هذه المأساة تسلط الضوء على مخاطر التنظيم غير المسؤول في وقت تعيش فيه البلاد توترات شديدة”.
جدل سياسي
من جهتها، حملت جماعة المعارضة “التحالف الوطني للتغيير والديمقراطية” السلطات المسؤولية عن المأساة، معتبرة أن تنظيم البطولة كان بهدف تعزيز الدعم السياسي لدومبويا قبل الانتخابات الرئاسية التي تأجلت بشكل مستمر.
وأكدت أن مثل هذه الأحداث لا تعكس فقط فشل التنظيم بل أيضًا التوترات الداخلية في البلاد التي لم تشهد استقرارًا سياسيًا منذ الانقلاب العسكري.
وفي وقت لاحق، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرًا أدانت فيه القمع المستمر للمعارضة في غينيا من قبل القوات العسكرية، مشيرة إلى استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، بما في ذلك إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وقالت المنظمة إن الحكومة فشلت في الوفاء بوعودها بالعودة إلى الحكم المدني بحلول ديسمبر 2024.
تجدر الإشارة إلى أن غينيا، مثل العديد من الدول الإفريقية، شهدت في السنوات الأخيرة سلسلة من الكوارث في ملاعب كرة القدم نتيجة الاكتظاظ وعدم وجود معايير سلامة صارمة.
وتعمل الهيئات الرياضية الدولية، مثل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم على تعزيز معايير السلامة في الملاعب، لكن هذه الحادثة تظهر الحاجة الماسة إلى مزيد من التحسينات لضمان حماية المشجعين أثناء المباريات. (الأنباء الليبية كوناكري) ف خ