بنغازي 10 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) – استقبل رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، رفقة القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس وزراء الحكومة الليبية د. أسامة حماد، بمدينة بنغازي، رئيسَ جمهورية الكونغو برازافيل السيد ديني ساسو نغيسو.
هذا وقد بحث اللقاء عدداً من الملفات الهامة التي على رأسها ملف المصالحة الوطنية، إذ ثمّن الحضور جهود الاتحاد الأفريقي في هذا الملف لإنهاء الانقسام السياسي في البلاد.
رئيس الوزراء، وفي كلمته خلال اللقاء، أكد أن الجيش الليبي كان يحارب الإرهاب بيدٍ، ويُعيد بناء مؤسسته العسكرية باليد الأخرى، لضمان عدم تمكن الإرهاب من العودة مرة أخرى بأي شكل من أشكاله وأنماطه التي يتستر بها، مشيرًا إلى بدْءِ الحكومة عبر أدواتها التنفيذية، في حرب أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، لكن كانت أسلحتها البناء والتنمية وإعادة الإعمار.
وأكد رئيس الوزراء أن مسارات الحوارات السياسية والمفاوضات الدولية، لم تفلح في تحقيق أي تقدم يذكر في مسار حل الأزمة القائمة، وأنها اصطدمت بعدم وجود إرادة حقيقية لدى الأطراف الدولية والإقليمية المتدخلة في حل النزاع، لوضع هذه الاتفاقات والمخرجات موضع التنفيذ الحقيقي.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أنه بالرغم من تعاقب عدد غير مسبوق من المبعوثين الدوليين والممثلين للأمين العام للأمم المتحدة عبر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، كانت أغلب جهودهم على إدارة الأزمة الليبية دون السعي لوضع حلول جذرية، لتوحيد المؤسسات والدفع نحو إنجاز الاستحقاقات الانتخابية الضرورية.
وأوضح رئيس الوزراء، أن الحكومة منتهية الولاية قامت بتقويض الجهود الرامية لإبرام الانتخابات في موعدها، واستمرت في اغتصاب السلطة وإهدار المال العام، وأبرمت اتفاقيات مشبوهة تتعارض مع التشريعات الداخلية، على الرغم من سحب الثقة منها ومنح هذه الثقة للحكومة الليبية الحالية التي تم تعيينها من قبل مجلس النواب الليبي.
وأكد رئيس الوزراء، على أن إخفاق المجلس الرئاسي والحكومة منتهية الولاية في ملف المصالحة الوطنية، استدعى تدخل قياداتنا التشريعية والعسكرية للعمل على هذا الملف، وكانت مساعينا لاتخاذ الخطوات اللازمة لوضع هذه المصالحة موضع التنفيذ وبجهود ليبية ليبية.
ولفت رئيس الوزراء، إلى أنه تم تشكيل اللجان الوزارية لتقصّي الحقائق وحصر الأضرار وجبرها، وتكللت جميع الجهود بإتمام وتوقيع ميثاق المصالحة الشاملة بين مكوّن التبو والأهالي في مدينة مرزق منذ مدة، وبحضور رئيس مجلس النواب و القائد العام للقوات المسلحة، وكذلك إتمام المصالحة في مدينة الكفرة في الجنوب الشرقي، وأن هذه الجهود الحقيقية والنتائج الواقعية لم يقابلها أي ترحيب أو تأييد من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وعلى رأسها الممثلة الحالية للأمين العام، والتي كنا نتوقع أن يكون لها دور بارز في دعم جهود وخطوات المصالحة، لكنها اتخذت موقفاً لا يقل سلبية عن موقف من سبقها في رئاسة البعثة الاممية.
وتابع: “لاحظنا مؤخرا قيام البعثة الدولية باتخاذ خطوات قد تؤدي إلى إنشاء حكومة جديدة، ونظراً للتجارب السابقة والفاشلة لكل مخرجات البعثة الأممية والحوارات السياسية الأوربية وغيرها؛ فإننا نتحفظ كثيراً على خطوات البعثة الدولية في هذا الاتجاه”.
وتقدم رئيس الحكومة للدول الشقيقة والصديقة بوافر الشكر والتقدير، مثل جمهورية مصر العربية، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المغربية، والولايات المتحدة الأمريكية، والجمهورية التركية، والجمهورية الإيطالية، والجمهورية الفرنسية، والمملكة المتحدة، إذ كان لهذه الدول جهودًا حقيقية عبر سفرائها ومبعوثيها الدبلوماسيين.
وأعرب رئيس الوزراء عن ثقته بدور رئيس دولة الكونغو في هذا الاتجاه ورغبته الصادقة، متمنيًا أن تكلل خطواته بالنجاح التام في لم شمل الليبيين، وإنهاء كافة أشكال النزاع والانقسام، لنمضي قُدمًا في استكمال خطط وبرامج إعادة إعمار البلاد. (الأنباء الليبية – بنغازي) ر ت