بنغازي 18 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) – المرأة هي جزء أساسي من نسيج المجتمع الليبي وتلعب دورًا محوريًا في مختلف مجالات الحياة رغم التحديات التي تواجهها، ورغم الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، فإن المرأة الليبية تواصل الكفاح من أجل إثبات مكانتها والمساهمة في بناء المستقبل.
ويسعى المجلس القومي للمرأة الليبية إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع في مختلف المجالات والعمل على تمكينها في مختلف القطاعات.
وفي مقابلة خاصة لـ “صحيفة الأنباء الليبية” مع فوزية عمر الشريف رئيس المجلس القومي للمرأة الليبية، سُلط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المرأة الليبية في ظل الظروف الراهنة، بالإضافة إلى دور المجلس في تعزيز مكانتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وسبل تمكينها في المستقبل.
التحديات التي تواجه المرأة الليبية
في حديثها صرحت الشريف، أن المرأة الليبية تواجه العديد من التحديات في الوقت الحالي، حيث أوضحت أن أبرز هذه التحديات تكمن في التهميش الاجتماعي والاقتصادي، إضافة إلى التأثيرات الناتجة عن النزاعات المسلحة والظروف السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وفي مواجهة هذه التحديات، قالت: “يعمل المجلس القومي للمرأة على تنظيم حملات توعية، ودعم النساء المتضررات من النزاعات، وتعزيز مشاركتهن في المجالات الاقتصادية والسياسية. كما نحرص على تطوير برامج تعليمية وصحية لرفع مستوى الوعي وتمكين المرأة الليبية.”
دور المرأة في إعادة البناء والاستقرار
وحول دور المرأة في عملية إعادة البناء والاستقرار بعد الأزمة التي مرت بها ليبيا، أكدت الشريف، أن المرأة الليبية تلعب دوراً محوريًا في هذه العملية، وقادرة على أن تكون جزءاً أساسياً من الحلول المستقبلية.
وأضافت: “نهدف إلى تعزيز دور المرأة من خلال برامج تمكين اقتصادي واجتماعي، وتدريبها على المهارات القيادية للمشاركة في عمليات السلم والمصالحة الوطنية.”
دعم المرأة في المناطق النائية
وبشأن دعم المرأة في المناطق النائية أشارت الشريف إلى أن المجلس ينفذ برامج موجهة بشكل خاص لهذه المناطق، تتضمن تقديم مساعدات إنسانية، وتنظيم ورش عمل تدريبية، وتعزيز الوصول إلى خدمات الصحة والتعليم.
كما أضافت: “نحن نعمل على توفير فرص تمويل صغيرة لدعم المشاريع النسائية في هذه المناطق، للمساهمة في إعادة بناء الاقتصاد المحلي.”
تمكين المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية
وفيما يخص تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية، تحدثت رئيس المجلس القومي للمرأة الليبية، عن برامج تدريبية متخصصة في القيادة السياسية وإدارة الأعمال. وأكدت أن المجلس يركز على تحسين الوعي السياسي للنساء، من خلال ورش العمل والندوات التي تركز على حقوقهن وسبل تمثيلهن في المجالس المحلية والبرلمان.
ويتابع المجلس جهوداً مستمرة في توعية المجتمع بحقوق المرأة، حيث تقوم فوزية عمر الشريف بتسليط الضوء على أهمية تأثير المجلس في التشريعات المحلية والدولية من خلال التنسيق مع منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، لتعزيز القوانين التي تضمن حقوق المرأة وحمايتها من العنف والتمييز.
وتتواصل جهود المجلس عبر التعاون المستمر مع العديد من المؤسسات المحلية والدولية، بهدف تنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات التوعية والتعليم والصحة. وقالت الشريف: إن “هذه الجهود حققت نتائج ملموسة، مثل تحسين وصول النساء إلى الخدمات الصحية والتعليمية في بعض المناطق النائية.
معالجة قضايا العنف
وفيما يخص قضايا العنف ضد المرأة، أكدت الشريف أن المجلس يتعامل مع هذه الظاهرة من خلال تعزيز التشريعات الخاصة بحماية المرأة، وفتح قنوات للتبليغ عن حالات العنف. وقالت: “يتم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء المتعرضات للعنف، وتنظيم حملات توعية واسعة للحد من هذه الظاهرة.”
أولويات المجلس والمشاريع المستقبلية
أما عن أولويات المجلس في الفترة المقبلة، أشارت الشريف إلى أن هناك تطلعات لتعزيز تمكين المرأة اقتصادياً من خلال توفير فرص العمل، إضافة إلى تعزيز المشاركة السياسية والاجتماعية، والارتقاء بالمستوى التعليمي للنساء. كما أكدت وجود مشاريع جديدة تهدف إلى زيادة الوعي بحقوق المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين.
وعبرت فوزية عمر الشريف، في ختام المقابلة، عن تفاؤلها بمستقبل المرأة الليبية، وقالت: “في السنوات المقبلة، نتوقع تغييرات كبيرة في وضع المرأة، سواء من خلال زيادة مشاركتها في المناصب السياسية أو الاقتصادية، مما سيمكنها من قيادة التغيير والمساهمة بشكل أكبر في بناء الدولة”. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
حوار: أحلام الجبالي