الرياض 04 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) – وسط حضور عالمي ومنافسة قوية بين 38 دولة، يبرز اسم الليبي أحمد محمد قنيدي ممثلًا لنادي الوطن في النسخة التاسعة من مهرجان الملك عبد العزيز للإبل.
فبعد مسيرة حافلة بالإنجازات، يعود قنيدي إلى هذا المحفل الدولي ليؤكد مكانة ليبيا في موروث الإبل العربي الأصيل.
وبخبرة تمتد لسنوات، ورغم التحديات، استطاع قنيدي أن يحمل شغفه بهذا الموروث إلى منصات دولية، محققًا إنجازات بارزة، من بينها المركز الثاني في النسخة السابعة للمهرجان.
مسابقة المزاين.. تنافس على الجمال والأصالة
وبطولة المزاين هي واحدة من أبرز فعاليات المهرجان، حيث تُقيم الإبل وفق معايير دقيقة تشمل تناسق الجسد، النسب، السلالة، ولون الإبل. والإبل المشاركة تُصنف إلى خمس فئات رئيسية، هي: الوضح (البيضاء) والشعل (الصفراء) والصفر (الذهبية) والمجاهيم (السوداء) والحمر (البنية أو الحمراء).
وأوضح قنيدي، في حديث لـ”صحيفة الأنباء الليبية” أن الإبل الليبية تمتاز بجمال فريد، خاصة سلالة “الحمر الفاخريات” النادرة. ولفت إلى أن الناقة التي يمثل بها ليبيا هذا العام من سلالة “الشعل” المميزة، وهي الحاصلة على جوائز مرموقة في مهرجان الطائف.
رحلة التحدي والدعم الوطني
ورغم شح الدعم المادي في الماضي، ثابر قنيدي على تمثيل ليبيا في المحافل الدولية، معتمدًا على إمكانياته الشخصية.
وفي هذا العام، تلقى دعمًا رسميًا من رئاسة أركان القوات البرية التي وفرت الدعم اللوجستي اللازم تحت مظلة نادي الوطن، ليشارك قنيدي في هذه النسخة من المهرجان، ويمثل ليبيا بشكل مشرف.
الإبل بين المزاين وسباقات الهجن
وأوضح قنيدي الفروقات بين مسابقات المزاين وسباقات الهجن، حيث تعتمد الأولى على جمال الإبل وسلالتها، بينما تتطلب الثانية تدريبات مكثفة وسرعة عالية لقطع مسافات طويلة. والمشاركة في المزاين تحتاج إلى إعداد خاص للإبل يمتد لستة أشهر، لضمان تناسق الجسد وبروز معايير الجمال التي تُقيمها لجنة التحكيم.
دور نادي الوطن في الحفاظ على التراث
يعمل نادي الوطن، الذي تأسس حديثًا، على إحياء الموروث الثقافي الليبي بجوانبه المتعددة. ونجح النادي في تنظيم النسخة الأولى من كرنفال ليبيا التراثي، الذي جمع قبائل ليبيا بموروثها الثقافي الغني، وحقق نجاحًا كبيرًا.
وجمع الكرنفال بين اهتمامات القبائل الليبية المختلفة، من تربية الإبل في الجنوب إلى الخيول والصيد في الوسط والشرق. ويطمح النادي لإطلاق مسابقات المزاين لأول مرة في ليبيا خلال النسخة الثانية من الكرنفال.
إحياء التراث ودوره في توحيد الليبيين
ويرى قنيدي أن دعم الأنشطة التراثية والرياضية يُعد قوة ناعمة تعزز الروح الوطنية وتجمع بين مختلف القبائل والطوائف.
وأشاد بدور القيادة العامة للقوات المسلحة، في دعم مثل هذه الأنشطة التي تُبرز الوجه الحضاري والثقافي لليبيا على الساحة الدولية.
ليبيا تعود إلى الواجهة
وتمثل مشاركة أحمد قنيدي في مهرجان الملك عبد العزيز للإبل خطوة مهمة لإعادة إحياء دور ليبيا في الموروث الثقافي العربي والعالمي.
ووسط المنافسة القوية والاهتمام العالمي، يؤكد قنيدي أن هذا الحضور هو البداية لاستعادة مكانة ليبيا في هذه الساحة التراثية المهمة. (الأنباء الليبية الرياض) ف خ
تقرير: بشرى العقيلي