بنغازي 07 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية)- في إحدى المناسبات الاجتماعية، دارت نقاشات حيوية حول المشاريع العمرانية والإنشائية في البلاد، حيث تباينت الآراء بين الإعجاب والتفاؤل بمستقبل مشرق.
في وسط هذه الأحاديث، طرحت إحدى الحاضرات سؤالًا محوريًا: “ماذا نحصد من وراء هذه المشاريع؟ وما هي المنافع التي سنجنيها على أرض الواقع؟” ليقف الجميع لحظة تأمل.
في بنغازي والمدن الليبية الأخرى، بدأت نهضة عمرانية غير مسبوقة تهدف إلى إعادة بناء البلاد وتعزيز استقرارها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وقد ناقش عدد من الخبراء والمتخصصين خلال فعاليات هذا النقاش الأبعاد المختلفة لهذه المشاريع وأثرها على المجتمع الليبي.
تعزيز الاقتصاد الوطني عبر الإعمار
أوضح الخبير الاقتصادي سليمان بالحسن لـ “صحيفة الأنباء الليبية” أن مشاريع الإعمار في بنغازي تمثل خطوة حيوية نحو تطوير الاقتصاد الوطني، حيث تساعد في تقليل الاعتماد على النفط من خلال تنويع الاقتصاد الليبي. وأضاف أن هذه المشاريع تساهم في إعادة بناء ما دمرته الحروب والكوارث الطبيعية، مشيرًا إلى تجارب دول أوروبية بعد الحرب العالمية الثانية التي استفادت بشكل كبير من برامج الإعمار.
كما أشار بالحسن إلى أن مشاريع الإعمار تساهم في توفير فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد المحلي، مما يعزز قدرة القطاع الخاص على النمو.
تحفيز التنمية المستدامة
وأضاف بالحسن أن مشاريع الإعمار أسهمت بشكل كبير في تحسين البيئة الحضرية وتنظيم الحياة اليومية في بنغازي، بما في ذلك تنظيف المدينة، صيانة البحيرات، وإنشاء المساحات الخضراء. وأكد أن “هذه المشاريع تساهم في خلق مجتمع أكثر تماسكًا وتحسين جودة الحياة للمواطنين.”
وتركز المشاريع على تطوير البنية التحتية الأساسية، مثل تحسين مطار بنغازي الدولي، وإنشاء ملاعب جديدة، وتجديد جامعة بنغازي. يُعد مشروع ميناء المريسية خطوة هامة نحو تعزيز مكانة ليبيا كمركز اقتصادي إقليمي.
وفيما يتعلق ببيئة الاستثمار، شدد بالحسن على أهمية تحسين التشريعات وتعديل القوانين لتوفير بيئة استثمارية مشجعة، من أجل جذب الشركات الأجنبية وتنشيط الاقتصاد الليبي.
دور الإعمار في تعزيز العدالة الاجتماعية
من جانبها، أكدت الباحثة الاجتماعية إلهام دبوب أن مشاريع الإعمار في بنغازي والمناطق المجاورة تمثل استثمارًا في الإنسان والمجتمع. وأوضحت أن الفوائد التي تحققها هذه المشاريع لا تقتصر على الجوانب المادية فقط، بل تمتد لتحسين السلوكيات اليومية وتنظيم الأنماط الحياتية للأفراد. وأضافت أن المشاريع العمرانية تشجع على الالتزام بالقوانين والأنظمة، مما يعزز الانضباط الاجتماعي ويحسن جودة الحياة.
تعزيز دور الشباب في المجتمع
وتابعت دبوب أن مشاريع الإعمار تسهم في تعزيز دور الشباب في العملية التنموية من خلال فتح الفرص أمامهم للمشاركة في المشاريع الاقتصادية.
وأشارت إلى أن هذه الفرص تمنح الشباب شعورًا بالكرامة والاستقلالية، مما يعزز قدرتهم على المساهمة الفاعلة في بناء وطنهم.
التأثير السياسي لمشاريع الإعمار
أما المحلل السياسي محمد مطيريد، فقد أكد أن مشاريع الإعمار تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الاستقرار السياسي في ليبيا. وأضاف أن هذه المشاريع ساعدت في فتح آفاق التعاون الدولي وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يعزز مكانة ليبيا في الساحة العالمية.
وأشار مطيريد، إلى أن مشاريع الإعمار تعتبر نقطة انطلاق للتعاون بين ليبيا والدول الأخرى، حيث تساهم في فتح أبواب الاستثمارات المشتركة وتحسين العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول العالم. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
تقرير: أحلام الجبالي